بقلم : شاكر فريد حسن
من المقرر أن يلتئم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في طرابلس الغرب(ليبيا)مؤتمر القمة العربية الـ (24).وهذه القمة تنعقد في ظل أوضاع معقدة وظروف سياسية بالغة الخطورة تشهد فيها المنطقة العربية انحساراً لحركة التحرر القومي العربي، وتواطؤاً عربياً مكشوفاً يستهدف في محصلته الأخيرة ضرب القوى والحركات الوطنية والتحررية المعارضة للنهج العدواني الأمريكي والاستعماري، وتصفية القضية الفلسطينية وفرض مخطط الهيمنة الامبريالية الأمريكية ،السياسي والاقتصادي والعسكري على كامل المنطقة العربية.
والواقع أن تجاربنا مع القمم العربية بشكل عام هي تجارب مريرة جداً ، واننا لا نريد مزيداً من القمم الهزيلة الهابطة ،فقد مللنا من الخطابات الفارغة والبيانات غير المجدية التي تصدر عن هذه القمم فتبقى حبراً على ورق وبدون ترجمة أو تنفيذ. المرحلة الراهنة ليست بحاجة إلى طحن وتكرار الكلام الانشائي والجعجعات الفارغة وذر الرماد في العيون ، وليست بحاجة إلى التمني والعويل والتوسل والتنديد ، بل تتطلب العمل الجاد والمخلص والبنّاء الهادف .وعليه من الضروري والملّح أن تقف القمة العربية الحالية أمام التطورات والمستجدات السياسية والمتغيرات الدولية وتحديد موقف واضح ،صريح وقاطع،
وبدون تأتأة ولف دوران ، بهدف وقف الانحدار في الموقف العربي الرسمي لوضع حد لحالة الانقسام الاقليمي والتمزق والتشرذم على الساحتين العربية والفلسطينية. المطلوب اتخاذ قرارات مصيرية وعملية واضحة لا لبس فيها بشأن قضية الشعب الفلسطيني والمفاوضات غير المباشرة والارتقاء بالفعل النضالي لأجل انهاء الحصار والطوق الاحتلالي الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان الكوليونالي والانتهاكات والجرائم الاسرائيلية المتواصلة بحق المقدسات الاسلامية والدينية في القدس .وعلاوة على ذلك وضع استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف المنطقة العربية برمتها والقضية الفلسطينية بشكل خاص،وكفى للمواقف الانهزامية والانبطاحية وحذار من السقوط في أوهام ومستنقع الحلول الأمريكية التصفوية الجديدة. |