CET 16:41:41 - 10/06/2014

تقارير الأقباط متحدون

خاص – الأقباط متحدون
 
مرور مائة عام على رحيله
اليوم، الثلاثاء، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالذكرى المئوية لرحيل القديس الأنبا أبرآم، أسقف الفيوم والجيزة، حيث انتقل عن عالمنا في 14 يونيو عام 1914، بعد رحلة مع المرض. 
 
ميلاده
ولد الأنبا أبرآم عام 1829 بقرية دلجا مركز ملوي مديرية أسيوط "آنذاك"، من أبوين فاضلين، وقد رسمه الأنبا يوساب أسقف صنبو شماسًا، ولما بلغ التاسعة عشره انطلق إلى دير العذراء بالمحرق ثم سيم راهبًا باسم بولس غبريال المحرقي، أيام رئاسة القمص عبد الملك الهدرى، الذي أحبه لأخلاقه السامية ونسكه الشديد.
ولما سمع أسقف المنيا الأنبا ياكوبوس بتقواه استدعاه إليه وسلمه إدارة الأسقفية وكلفة بملاحظة الغرباء والمساكين الذين كانوا يلجأون إلى القلاية، ثم رسم قسًا.
عودته للدير
وبعد فتره عاد غبريال المحرقي إلى الدير، فرجع وكان الرهبان يحبونه، فطلبوا عزل رئيسهم، فتقدم الدير في مدة رئاسته، فغرس كرمًا، ورسم ما تهدم، واشترى له أطيانًا حتى أقبل الكثيرون على الرهبنة فيه، لدرجة أنه رسم أربعين راهبًا دفعة واحدة.
رئاسته للدير
 وظل في خدمة الدير خمس سنوات، وكان يصرف كثيرًا على الفقراء والمحتاجين، وحذره الرهبان من خراب الدير إذا ظل هكذا، إلا أنه استمر في نهجه، حتى زاد عدد هؤلاء الفقراء عن عدد رهبان الدير فطالب الرهبان بعزله، فوافقهم الأنبا مرقس مطران البحيرة الذي كان يقوم بأعمال البطريرك على عزله.
 وخرج من الدير وقد بكاه هؤلاء المعوزين، ورافقه إلى البطريركية بعض تلاميذه المخلصين منهم الأنبا متاؤس مطران الحبشة، وأرسل بعد ذلك إلى دير الأنبا بيشوي فيما بعد فقبله ورحب به في قلايته، وكانا يدرسان معًا الكتاب المقدس حتى حفظ أغلب نصوصه إذ كان يطالعه مرة كل أربعين يومًا.
اختياره أسقفا للفيوم
وفى سنه 1888 م. / 1597 ش. اختير أسقفًا للفيوم باسم الأنبا إبرام، حيث فاحت قداسته، فكان أهم من حوله هم الفقراء والمعوزين، بل جعل معظم دار المطرانية مأوى لهم وكان يجالسهم ويصرف عليهم كل ما لديه، وكان لا يأكل إلا معهم، وعين لخدمتهم راهبه كانت تسمى بسيمة، لاذت به هاربة من وجه البابا كيرلس الخامس بعد عودته من نفيه، إذ كانت ضمن من وقَّعوا على عَزله، ولكنها أهملت الطبخ فعزلها وأصيبت بالشلل بعد ذلك.
 
الكاتب الإنجليزي وزوجته
وسمع الكاتب الإنجليزي ليدر، وهو في فرنسا، عن أسقف مصري قديس، فأسرع بالسفر إلى مصر مع زوجته ليلتقيا به. وقد سجل لنا فصلاً كاملاً عن حياته، جاء فيه: "هذا القديس الشيخ عرفه العالم الشرقي كله، وأدرك أنه الخليفة المباشر لسلسلة المسيحيين الأولين غير المنقطعة"، وعبرت زوجته عن هذا اللقاء بقولها: "كنا في حضرة المسيح وامتلأنا بروح الله" 
 
محبا للفقراء
له العديد من المواقف كثيرة في مساعدات الفقراء والمعجزات التي كان يجربها الله على يديه، حتى كان إذ دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن لم يجد يعطه "شاله" أو "فروجيته"، ومن المواقف الشهيرة التي حدثت معه، أنه جاء له أعيان الايبارشية ورأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه على تجديدها وتوسيعها، وكانوا كلما جمعوا مبلغًا من المال يسلمونه له، وأخيرًا جاءوا إليه يطلبون إليه موعدًا للاتفاق مع المقاول على شروط البناء، فتطلع إليهم قائلا: "لقد بنيت يا أولادي!!، لقد بنيت لكم مسكنًا في المظال الأبدية". 
 
محاولة استغلاله
ومن القصص الأخرى في حياته أن ثلاثة شبان أرادوا استغلال حبه للفقراء فدخل اثنان منه يدّعيان أن ثالثهم قد مات وليس لهم ما يُكفنانه به، فلما سألهم الأب الأسقف:"هو مات؟!"، فأجابوا: "نعم مات"، ثم هزّ الأسقف رأسه ومدّ يده بالعطية قائلا: "خذوا كفّنوه به"، وخرج الاثنان يضحكان: لكن سرعان ما تحول ضحكهما إلى بكاء عندما نظرا ثالثهما قد مات فعلاً.
 
اختبار أخير
 وظل الأنبا إبرام يقوم بأعباء إيبارشية حتى لحقه المرض في بشنس 1630 ش.، وكان يشتد عليه وهو صابر متألم، وقد اشتهت نفسه أكل الحمام المحشو، فاعتبرها تجربة أخيرة له، فأوصى بعمله وتركه حتى أنتن، ووضعه أمامه وجعل يخاطب نفسه "ها قد أجبت لك سؤالك يا نفسي، فَكُلى مما ستصيرين أنتن منه". ثم رماه بعد ذلك، وانتقل الأنبا إبرام في شهر بؤونه 1630 / 10 يونيو 1914 ودفن في مدفنه بكنيسة أبي سيفين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع