حوار - محسن حسنى
فى عام ٢٠٠٥ بدأ المخرج إسماعيل مراد تصوير فيلم «صياد اليمام»، الذى يشارك فى إنتاجه بنسبة ٧٥% فيما يشارك التليفزيون المصرى من خلال القطاع الاقتصادى بالنسبة الباقية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن توقف التصوير عدة مرات.
وبعد أن انتهى التصوير، أجَّل الموزعون عرضه عدة مرات باعتباره فيلم مهرجانات حتى قرر مراد مؤخرا طباعة ١٥ نسخة منه وطرحه للجمهور بدءا من الأربعاء الماضى.
* باعتبارك منتج الفيلم هل ترى أن التوقيت الحالى مناسب لتحقيق النجاح التجارى لفيلم مثل «صياد اليمام»؟
- لا طبعا، لكننى شعرت بالملل من كثرة التأجيلات، ومنذ أن انتهيت من التصوير قال لى الموزعون إن فنيات الفيلم فوق مستوى الجمهور العادى، ولا نتوقع له تحقيق إيرادات، وعلى هذا الأساس ظلوا يؤجلون موعد عرضه حتى قررت المغامرة، رغم علمى الكامل أن هذا التوقيت «ميت» بلغة السوق.
* الفيلم متهم بأنه غير مترابط دراميا وبه أخطاء فى استخدام الفلاش باك؟
- ليست هناك أخطاء، ولكننى استخدمت تقنية الفلاش باك بطريقة مختلفة عما هو سائد، وهى رؤية فى النهاية والمخرج وحده حر فيها، ودائما الجديد لا يحظى بالقبول السريع، ولا أعتقد أن الطريقة التى استخدمتها لها تأثير ضار على الترابط الدرامى للأحداث.
* أول نصف ساعة من الفيلم لم يظهر بها الأبطال سوى فى مشهد واحد فقط فلماذا لم تختصرها فى المونتاج؟
- هذه رؤيتى بعد قراءة متأنية للرواية والسيناريو، وأى فيلم يمكن عمله بألف شكل حسب وجهة نظر صناعه، المهم ألا يكون هناك تطويل أو مط.
* إيقاع الفيلم هادئ للغاية، ولا يوجد تصاعد درامى للأحداث، فهل قصدت هذا؟
- نعم قصدت ذلك وهذا نوع من الدراما يختلف عن الدراما التقليدية التى تتكون من بداية وذروة للحدث ونهاية، وهى حالة خاصة إما أن تقبلها كلها أو ترفضها كلها.
* العديد من النجوم اشتركوا فى بطولة الفيلم لكن أسىء استخدامهم فما ردك؟
- لا أتفق معك فى ذلك وأعتقد أننى أحسنت استخدام كل أدواتى، وكان عندى ١٢ شخصية، وكل شخصية لها دور محدد بزمن محدد، ولم يكن بوسعى زيادة مشاهد شخصية على حساب أخرى.
* الراوى أضعف اللغة البصرية للفيلم وتم تفسيره باعتباره «قلة حيلة»، ما ردك؟
- إطلاقا، لأن أسلوب الراوى متعارف عليه سينمائيا والمخرجون يستخدمونه منذ أيام «رد قلبى»، وميزة الراوى عندى أنه يختصر الزمن لأن شخوص الرواية متعددة وأحداثها تدور خلال ٤٠ سنة فى فترات متناقضة بين الاشتراكية والانفتاح.
* ما هى الرسالة الأساسية التى يحملها؟
- الفيلم فى مجمله استعراض لإحساس ومشاعر الإنسان المصرى عبر ٤٠ سنة ويناقش ببساطة فكرة الحلم وبراءته التى رمزنا لها باليمام، ويطرح تساؤلا هو: «هل تم قتل الحلم؟» ومن الصعب أن نقول رسالته الأساسية، فهو يشبه فى ذلك ثلاثية نجيب محفوظ التى لا يمكننا تحديد رسالتها الأساسية، لأنها استعراض لحياة طويلة شهدت الحربين العالميتين الأولى والثانية.
* بعد وفاة «أبو على» لم نفهم إن كانت «جنات» الزوجة قد تزوجت شقيق زوجها أم لا، كما أن موتها كان غامضا، لماذا؟
- هو كان يشتهيها جنسيا، لكنه لم يتزوجها ثم قتلها ولذلك حاول ابنها قتله ثم هرب من البلد، وأنا كمخرج لست مطالبا بتفسير كل صغيرة وكبيرة وإلا سأحتاج لفيلم مدته ٦ ساعات، لذلك أعتمد على ذكاء المتفرج.
* هناك مشاهد كثيرة حذفت فى المونتاج فماذا كان معيار الحذف؟
- ليست مشاهد كثيرة وإنما هى بعض المشاهد الفائضة عن مدة الفيلم، ومعيار الحذف كان الزمن الضعيف دراميا، بينما كنا نبقى على الزمن القوى دراميا، حتى لا نكرر نفس المعنى فى مشهدين مختلفين |