بقلم: جرجس بشرى إن عدو الخير يحاول بلا كلل ولا ملل أن يسعى جاهدًا لشق وحدة الكنيسة خاصة في مصر، وللأسف الشديد تحاول وسائل الإعلام المختلفة الرسمية والمستقلة تصيد الأفعال والأقوال التي من شأنها أن تبث روح الفُرقة بين الكنائس المصرية مُستغلة في ذلك التصريحات غير المسئولة من بعض رجال الدين، بهدف ضرب قضية الأقباط في مصر بنيران لا أقول صديقة فحسب بل بنيران حميمة، ولإلهاء الأقباط عن المطالبة بحقوقهم المصيرية المشروعة في وطنهم الأصلي مصر؛ ومن الأمور المثيرة للدهشة؛ أن الوحدة بين الكنائس المصرية ما زالت غير متحققة فعليًا في مصر، وللإنصاف.. أستطيع أن أجزم أنها مُتحققة فقط على مستوى اللقاءات الرسمية التي تجمع بين رؤساء الكنائس المصرية سواءً في مجلس كنائس الشرق الأوسط أو مجلس الكنائس العالمي، وهذه اللقاءات أو المؤتمرات بين رؤساء الكنائس والتي يتم انعقادها خارج مصر، لم يتم عمليًا تفعيل التوصيات التي أسفرت عنها بشأن الوحدة بين الكنائس، وأنا لست ضد هذه المؤتمرات والمجالس بالمرة، لأنها تسعى إلى الوحدة الكنسية، وتسعى إلى معالجة المشاكل التي يعاني منها مسيحيو الشرق الأوسط؛ فهي مجالس مفيدة، ولكن التوصيات التي تسفر عنها لا تصل إلى العامة من الشعب القبطي بمختلف طوائفه ومذاهبه. إن هذه القاءات أشبه بموائد الإفطار الرمضانية التي تتلاقى فيها العمائم واللحي، وكل شئ بعدها يذهب إلى حاله وكأن شيئًا لم يكُن!!.. إنني ومن هنا أطالب رؤساء الكنائس المختلفة في مصر بأخذ زمام المبادرة لتأسيس مجلس محلي للكنائس في مصر، هدفه الأساسي زيادة الوحدة بين الكنائس المصرية المختلفة، والاتفاق على أهم المشاكل التي تعاني منها الكنيسة المصرية، ورفعها إلى صُناع القرار، وهذا المجلس سيكون تأثيره أقوى في مواجهة الانتهاكات التي تحدث للكنيسة المصرية وأتباعها بمختلف طوائفها، والتنديد بهذه الانتهاكات وفضحها على مرأى ومسمع من العالم، وهذا ليس تدخلاً من الكنيسة في السياسة، لأن الكنيسة من حقها أن تحتج على الممارسات التمييزية التي تحدث لها ولأتباعها، كما أن وجود مثل هذا المجلس مفيد في متابعة تنفيذ التوصيات التي تسفر عنها المؤتمرات واللقاءات التي يعقدها مجلس كنائس الشرق الأوسط أو مجلس كنائس العالمي، وبلورة هذه التوصيات إلى واقع معاش يلمس آثاره أتباع الطوائف الكنسية المختلفة. وإني أعتقد أنه من الطبيعي جدًا أن يحتاج تأسيس هذا المجلس إلى إرادة حقيقية من قِبل رؤساء الكنائس المصرية، ويحتاج إلى حوار واعٍ وبنَّاء بين أبناء بين رجال الدين من مختلف الطوائف حتى يتحقق فعليًا على أرض الواقع، وأقترح في النهاية أن يكون هذا المجلس أو الصرح "مجلس الكنائس المصري" أو "المجلس الأعلى للكنائس المصرية" أو أي مسمى آخر، يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت | عدد التعليقات: ١٦ تعليق |