بقلم : فاضل عباس
تستضيف الجماهيرية العربية الليبية القمة العربية خلال الفترة من 27 حتى 28 مارس 2010 في ظل تطورات أقليمية وعربية غاية في الصعوبة تستوجب من القادة والزعماء العرب تحمل المسؤولية بشكل كامل وجماعي لحماية الوطن العربي من المخاطر التي تحدق به من كل جهة ولذلك فإن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج عليه أن لا يفقد الأمل بالقمم العربية مهما كانت الظروف فهناك للشعب العربي مطالب ينبغي أن يعرضها على القادة العرب وحان الوقت للاستجابة لها في قمة سرت بليبيا بعد طول تأجيل وانتظار.
فالطلب الأول هو ضرورة وضع حد للعربدة الصهيونية في المنطقة العربية وذلك عن طريق وقف مفاوضات السلام والتي لم تحقق نتائج تذكر للفلسطينين، ووضع خيار المقاومة والتحرير كبديل لخيار السلام لان اسرئيل باختصار لا تريد السلام ولا إعادة الحقوق الفلسطينية والاستيطان مستمر وهو ما يتطلب وقف الاملاءات الامريكية في هذا الموضوع على الدول العربية، وكذلك ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية على قاعدة أن العدو الواحد هو الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وفشل خيار المفاوضات وتبني خيار المقاومة .
والمطلب الثاني هو تحقيق التضامن العربي والعمل بمبدأ الاخوة العربية وتسهيل تنقل المواطنين العرب بين الاقطار العربية وإلغاء تأشيرات الدخول بين الدول العربية وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي والسياسي والعمل بشكل تمهيدي لتحقيق تكامل عربي لتحقيق حلم الملايين العرب في وحدة عربية من المحيط إلى الخليج وهذا يتطلب إجراءات وجرأة في العمل لتحقيق هذا الهدف ومن ضمنها ضرورة الاعتماد على العمالة العربية بدل الآسيوية وغيرها وخصوصاً الدول العربية النفطية كدول الخليج العربي وليبيا والجزائر وغيرها.
المطلب الثالث هو القرار العربي المستقل في تحقيق المصالح العربية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فالتنمية المستقلة البعيدة عن هيمنة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من مؤسسات المال الدولية هو خيار يجب أن يفكر فيه العرب فتجربة الزعيم جمال عبدالناصر في التنمية المستقلة وتحقيق الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي هي مشاريع يجب دراستها والعمل وفق هذه الرؤية، كما أن فرض الرؤية الراسمالية وتعميمها عبر العولمة هو خيار يستطيع العرب رفضه وتجاوزه إذا كانت هناك إرادة سياسية لذلك، وجزء مهم من القرار العربي المستقل هو رفض أن تكون الساحة العربية منطلقاً لحروب عدوانية ضد دول الجوار، فالعرب عليهم تحقيق مصالحهم وليس مصالح الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.
صحيفة الأيام البحرينية :27 مارس 2010 |