CET 11:43:23 - 09/04/2009

مساحة رأي

بقلم: منير بشاي – لوس أنجلوس
من فضلكم، إذا كان هناك من له إتصال بالبيت الأبيض، هناك رسالة هامة وعاجلة نريد توصيلها للجالس على كرسي الرئاسة في المكتب البيضاوى.
الرسالة موجهة إلى الرئيس باراك أوباما، ونريد أن نقول له فيها إنك يا سيادة الرئيس لم تعد الفتى ابن المهاجر الإفريقى الذي أنجبك وتركك وعاد إلى بلده بعد أن طبع على سماتك ملامح الجنس النيجرو التي ربما كانت سببا لك في معاناة كثيرة في مجتمع لا يخلو من الممارسات العنصرية، وأيضاً لم تعد الفتى اليتيم الفقير الذي ماتت أمه وتركته في رعاية جدته المحدودة الدخل، ولم تعد واحداً من شباب الأقليات الذين تمتلئ بهم شوارع مدينة شيكاغو والذين يعانون الفقر والتمييز العنصري ولا يعلمون ما يخبئه لهم المستقبل.

لقد حباك الله ذكاء غير عادي فاستطعت أن تتفوق في دراستك وتتخرج من أعرق جامعات أمريكا، وهذا المجتمع الأمريكى رغم عيوبه أفسح لك الطريق لتصعد إلى القمة، وعندما طرقت باب السياسة ووثق فيك الناس أعطوك أصواتهم بكافة خلفياتهم وإنتماءاتهم وإرتقيت من منصب إلى منصب أعلى إلى أن وصلت إلى عضوية الكونجرس الأمريكي أعلى مجلس نيابي في البلاد.

لا أعلم ما إذا كانت التغييرات في حياة الرئيس أوباما كانت أسرع وأكبر من أن يستوعبها، ولكن أرجو أن يذكره أحد أنه استمر في الصعود إلى فوق فوق فوق، نعم... ليصبح الآن رئيساً للولايات المتحدة أكبر وأقوى وأغنى دولة في العالم، وبذلك أصبح الفتى باراك أكثر البشر نفوذاً على وجه الأرض.
ولذلك لا أنكر أنني صُعقت عندما رأيت الرئيس أوباما رئيس الولايات المتحدة بجلالة قدره ينحني إنحناءة كاملة وهو يصافح الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية، لم يفعلها أمام ملكة بريطانيا العظمى والتي لو فعلها لالتمسنا له العذر من منطلق إجتماعي بحت وبعيداً عن بروتوكول السياسة، فمن عادة الرجال في المجتمعات الغربية الراقية أن ينحنوا ويقبلوا أيدى السيدات.

ولكن لا أدري ماذا دار بخلد الرئيس أوباما عندما وجد نفسه فجأة أمام الملك عبد الله، هل نسى من هو؟ هل إختلط الأمر عليه عندما رأى رجلاً في زي غير مألوف فظنه واحداً من أولياء الله الصالحين؟ هل ظهرت على السطح جذوره عندما رأى نفسه أمام خادم الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة؟ هل تذكر عندما وقف أمامه أنه أمام الرجل الذي يجلس على ربع إحتياطى البترول في العالم؟ لا أعلم.

ولكن قد يكون السبب في هذا أن الرئيس أوباما حديث العهد بوظيفته الجديدة ويحتاج إلى تدريب في البرتوكول وكيفية التعامل مع الناس كبيرهم وصغيرهم، ربما يحتاج إلى تدريب في معرفة أبعاد المنصب الجديد الذى يشغله والطريقة التى يجب أن يظهر بها من يشغل هذا المنصب الرفيع.

رجائي أن أحداً يبلغ الرئيس باراك أوباما أنه فعلاً رئيس دولة كبرى (بحق وحقيق)، وإذا كان ما يزال يشك في هذه الحقيقة فعليه أن يقرصه في ذراعه حتى يتأكد أن الأمر (علم وليس حلم).
رئيس الولايات المتحدة لا ينحني لإنسان وبالذات لملك السعودية التي تعيش في حماية أمريكا، والتي لولا أمريكا لصارت المحافظة رقم ٢۰ بعد أن أصبحت الكويت المحافظة رقم ۱٩ في الإمبراطورية العراقية التي يرأسها خليفة نبوخذنصر الإمبراطور المعظم صدام حسين، ولولا أمريكا لرأينا الملك عبد الله لا ينحني فقط لصدام حسين بل ويسجد له إلى الأرض...
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق