CET 00:00:00 - 29/03/2010

مساحة رأي

بقلم : حليم اسكندر
يبدو ان جريدة صوت الامه تتخذ من الهجوم علي الاقباط والكنيسه  سياسه ثابته لها ، والمتابع لعناوين اخبارها التي تنشرها – بل بالاحري – تدعيها او تختلقها وتفبركها عن المسيحيه والكنيسه لن يجد ادني صعوبه في ادراك بل والتأكد من هذا المسلك المشين والذي لا مبرر له سوي التعصب الاعمي والاثاره والتحريض ومحاولة نشر الفتنه واذكاء روح التعصب البغيض والكراهيه - ليس فقط بين اقباط الوطن ومسلميه ولكن ايضاً بين الطوائف المسيحيه المختلفه .

وفي البدايه استسمح الدكتور الفاضل سامي يوسف في ان استعير تعبيره واطلاق مسمي صوت الاميه بدلاً من صوت الامه علي هذه الجريده الصفراء .

فقد دأبت هذه الجريده علي التحريض ضد الاقباط وذلك عبر صفحاتها ومواضيعها المفبركه وايضاً بفتح ابوابها علي مصاريعها لمن يسمون انفسهم مفكرين اقباط لمهاجمة الكنيسه والافتراء عليها ولا اود هنا ان اذكر اسماء هؤلاء ، لأني اعتقد انهم لايستحقون مجرد تسميتهم بأنهم مسيحيون او مفكرين من الاساس ، بل انهم بسبب مطامعهم الماديه او اشتياقهم للشهره او المناصب ، سلكوا هذا المسلك المشين واصبحوا امتداداً ليهوذا الاسخريوطي الذي باع مخلصه بثلاثين من الفضه .

فبعد ان نشرت  بتاريخ السبت الموافق 13 مارس 2010 – العدد 483 تحقيق صحفي  لكل من :  عنتر عبداللطيف و مايكل فارس      تحت عنوان : بالصور..ميليشيات قبطية ترتدى زيا موحدا مرسوما عليه "مسدس وصليب" ويطلبون المسحيين بالخروج للشارع لنيل حقوقهم والتصدى للاعتداءات عليهم
وقد فندت مزاعم هذه الجريده في مقال بعنوان (الصحافه الصفراء وسياسة الافتراء ) تجدونه علي هذه الروابط
http://www.copts-united.com/article.php?I=395&A=15542
http://freecopts.net/arabic/2009-08-23-00-20-14/2009-08-23-00-25-54/3335-2010-03-19-23-03-57
http://www.copts.co.uk/Arabic/index.php?option=com_content&view=article&id=2615:2010-03-20-17-30-40&catid=2:articles&Itemid=17

عادت لتنشر في العدد رقم 484 بتاريخ السبت 20 مارس 2010  تحت عنوان :

باحث قبطي يؤكد: صيام الأقباط «بدعة»..ولا وجود له في الإنجيل

ويبدو ان المدعو / عنتر عبد اللطيف قد تخصص في الهجوم علي الاقباط والكنيسه !!

1 - وفي هذا المقال يحاول الكاتب احداث الوقيعه والفتنه بين الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه والكنيسه الانجيليه ، حيث ذكر في مستهل مقاله أن :
أكثر من 40 مواطناً من قرية دير أبوحنس بمحافظة المنيا يتركون  المذهب الأرثوذكسي إلي الإنجيلي نتيجة وجود اختلافات عقائدية بين الكنيستين أهمها عدم وجود الرهبنة في الانجيلية.

وكأن الرهبنه فرضاً علي الارثوذكس ، وانا اوضح لسيادته أن الرهبنه ليست فرضاً وانما هي طريق يتخذه الشاب الراغب في ان يكرس كل حياته وطاقاته لخدمة الله الذي احبه ، والرهبنه ليست انعزالاً عن العالم بحيث يصبح الراهب عاله علي مجتمعه ، بل نجد ان الرهبان يسهمون بشكل كبير ومؤثر في خدمة وطنهم عن طريق العمل والانتاج والكتب الروحيه والعلميه ونشر روح الثقافه الروحيه ومبادئ المحبه و التنوير .

2- تعرض الكاتب للعقيده المسيحيه بخصوص الصوم :
خرج باحث أرثوذكسي ليفجر مفاجأة جديدة بالتأكيد علي أن صيام الأقباط «وهم»
وقد انطوت هذه العباره فضلاً عن عدم اللياقه ، علي الاساءه للمعتقدات المسيحيه ، والتأكيد علي كلمة (باحث ) و(اثوذكسي) فمن يمنح هذا اللقب وعلي أي اساس ، أم أن الكاتب يريد أن يقول – وشهد شاهد من اهلها !! ياسيد عنتر عبد اللطيف – ان لقب باحث له شروط وضوابط ولايصح اطلاقه علي من تريد واسقاطه عن  من تريد !!
فالصوم عقيده ثابته من عقائد المسيحيه وهو مكمل للصلاه وبقية العقائد المسيحيه الاخري ، كما أن الصوم ليس قاصراً علي الارثوذكس فحسب بل جميع الطوائف المسيحيه – تصوم – وان اختلف التوقيت والاسلوب :
+ فوجهت وجهي الى الله السيد طالبا بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد   دانيال 9 :3
+ ولكن الآن يقول الرب ارجعوا اليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح.  يؤيل 2 :12
+ أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر.فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير.  اشعياء 58 :6
+ قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ جميع سكان الارض الى بيت الرب الهكم واصرخوا الى الرب   يؤيل 1 :14
+ واما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم   متي 17 :21
+ فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم  مرقس 9 :29
+ ولما مضى زمان طويل وصار السفر في البحر خطرا اذ كان الصوم ايضا قد مضى جعل بولس ينذرهم  اعمال 27 :9

3- ايضاً اتبع الكاتب سياسة التحريض ولي الافاظ حتي تناسب منهجه التحريضي وفكره الداعي الي الاثاره حين قال ان:

البابا شنودة كون جيشاً من الرهبان مثلما فعل الأنبا كيرلس عمود الدين في عهد الرومان.
ياسيد عنتر ! لما هذا التحريض وماذا تقصد بكلمة جيش من الرهبان ؟ هلي تقصد انهم مسلحين كالجيوش ؟ اجابتي قد تدهشك !!  نعم هم مسلحين ولكن ليس بأسلحه فتاكه هدفها القتل والتدمير والتخريب والايذاء !! لا والف لا فهم رسالتهم الخير والمحبه والسلام والرحمه !! ولكن هم مسلحين بسلاح الروح ، بسلاح الصوم والصلاه ، بدرع الايمان وخوذة الاخلاص ، بسلاح البر و النور :

+ فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر  افسس 6 :14
+ واما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الايمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص  تسالونيكي الاولي 5 :8
+ في كلام الحق في قوة الله بسلاح البر لليمين ولليسار.  كورنثوس الثانيه 6:7
+ البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. افسس 6 :11
+ من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.  افسس 6 : 13
+ وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. افسس 6 : 17

4- يحاول الكاتب الايحاء بأن الرهبنه وثنية الاصل اذ يقول :
 الرهبنة كانت معروفة منذ قديم الزمان فقبل دخول المسيحية مصر بأجيال ترهبن كثيرون من المصريين الوثنيين دون إرادتهم

وهو يحاول بذلك الصاق تهمة التشابه بين الوثنيه والمسيحيه ! كنوع من التحريض والطعن في العقيده المسيحيه ومحاولة اثارة الفتنه ضد الاقباط لما لا ، الا يوجد تشابه بينها وبين العقائد الوثنيه ؟ وبالطبع هذا التشابه موجود في مخيلة الكاتب فقط!!

5- يتعرض الكاتب ذاكراً علي لسان من يطلق عليه باحث قبطي – بالادعاء بجهل وقذارة الرهبان الجسميه وعدم نظافتهم !! اذ يقول ان :

الرهبان الوثنيين امتازوا عن المسيحيين بالنظافة، حيث كان من أهم سمات الرهبان الوثنيين النظافة التامة فقد كانوا يغسلون أجسادهم 3 مرات يومياً قبل صلاة الصبح والظهر وفي المساء وكانوا لا يأكلون اللحم مطلقاً وينكبون علي الدروس والعلوم والمعارف إلا أن الرهبان المسيحيين لم يقتفوا أثر آبائهم الأولين فبعد ادخال الرهبنة إلي الأرثوذكسية في القرن الثاني الميلادي احتقروا أجسادهم وأكدوا أنها أدني من أجسام الحيوانات فالراهب ماراموند الذي أسس دير وادي النطرون كان يزعم من العيب أن ينظر الرجل التقي لجسمه عاريا من الملابس ومن العار أن يخلع ثيابه عنه حتي في وقت الاستحمام وكذلك اثناسيوس الذي قال إن الاستحمام عادة قبيحة تخرج عن الآداب ما دام الإنسان يقف عاريا لذلك كانت أجساد الرهبان السذج قذرة وهو ما اعتبروه علامة زهد وتقوي، لذلك جاءت النظافة التي كان يعتبرها المصري ترفاً، ويشير الباحث القبطي إلي أن الأمر تعدي قذارة الجسد إلي قذارة العقول، حيث أنكر الكثيرون من الرهبان علي أنفسهم العلم والمطالعة وامتنعوا عن مزاولة المعرفة والادعاء بأن بعض الأديرة في القرون الوسطي صارت مدارس للعلم غير الحقيقي لأن هذه الأديرة أصبحت لنسخ الكتب فقط دون الاستفادة منها

والباحث المدقق يكتشف الحقيقه وهي مغايره تماما لتلك الافتراءات فقد كانت الاديره القبطيه علي مر العصور منارات للتنوير والعلم ومن منا  لايعرف الانبا ساويرس ابن المقفع من اباء القرن العاشر الميلادي وكتاباته. وغيره من الاباء الرهبان التي انارت كتاباتهم وافكارهم ظلمة الصحراء .
 اقرأ ما كتبه الباحث المستنير محمود الورداني عن الابنا ساويرس بن المقفع :

http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=2868

واخيراً الي متي تتبع هذه الجريده هذا المنهج وهذا الاسلوب الداعي للاثاره والفتنه وبث روح الكراهيه والتعصب بين ابناء الوطن الواحد ؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق