جرى استطلاع رأي هاتفي يتعلق بقضايا مركزية حول أوضاع الطائفة الدرزية في إسرائيل، يعتبر الأول من نوعه ويتركز فقط على الطائفة الدرزية في إسرائيل، وشمل الاستطلاع عينة تتمثل بـ 405 أشخاص من الطائفة الدرزية، من ثمانية عشر بلدة درزية في إسرائيل، ( لا يشمل البلدات الدرزية في الجولان).
قامت بالاستطلاع الوحدة للاستشارة الإحصائية في جامعة حيفا، لأجل المركز لتعددية الحضارية والدراسات التربوية في الجامعة، وبالتعاون مع الجمعية لدعم الديمقراطية في المجتمع العربي الإسرائيلي، وأشرف على البحث من جانب المصداقية العلمية البروفيسور ماجد الحاج نائب رئيس جامعة حيفا، وعميد البحث العلمي في الجامعة، ورئيس مركز التعددية الحضارية والدراسات التربوية في جامعة حيفا، مع د. نهاد علي من قسم علم الاجتماع والإنسان في جامعة حيفا.
وتشير الصورة العامة للدروز وفقا لنتائج الاستطلاع إلى أن هناك أزمة متعددة الجوانب في أوساط الدروز، أبرزها من جانب علاقة الدروز مع الدولة العبرية، كما تشير نتائج الاستطلاع إلى مرحلة تحديث وتجديد جوهرية، الأمر الذي ينعكس خاصة في جهاز القيم والمبادئ في أوساط الدروز بما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي والثقافي، وأمور الزواج ومكانة المرأة.
علاقة الدروز مع الدولة العبرية
يشير%47.8 من عينة الاستطلاع إلى أن العلاقة بين الدروز والدولة العبرية غير جيدة، ويرى %73.2 من المشاركين أن وضع الدروز في الدولة العبرية أسوأ من وضع سائر العرب في الدولة، بحيث أشار %46.7 منهم بأنهم لا يرون اختلافا في الوضع، أما %26.5 قالوا إن الوضع أسوأ. وبالمقارنة مع اليهود فقد قال %83.3 إن وضع الدروز أسوأ من وضع اليهود.
وعن العوامل المركزية المؤثرة بشكل سلبي على علاقة الدروز مع المؤسسة الإسرائيلية أشارت عينة البحث إلى ثلاثة عوامل مركزية وهي: مصادرة الأراضي، البطالة، أحداث البقيعة (أحداث قرية البقيعة- التي أطلق عليها أحداث أكتوبر 2007، في إشارة إلى أحداث أكتوبر سنة 2000)، والخرائط الهيكلية في أماكن سكناهم.
وأشار 90.1% من المشاركين أن مشكلة مصادرة الأراضي تؤثر سلبًا على العلاقات مع الدولة، و 75.2% تحدثوا عن تأثير البطالة عليهم. %70.2 أشاروا إلى أحداث البقيعة، بينما تطرق %68.5 إلى قضايا الخرائط الهيكلية، كما أبدت عينة البحث عن عدم رضائها التام من خدمات التربية والتعليم في البلدات الدرزية ومن المستوى الثقافي الأكاديمي للدروز.
وأعرب29.1% بأنهم راضيين عن مستوى التربية والتعليم، و28.3% من نسبة التحصيل العلمي والأكاديميين، و 26.7% من خدمات التربوية في البلدات الدرزية، بالمقابل أعرب 44.9% عن رضائهم من نسبة التحصيل العلمي في وسط النساء الدرزيات، و43.5% من مستوى الحياة في الدولة.
كما أشارت عينة البحث إلى أن دمج مواطنين دروز في المناصب الرفيعة المستوى في الدولة، يؤثر بشكل جوهري وإيجابي على العلاقة مع المؤسسة الإسرائيلية، وبما يتعلق بهذه المسألة أشار 70.5% من عينة البحث إلى تعيين ضباط دروز في الجيش الإسرائيلي، وأشار 61.4% لأهمية تعيين نائب وزير درزي.
ثلثي أبناء الطائفة الدرزية يرفضون الخدمة الإلزامية بناء على قانون التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي
بالنسبة لقضية التجنيد الإجباري يتبين أن ثلثي أبناء الطائفة الدرزية يرفضون الخدمة بناء على قانون التجنيد الإجباري. إذ تبين أن %36.1 منهم فقط يؤيدون التجنيد الإجباري، بينما %46.6 أجابوا أنه يجب جعل التجنيد تطوعياً و %17.3 أجابوا أنه يجب إلغاء قانون التجنيد الإجباري كلياً.
وبما يتعلق بالهوية فقد عرّف %81.4 من عينة الاستطلاع على أنفسهم بأنهم دروز، بينما عرّف %64.4 أنفسهم على أنهم عرب. ويرى 58.9% بأنهم لانتمائهم الإسرائيلي أهمية كبيرة، فيما يعتبر 32.7% من أبناء الطائفة الدرزية بأنهم ينتمون للعشب الفلسطيني.
علاقة الدروز مع رجال الدين والروحانيين والسياسيين
تقول الغالبية في استطلاع الرأي بأن المجلس الديني الدرزي الأعلى يمثل بإخلاص مصالح الدروز في إسرائيل، وتصل نسبة هذه المجموعة 72.4%، بينما يرى 21.9% بأن المجلس الديني الدرزي الأعلى لا يمثل مصالح الطائفة الدرزية، كما يعتقد 79.8% من عينة البحث بأنه يجب اختيار القيادة الروحية الدرزية بشكل ديمقراطي.
أما على المستوى الاجتماعي يشير استطلاع الرأي إلى المواقف الليبرالية وإلى الانفتاح في المواضيع الاجتماعية مثل مكانة المرأة، على سبيل المثال اذ يؤيد 86.6% من عينة الاستطلاع منح المرأة الدرزية حقها في الميراث، ويؤيد 95.9% كذلك حق المرأة الدرزية في العمل داخل مكان سكنها ( 73% خارج مكان السكن)، وأشار أكثر من 81% إلى تأييدهم لمنح المرأة حق الحصول على رخصة سياقة، وأعرب 96% بأنهم مستعدون للتصويت لقائمة انتخابات للسلطات المحلية تترأسها امرأة. وأعرب 42.7% بأن وظيفة المرأة الرئيسية هي أم وربة بيت. |