CET 00:00:00 - 26/03/2010

مساحة رأي

 بقلم :  زهير دعيم
وبكى الالهُ...
وارتعش بالروّح
بكى وسالت دمعة على خدِّه
بكى من سيُفرِّح الدنيا
ويُمهِّد الطريق الى السّماء
أمّا المدينة فخرجت عن بِكرة أبيها
خرجت بيت عنيا تنظرُ وتنتظرُ
تنظر من اشتاق ابراهيم ان يراه
خرجت بيت عنيا راعشةً...
والكلُّ يتذكّر ابنَ الارملة
 ابنَ نايين
ويتذكّر العاصفةَ والخبزَ والسمكَ
والبُرصَ  والعُمي والفَ شيء
 أتراهُ يقدرُ؟!
 أتراهُ يستطيع ؟! وأليعازر ومريم ومرثا أحباؤه، أهله..

ولكنَّ الميتَ أنتن، والأيام الأربعة تشهد
والموقف صعب ، والا فما باله يبكي  ؟!

" لقد تأخرت يا سيّد !!" قالت مرثا
تأخرت!! "لو كنت هنا ما مات أخي!! "
آه...لقد تأخرت يا سيّد !!
أتتحدّينني يا بُنية .– همس يسوع في نفسه-؟!
أيعسرُ عليَ شيء  ، وأنا والآب واحد؟ مالَكِ ...انتظري وستريْن مجدًا..
فقط دحرجوا الحجر..
دحرجوه اليوم ، أما غداً فسأعلّمه درسًا !!!!!!!
دحرجوه..
وأنحبست الأنفاس،وصمتت بيت عنيا
وتسمّرت العيون على الجليليّ وهو ينظر الى السماء
وصرخ بصوت هادرٍ مُجلجل هزَّ أركان الموت :
 " أليعازر هلُمَّ خارجًا "
  وفرّ  الموت .....
وفرّ ابليس مذعورًا وهو يقول : هذه الصّرخة تخيفني ، تُميتني ، تقضُّ مضجعي  ....  "ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت الى هنا قبل الوقت لتعذِّبَنا ؟ " 

وانحبست الأنفاس مرّة أخرى ..
والكلّ ينظر ويترقّب، فاذا بالحياة تخرج من جوف الموت
تخرج والأقمطة تشهد.
تخرج من  أمام ربّ الحياة ...
تخرج شامخة ، باسمة ، منتصبة ..
تخرج لتُصفِّق بيت عنيا
وتُصفِّق السّماءُ
وتزغردُ النسوةُ
وأمّا السيّد فعلَتْ وجهَهُ  ابتسامةٌ خفيفة

وهو يقولُ : حلّوه  ودعوه يذهب.
وتابع بسرّه:
"  هذه البداية
هذه البداية لو تعلمونَ ...
ولنا لقاءٌ آخر
لقاءُ المواجهةِ الكبرى ...لقاءُ النصرة
لنا  لقاءُ في الاسبوع القادم!!!..
لقاء مع الصّليب.
                   
 " بيت عنيا"
اسمها العربي الحالي العيزرية :تقع بلدة العيزرية الحالية والتي تحتوي على ذكريات بيت عنيا الإنجيلية على طريق القدس أريحا. ويقوم في وسط الأكثرية الإسلامية في البلدة كنيستان للآباء الفرنسيسكان والروم الأرثوذكس.
نظرة على التاريخ :
كشفت الأبحاث الأثرية التي قامت في موقع الكنيسة الفرنسيسكانية وقبر أليعازر عن آثار ثلاث كنائس بنيت إحداها فوق الأخرى في فترات مختلفة  ، وحول الكنيسة عديد من القبور المحفورة في الصخر، وقد عثر أيضا على بقايا القرية القديمة مع معاصرها وآبارها ومخازن الحبوب وكمية من الرخام من العصر الهيرودي. تقع القرية القديمة فوق القرية الحالية أما قبر أليعازر فيقع خارج القرية مثله مثل باقي القبور.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق