CET 00:00:00 - 25/03/2010

مساحة رأي

بقلم :  نبيل المقدس 
بمناسبة أحد السعف . 
عندما نقرأ متي 21 : 1- 11 [ ولما قربوا من أورشليم وجاءوا إلي بيت فاحي عند جبل الزيتون حينئذ أرسل يسوع تلميذين , قائلا لهما إذهبا إلي القرية التي امامكما فللوقت تجدان اتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما ...]  نجد من هذه الفقرة السابقة أنها هي بداية الفصل الأخير من مأمورية يسوع والتي جاء خصيصا لها إلي العالم لخلاصهُ  من أجرة الخطية . جاء يسوع من مقاطعة الجليل قاصدا أورشليم لكي يكون هناك في عيد الفصح ... وعلي طول الطريق من الجليل إلي أورشليم كان يصنع خيرا , ويكرز بالملكوت ...

لم يترك الجليل لأنه كان غير مقبول من شعبها , أو كان يريد أن يذهب إلي أورشليم ليقيم امة خاصة به ... لم يترك الجليل قاصدا أورشليم ومعه حشود من الغزاة , وأخذ يقاتل كل من يعترضه في الطريق , وهو يعلم تماما كراهية الفريسيين والكتبة اليهود لـه ... بل كان معه فقط تلاميذه الإثني عشر وربما السبعون أيضا, كانوا لا يحملون شيئا ... لكن كانوا مسلحين بحب سيدهم , الذي كان يجول بين القري لشفاء المرضي , ويُشبع الجياع ويروي العطاشي ويُقيم الموتي , ويجعل العميان يبصرون والمشلولين يمشون , و يُخرج الشياطين. 

دخل يسوع إلي اورشليم فاديا وليس غازيا ... دخل يسوع إليها لكي يُكْمِل مشيئة الآب السماوي ... ولم يُدخلها لكي يتخذ منها نقطة انطلاق لغزو بلدان أخري ... بل دخلها لكي ينشر السلام بين البلدان . دخل يسوع أورشليم لكي يقدم نفسه فداءً للعالم ... ولم يدخلها لكي يجعل شعبها فداءً له. دخل يسوع أورشليم ليس مهاجرا من مقاطعة الجليل ... بل دخلها لأنها موطنه وفيه بيته [ وقال لهم : مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ]  . دخل اورشيم لكي يلتقي بالصليب ويتم ما قيل في القديم. 

لم يدخل يسوع أورشليم راكبا حصانا وفي يديه سيفا ودرعا ... بل دخل أورشليم راكبا جحشا لم يركبه إنسان من قبل , ليكون صالحا للمناسبات المقدسة , فقد كان الناموس يشترط  الحيوانات المستخدمة للمناسبات المقدسة  (لم يعل عليها نير )  عدد 19 : 2 .  لم يدخل يسوع أورشليم علي جُثث ضحايا ... بل إستقبلته الجموع كملك ... وفرشوا ثيابهم أمامه , كما فعل اصدقاء ( يــاهو) عندما أعلن نفسه ملكا [ 2 ملوك 9 : 13 ] , كذلك قطعوا أغصان الشجر وسعوف النخل وأخذوا يلوحون بها كما فعل أجدادهم عندما دخل سمعان المكابي أورشليم بعد أحد إنتصاراته [ 1 ملوك 13 : 51 ] . 

إلتفت الجموع حواليه ... منهم من إتخذوا موقف المتفرج أو بدافع الفضول وحب الإستطلاع , دون أن تعرفه معرفة الأختبار الحقيقي والتي تتركز في محبتة ... هذه الفئة من الجموع هي بعينيها التي هتفت بعد اسبوع من دخوله الإنتصاري قائلة : أصلبه أصلبه , دمه علينا وعلي أولادنـــــــا....!! 
وفي نفس الوقت نجد هناك جموع هتفت مرحبة بيسوع كمخلص ومنتصر , حتي أنهم هتفوا أمامه هتافا ملكيا قائلين : أوصنــــا , أوصنــــا مبارك الاتي بإسم الرب .... أي خلصنـــا الآن ياسيد ... لم يكتفوا بهذا بل هتفوا قائلين : أوصنـــا في الأعالي ... أي فلتصرخ الملائكة من العلاء منادية : خلصنـــا الآن يا ألله  فعلا كانت صرخة شعب متضايق إلي ملكه أو إلهه . 

انت يايسوع لم تطلب مُلكا أرضيا زمنيا كما ظن الشعب اليهودي و بأنك المخلص من سلطان الإحتلال , بل انت تريد ان تملك علي القلوب , لذلك أتيت ودخلت حياتنا وديعا وراكبا علي آتان. ... دخولك يايسوع بهذه الصورة إلينا وفي حياتنا ليس لهلاكنا  بل من أجل حبك لنا  .... ليس للإدانة بل لكي تغفر لنا .... لا بقوة السلاح , لكن بقوة المحبـــة. 

وانتهز هذه الفرصة لكي اناشد إخوتي الأحباء أقباط مصر من هم في الخارج ومن هم في الداخل و بجميع طوائفهم ان تفعل كما فعل شعب اورشليم عندما دخل يسوع مدينتهم ... ونصرخ له جميعنا أوصنــــــــا ...أوصنــــــــا في الأعالي . فنحن نحتاج لمثل تلك الصيحات له لكي يبعد عنا كل شر وكل تعصب وكل إزدراء , وكل هدم اماكن عبادتنا ,وأن يوقف نزيف الدم الذي بدأ يتزايد يوم عن يوم .... فنحن ننتظر عهدك معنا ووعودك لنا :-
++لأنه هكذا قال رب الجنود. بعد المجد أرسلني إلي الأمم الذين سلبوكم لأنه من يمسكم يمس حدقة عينه , لأني هأنذا أحرك يدي عليهم فيكونون سلبا لعبيدهم , فتعلمون أن رب الجنود قد أرسلني . زكريا 2 : 8 - 9 . 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق