CET 10:56:58 - 09/04/2009

مقالات مختارة

بقلم: هاني نقشبندي

إنها أيام الصوم الآن التي تسبق عيد الفصح.
مسيحيون ويهود يلتزمون صياما طويلا وصعبا.
كلما تحدثت عن صوم كهذا قال لي اصدقاء مسلمون ان صيام الآخرين ليس صعبا مثلنا. واستغرب كيف نحكم على صيام غير المسلمين دون ان نعرف عنهم شيئا.
لن ادخل في تفاصيل صيامهم وصيامنا, فإن كان صيامنا طويلا فهو عندهم طويل بالمثل في ايامه وساعاته. ما أريد قوله انني تذكرت كم صمت مثل هذه الأيام مع اصدقاء مسيحيين في لندن. صمت معهم والتزمت بهذا الصوم كما التزم برمضان ذاته.
أذكر ان جدالا يومها حدث بيني وبين احد أقربائي الذي رفض واستنكر ان اشارك المسيحيين صيامهم. قال لماذا تصوم دينهم, ولماذا لا يشاركونا هم صيامنا؟
حسن.. قلت له, وأجبت بأنني لست اصوم معهم كي ادخل الفرحة الى قلوبهم, بل اصوم لأثبت اننا جميعا سواء, نعبد نفس الإله, ونتبع نفس التعليمات, ونسعى الى المحبة. قلت ايضا انه نوع من احترام الآخر, والتواصل معه في الوقت ذاته. قلت ايضا ان الصوم فضيلة. وعندما تشارك الإنسان فضيلة ما فأنت لست ترضيه هو بقدر ما ترضي نفسك, وتضمن الفضيلة ذاتها.
أما لماذا لا يشاركونا هم صيامنا فلسنا في ميدان أينا يسبق الآخر, أو من يتبع من.
وعلى كل الأحوال فإن بعضا من هؤلاء الاصدقاء في لندن كان يشاركني صيام رمضان. وكان له اهل يشجعونه لا يؤنبونه. وإن كنت صمت معهم يوما أو اثنين فقد صاموا هم معي اكثر.
تذكرت كل ذلك وأنا استرجع صورة خادمة مسيحية كانت تعمل عندي. كانت تهنئني بكل مناسبة دينية. وفي رمضان كانت تصوم الشهر معي. كانت أفضل مني. إذ عندما بدأت هي صيامها المسيحي لم ادرك ذلك سوى في اليوم الأخير من الصوم, وإلا كنت اعفيتها من مهام كثيرة تسببها فوضويتي المزعجة. خجلت من جهلي, ومن أني لم اشاركها ولو صيام يوم واحد قبل عيد الفصح.
من أجل ذلك قررت أن افعل الآن.
وكل عام وجميع المؤمنين بخير.
nakshabandih@yahoo.com
نقلاً عن إيلاف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع