CET 00:00:00 - 10/04/2009

بصراحه

بقلم: مجدي ملاك
أصبحت جماعة الإخوان المسلمين واقع نراه في كل مكان داخل مصر، ونخشى منه في كثير من الأحيان، والخوف هنا ليس خوف مباشر من الأفراد الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ولكن الخوف الحقيقي هو من الأفكار التي يحملها هذا التيار وتشغلنا بشكل كبير نتيجة عنفها في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان نتيجة ارتبطاها بمصير دولة كبيرة مثل مصر، فحين نسمع ونقرأ عن دعوة جديدة لتوحيد فكر الإخوان تحت رعاية المرشد الجديد المزمع اختياره فهو أمر يلفت نظرنا ليعيد تساؤل هام على أي مبادئ يزمع الإخوان أن يعيدوا توحيد أنفسهم مرة أخرى، وهل من المتوقع أن نشاهد مرحلة دموية أخرى إذا ما قرر الإخوان الرجوع لمبادئ السيد حسن البنا؟
إن مرحلة الرجوع للسلف هو أمر أصيل لدى جماعة الإخوان المسلمين وهو واحد من أهم مبادئ الجماعة، فكلمة الأصولية هي في الأساس نابعة من الرجوع إلى الأصل، وحيث أن كثير من أعضاء جماعة الإخوان يرون في السيد حسن البنا أهم مؤسس لتلك الجماعة فمن ثم فالعودة لأصول تلك الجماعة وتاريخها الدموى أمر وارد، فصحيح أن إخوان الجزائر انفصلوا عن مصر، وصحيح أن جماعة الإخوان لم تعد ترتبط بعلاقات واسعة مثل الماضي، وأصبحت علاقتها تنحصر في إخوان حماس، وعلاقات مع الجانب الإيراني بحكم الحاجة إلى تمويل الجماعة في كثير من الأحيان، إلا أن هذا يدعم فكرة إعادة إحياء الروابط مرة أخرى.
المكشلة الحقيقة في كل هذا أن الدولة المصرية تمثل دور المراقب في تلك المساءلة، فلا توجد تحركات جدية من جانب الدولة، فكافة مؤسساتها تتعاطى مع جماعة الإخوان وكأنها أمر واقع لا يمكن مواجهته، وهو ما يزيد من قوتهم لأنهم يشعرون بعدم جدية الحكومة في كثير من الأحيان بتلك المواجهة، كما يوجد اعتقاد كبير لديهم أن الدولة والنظام يحتاجهم في كثير من الأحيان، أو ربما يحتاجهم في الفترة القادمة من أجل العمل على توريث الحكم، وهو ما يزيد من قدراتهم على المساومة وإمكانية تحقيق مصالح في الفترة القادمة، ولكن السؤال الذي يجب أن ندركه جميعاً.. هل هناك إمكانية ليغير الإخوان وجهة نظرهم في كثير من القضايا الشائكة؟؟، والإجابة هنا ستكون بالنفي في عدد من القضايا:

أولاً: تولي الأقباط للحكم في البلاد.
أمر حسمه مهدى عاكف نفسه، حين قال لا يمكن للقبطي أن يتولى رئاسة الجمهورية، وأن الماليزي يمكن أن يحكم مصر ولكن لا يمكن ولا يجوز للقبطي أن يحكمها، وهو أمر لا نهدف منه التكرار بهدف التأكيد على ثوابت للإخوان توضح لنا خطورة ما تقوم به الجماعة في الوقت الحالي من إعادة ترتيب ذلك التنظيم بالشكل الذي يجعل من إعادة بث هذه الأفكار أمر وارد في الفترة القادمة.
ثانياً: الإخوان والمرأة.
فالإخوان لا يعتقدون بأن المرأة يمكن أن يكون لها دور في الحياة، وأن دورها ينحصر في إمتاع الرجل من الناحية الجسدية، وهي نظرة تعطل نصف القوة الإنتاجية في المجتمع، وتجعل موقفنا شديد الضعف أمام المنظمات الدولية، وأمام الإتفاقيات التي وقعت عليها مصر من أجل مناهضة التمييز ضد المرأة.
ثالثاً: الإخوان وعلاقات مصر الخارجية.
فالإخوان لا يرون إمكانية إقامة علاقات سوى مع الدول الإسلامية، ويرون في إسرائيل عدو مستمر يجب مهاجمته من أجل مناصرة الإخوان في غزة، وهو أمر سيكلف مصر الكثير في حال تم تنفيذه.
رابعاً: تجديد فكرة الأمة الإسلامية.
وهي أخطر الأفكار التي يريد الإخوان تجديدها في الفترة الحالية، وبحيث تتحول مصر إلى جزء من الأمة الإسلامية الرجعية مثل إيران وأفغانستان، ليحكمها القانون الديني وليس القانون الوضعي، لنبدأ مرحلة جديدة من التخلف نحتاج لقرون جديدة من أجل التخلص من تلك الأفكار.

هذه بعض من ملامح تجديد الفكر الإخواني التي ينشرها أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم، ونحن لا ينبغي أن نُقلل من أهمية قراءة تلك الأفكار، ومواجهتها بشكل كبير والعمل على محاربتها، فيكفي ما عانت منه مصر طوال الفترة الماضية، فالعودة لفكرة الأمة الإسلامية يقضي على الدستور المصري الذي أُقرت فيه مادة المواطنة، كما يقضي على الإختلاف الذي تتمتع به مصر، فهو أمر يميزها عن غيرها من الدول الإسلامية التي لا يتوافر فيها هذا المزيج الثقافي والإجتماعي، وإن كان الإخوان يريدون أن يقتلوا مصر الثقافة، فعلينا أن نبادر بقتل أفكارهم قبل أن تظهر للنور مرة أخرى لتصبح مثل السرطان الذي ينتشر ليقتل كل ما حوله.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق