CET 00:00:00 - 28/03/2010

مساحة رأي

بقلم : منال بولس
مع حلول أحد الشعانين المبارك من كل عام يتوارد دائما إلى ذهنى ما كانت تحدثنى به والدتى وقد كانت من قاطنى حى شبرا العريق ولعل الكثيرين من سكان هذا الحى سيتذكرون ايضا طقوس هذا العيد المبارك قديما حيث كانت للمحبة الحقيقية مكانا فى القلوب بعيدا عن أى تعصب أو تمييز حيث كانت الوجوه والطبائع متشابهة لا يميزها طريقة لبس معينة أو لغة حوارخاصة فلا تكاد تعرف أية ديانة يدينها الشخص الذى أمامك ...الكل كان فى واحد...الكل مصرى فقط
أما عن هذا اليوم وطقوسه على حسب مع سمعت وتمنيت أن أرى ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه هو خروج كنائس شبرا جميعها فى عشية حد الزعف المبارك لزف الصليب المزين بالخوص فى جميع شوارع شبرا يتقدم كل كنيسة لافتة تحمل إسم الكنيسة ..فهذه كنيسة مارمينا تليها كنيسة الملاك فكنيسة العذراء ...وهكذا تطوف الكنائس حاملة أفراح هذا اليوم العظيم

أيضا كان لك أن تستمع إلى أصوات باعة الخوص الذين يجوبون الطرق للنداء على بضاعتهم بالعبارة المميزة (قلبك أبيض يا مسيحى)...إشارة منهم إلى قلب الخوص الأبيض الطرى ذو الرائحة المميزة التى هى رائحة المسيح الذكية
أما عن ذكرياتى الخاصة فى هذا العيد فهى أغلى زعفة حصلت عليها فى حياتى بالعام الماضى ...هى غالية ليس بثمنها إنما بقيمتها عندى ....فلم أتمكن وقتها قضاء فترة أسبوع الآلام المبارك أو العيد بمصر كما تعودت...ووجدت فى نفسى حزن لأنى سوف لا أستطيع أن أسعد أولادى بطقوس هذه الفترة والتى فى مقدمتها أحد الزعف بطقسه المميز ...ولكنى لم

أيأس وكنت واثقة من أن إلهى الحبيب سوف يرسل الحل السريع رغم بساطة الموضوع  أو تفاهته من وجهه نظر البعض ولكن بالنسبة لى كان موضوع هام جدا وهو أن لا أحرم اولادى من جمال هذا الطقس والفرحة التى يتمتع بها كل الأطفال بالزعغة وجمالها
فأخذت أجوب المكان وفجأة وقعت عينى على نخلة قصيرة بحديقة صغيرة بجانب منزلى فذهبت إليها مسرعة ويال العجب ..وجدتها ...خوصة كاملة طرية وحيدة وكأنها وجدت لأجدها أنا وحدى ,,كم كانت فرحتى بها ..فأحضرتك سكين حاد وقطعتها ..وفرح بها أبنائى وفرحت معهم بها أيما فرحة
ما حدث فقط هو إصابة يدى ببعض الخدوش البسيطة وقت أقتطاعى لها من جراء الطبقة الحادة التى تحيط بها والتى تميز النخلة من الخارج فهى طبقة جافة وسميكة وتخرج منها نتوءات أشبة بالأشواك.....وحينها  تذكرت العبارة ( قلبك أبيض يا مسيحى )...فكما تعيش هذه الزعفة البيضاء القلب الطرية حاملة رائحة المسيح بين أشواك العالم يعيش هو كذلك .. أوقد يتطلب الأمر منه الكثير من الجهد والتعب وقد يصاب ببعض الجروح حتى يصل إلى هذة الدرجة من النقاوة
لا أعلم فقد راودنى هذين التأملين وقتها

وهذا العام أيضا كان لى موعد مع نفس النخلة العجيبة ..كنت واثقة وكانت أمينة فى وعدها ..بل بالأحرى هو كان أمينا كما وعد ..فوجدت نفس الزعفة الطرية الجميلة تنتظرنى لأسعد بها أبنائى وأسعد معهم بأغلى ثانى زعفة فى حياتى
كل عام وجميعكم بخير وسعادة قلب ولنسأل إلهنا الحبيب أن يجعل قلوبنا نقية بنقاوة قلب زعف النخيل حتى نسعد بها رب المجد عند دخوله ملكا متوجا على قلوبنا وحياتنا كلها 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق