بقلم نسيم عبيد عوض
كنت قد كتبت فى مقالة الخروج من التهميش والإضطهاد أطالب بالبدأ فى المشاركة والإندماج سياسيا وترك ساحات البكاء والعويل .. لأنه وبدماء شهدائنا فى نجع حمادى حدثت الصحوة التى إنتظرناها _ لا أبالغ إذا قلت منذ قيام الثورة وحتى الآن- قام الأقباط بالسير فى الطريق الصحيح , فبعد ان قام أقباطنا فى الخارج بقلب كيان المجتمع الدولى وأنصت العالم وعرف مشكلة الأقباط , قام الشعب فى داخل مصر بمظاهرة بدأت من ميدان التحرير وأنتهت بمجلس الشعب وسلموا طلباتهم بكل شجاعة لمجلس الشعب الذى قابلهم بكل إحترام ووعد بحل المشاكل .. أليست صحوة وبداية فى طريق الحرية. وقد علق أخى وصديقى الأستاذ حنا المحامى بكلام مشجع وعملى ..
ولكنى أود أن أوضح اننى لم أكن أقصد الدخول فى الإنتخابات مباشرة ولكننى قصدت الآتى:
1- تجميع صفوف الشعب القبطى فى أى شكل سواء جمعية أو هيئة رابطة أى شكل مناسب .. فى النجع والقرية والمركز والمدينة , فى المدرسة والكلية ومكاتب الحكومة والقطاع العام والخاص , فى كل مكان على أرض مصر , بنظام وهدوء وسلام مع الجميع , ننظم صفوفنا ونعرف أنفسنا بالأسم والعائلة والعشيرة.
2- تنظيم التسجيل فى سجلات الناخبين لكل قبطى وصل السن القانونى الذى يسمح له بالإنتخاب, وننظم ان يكون هناك قادة محليين ولكل مجموعة , مثل الإفتقاد تماما ولا بد من إحترام أهدافنا والسعى الى العمل الحق ومساندة بعضنا البعض.
3- ألإنضمام فى جميع أنشطة الدولة الإجتماعية والسياسية , فى الرابطة, فى النقابة, فى الجمعيات والهيئات والأحزاب التى تناسب أخلاقنا ومبادئنا السامية ولكن يكون الهدف الأساسى خدمة مصر أولا وأخيرا. والمشاركة تبدأ بالخدمة الباذلة التى لا هدف لها إلا نمو المجتمع ورفاهيتة وسموه الأخلاقى , لا نساوم على أخلاقنا ولا مبادئنا ولا يقودنا أحد إلا ضميرنا الواعى وطهارتنا الروحية ولنتعلم ان لا نيأس ولا نضعف أمام اى حروب نفسية ونتجنب العلاقات الغير هادفة, ونتحرص فى علاقاتنا بالجميع ونكون أخوة لكل فرد فى مصر, .
ومن التاريخ الحديث أذكركم بان الوطنيين – مسلمين وأقباط – كانوا يلتفون بسعد زغلول زعيم الأمة ويكافحون وينفون ويعتقلون , ووجد من الأقباط أعضاء يمثلونهم فى مجلس النواب والشيوخ وكان وكيلى مجلس النواب عام 1926 هما مصطفى النحاس وويصاواصف, وكان ويصا واصف هو رئيس مجلس النواب عام 1928 , وسكرتير الوفد بعد وفاة سعد هو مكرم عبيد .. وهذا مثل فعلى وواقعى يغنى عن كل الأقوال ,, وشبابنا اليوم – مسلمين وأقباط- وهو شباب مستنير يستطيع أن يعيد لهذه الأمة وعيها الوطنى والقومى مرة أخرى , وليس هذا حلما أحلمة ولكننى لإيمانى بشعب مصر الذى شارك بكل حياتة فى حرب أكتوبر ولمسته بنفسى . لأننا كنا فى خندق واحد نواجه عدو واحد وحتى تحقق الإنتصار بعد ان عانينا فى السبعينات بعد النكسة من ضربة سلفية أرجعت بشعب مصر الى أوائل القرون .. ولكن فى 73 إستعاد الشعب كله وعيه .. ولولا ان السادات سلم البلد للأخوان المسلمين لكنا نعيش فى نهضة تفوق الوصف , ولكننا لا ولن نيأس, الأمل موجود المهم من العمل .
4- أن يقوم السادة النشطاء من محاميين وعقلاء الشعب ومثقفيه وعلماء الأقباط وأساتذة التاريخ والقانون والإعلاميين وغيرهم , وأقترحت ان يضمهم جروب المستشار جبرائيل وأى مجموعة تناسب , للمناقشة وورشة عمل لإختيار طريق المشاركة السياسية بأنسب الأحزاب الموجودين فى الساحة لينضم اليها الأقباط بدون ان نحجر على الرأى والإختيار , فكل شئ بالمشورة والمناقشة الديمقراطية ونعرض النتيجة على شعبنا وكل فرد له كامل الحرية فى الإختيار , فلو كان الحزب الوطنى هو أنسب الأحزاب الموجودة فى مصر تناسب مكونات القبطى وأخلاقة وعقيدتة ووطنيته المصرية فليكن لدينا الشجاعة لنقول ان الحزب الوطنى هو أنسب الأحزاب ليساهم فية القبطى بمشاركة وطنية فعالة – ولا نتعجل الدخول فى الإنتخابات الآن إلا إذا قام الحزب بالترشيح والتأييد – ويكفى أن أقول ان ويصا واصف وهو من أواسط الصعيد كان يمثل دائرة المطرية – دقهلية- وكان يقف ويخطب ويقول اننى أمثل فى البرلمان دائرة لا قبطى فيها إلا نائبها- وهذا كلام سابق لأوانة ولكن فلنبدأ الخطوة الأولى .
ولذلك أرجوا من الجميع فى المرحلة القادمة ان نوجه الجهود بالحكمة والوطنية ولا نفتت الفكر والكتابة فى موضوعات تشتت العقل وتزرع البغضة فى النفوس ,, فمن ضمن خطة التهميش والتشتيت ماتكتبة بعض أقلام مأجورة لسحب الإنظار بعيدا عن المشكلة التى نعيشها فمثلا الكاتب يوسف زيدان لو تركنا كتبة بدون الرد عليها صدقونى لن يشتريها أى قارئ فى مصر – فهو يكتب موضوعات ذات إثارة مفتعلة , فقد قلب صفحات العهد القديم وبالتحديد سفر اللآويين إصحاح 16 الذى يتحدث عن يوم الكفارة العظيم وألتقط كلمة عزازيل – تيس عزازيل- وكتب كتاب كبيروقصة وهمية , ولو لم يرد عليه أحد لما إلتفت اليه قارئ فى مصر, وكذلك يكتب عن اللآهوت العربى – وهل هناك لاهوت أفرنجى أيضا , وقام كتابنا الأفاضل بالرد عليه – وتحقق له شهرة لا يستحقها , وفى نفس الوقت جرنا الى مناقشات لا تعنى أى واحد فينا ليدافع جهل بكتابنا المقدس.
وهناك أمثلة كثيرة أجد فيها ان كتاباتنا كلها رد على الرد , تضييع وقت ومساحة نحن فى حاجة لها بالكلمة البناءة الواعية التى تخدم وتبنى. وفى الأيام الأخيرة قام الأقباط بوضع أقدامهم على التحرك البناء والحكيم والفعال فى وقف الأعتداء على الأقباط معنويا وإعلاميا ورفض للتهميش والغطرسة فى عرض حقيقة القضية :
1- الوقفة الرائدة أمام وزارة الإعلام المصرية وجهاز التليفزيون والتظاهر أمامهم والمطالبة بالتحقيق فى كيفية عرض التلفزيون المصرى لأحداث مرسى مطروح بجهل وتجاهل وغباوة فى عدم عرض الحقائق على المشاهد المصرى وقلة الأمانة فى التعتيم والتهاون فى أحداث تضر بالوطن ككل وليس طرف واحد, ظنا منهم أنهم يخدمون الحكومة بينما يساهون فى التغطية على حريق ملتهب لا يمكن تغطيته.
2- أيضا التوجه من النشطاء الأقباط الى نقابة الصحفيين ولقاء الأستاذ الوطنى الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين يستمع الى شكواهم للتعتيم الصحفى والأقلام المأجورة وبعض الصحف الخضراء التى تسكب النار على الهشيم , والتى لا بد من إتخاذ إجراءات حاسمة ضدها لوقف هؤلاء المتهاونين فى حق وطنهم او الكارهين لسلامة وأمن بلدهم مصر, ونحن لا نحارب حرية الصحافة ولكننا نحارب حرية المغالطة والتهديد والتهوين والتحقير والتشويش والإزدراء بالديانات والدفع للتعصب والفتن الطائفية. هذا تماما ماكنت أقصده من التحرك الواعى فى الدفاع عن قضايانا أو عن قضايا التعصب الأعمى المقيت والذى يمكن بالدعوة الحسنة والمنظمة ان يستمع المجتمع لنداءنا والإستجابة لابد أن تأتى. لقد عرفت طرق مصر أقدامنا فلستمر والله معنا لن يتركنا فى منصف الطريق ولأننا ننستطيع كل شئ به وهو يقوينا. |