| بقلم: هاني رمسيسوكان صُبحٌ
 وكان استعدادٌ لسبتِِ عظيم
 فى يوم الجمعة
 فى الرابع عشر من نيسان
 فى السنة الثالثة والثلاثين من بعد الميلاد
 منذ أقل من ألفى عام
 طُرقًتْ أبواب بيلاطس
 و أُلقى بفتى جليلى أمامه
 * * *
 كان الليلُ قد مضى
 و هُم يحاكمونه
 و أورشليم نائمة
 إلا من جنود الرومان
 و فرسان الهيكل
 و قيافا
 و يهوذا
 و تلاميذ…  تبعثروا
 فبينما يوحنا يتبع سيده
 بطرس يرقبه من بعيد
 حتى ينكره
 و مرقس يفر عارياً
 والكلٌ– فى تلك الليلة – قد شكًّ فيه
 * * *
 كان الليلُ قد مضى
 على غير العادة بارداً
 و قد خفتت نجومه
 و توهّجت مشاعله
 بين أشجار جثسيمانى
 تقود العسكر و أعضاء السنهدرين
 تجمع الصدوقيين بالفريسيين
 يتقدمهم خائن باع سيده
 الكل يبحث عن يسوع الناصرى
 " أنا هو ... إن كنتم تطلبوننى فدعوا هؤلاء (التلاميذ) يذهبون "
 * * *
 
 كان الليلُ قد مضى
 وقد شقّت كلماتُ السيد سكون الليل
 و مازالتْ تتلمس طرقها بين أشجار البستان
 ترجّعُ صداها بين صخور جبل الزيتون
 ترفرف على وادى قدرون
 " لماذا جئت يا صاحب "
 " أبقبلة تسلّم ابن الإنسان "
 " أنا هو .. دعوا هؤلاء يذهبون "
 " رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون "
 " كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى "
 " كل يوم كنتُ أجلس معكم أعلّمُ فى الهيكل ولم تمسكونى "
 * * *
 كان الليلُ قد مضى
 وقد سنّ السيف نصله
 ليجوز فى نفس العذراء
 * * *
 خارج دار الولاية :
 صياح وهياج
 قيافا و صحبه قد سيّسوا التًّهم
 إنه  يفسد الأمة
 يمنع أن تُعطى جزية لقيصر
 يقول أنه ملك
 و إذ كان بيلاطس جالساً على كرسى الولاية
 أرسلت إليه امرأته تقول
 "إياك وذلك البار لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من أجله "
 وبدأ الخوف يدبُ فى أوصال بيلاطس الوالى
 * * *
 داخل دار الولاية :
 انقلب المشهد
 القاضى خائفاً
 و المتهم عليه سيماء الملوك
 أأنت ملك ؟
 أمن ذاتك تقول هذا ؟
 "ألعلى أنا يهودى ، أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلىّ "
 "مملكتى ليست من هذا العالم "
 "أفأنت إذاً ملك ؟ "
 "لهذا قد ولدتُ أنا ولهذا قد أتيتُ إلى العالم "
 " لأشهد للحق "
 و "ما هو الحق؟ "
 * * *
 
 خارج دار الولاية :
 صراخ
 أطلق باراباس
 و كان باراباس لصاً
 و أما يسوع "فكان يُعلّم فى كل اليهودية مبتدئاً من الجليل"
 و أما بيلاطس لما عرف أن يسوع جليلى ، أرسله إلى هيرودس حاكم الجليل
 * * *
 أمام هيرودس أنتيباس  :
 الثعلب
 رئيس الربع
 حاكم الجليل
 وقاتل المعمدان
 "و أما هيرودس فلما رأى يسوع فرح ..... و ترجى أن يرى آية تُصنع منه "
 و لكن يسوع لم يجبه
 و فى ذلك اليوم صار بيلاطس و هيرودس صديقين
 بعد أن كانا عدوين
 * * *
 
 داخل دار الولاية :
 ما زال بيلاطس متأرجحاً
 يعرف أن يسوع برئ
 و أنهم أسلموه حسداً
 يجلده
 آملاً أن هذا سيرضى قيافا و صحبه
 " على ظهرى حرث الحراث ، طوّلوا أتلامهم "
 * * *
 خارج دار الولاية :
 "فخرج يسوع خارجاً و هو حامل إكليل الشوك و ثوب الأُرجوان "
 "هوذا الإنسان "
 كل إنسان
 منذ آدم و إلى المنتهى
 و قد اُختزلت فيه كل آلام البشرية
 و تجرع كل كأس الخطية
 هذا هو الرجل
 الذى رأى مذلة بقضيب سخطه
 أبلى لحمه و جلده
 كسّر عظامه
 سيّج عليه فلا يستطيع الخروج
 " اصلبه اصلبه "
 " لنا ناموس و حسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله "
 * * *
 
 داخل دار الولاية :
 ازداد بيلاطس خوفاً على خوف
 من أين أنت أيها الجليلى ؟
 من على هذه الأرض ؟
 أم من فوق ؟
 هل أنت أكثر من معلمى روما ؟
 هل دعوتك أبعد من الفضيلة ؟
 " من أين أنت .... أما تكلمنى . ألست تعلم أن لى سلطاناً أن أصلبك و سلطاناً أن أطلقك "
 " لم يكن لك علىّ سلطان البتة لو لم تكن أعطيت من فوق "
 " الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم "
 * * *
 البلاط - جباثا :
 ليس لنا ملك إلا قيصر
 اصلبه
 دمه علينا و على أولادنا
 و ماذا عن يهوه الملك يا قيافا ؟
 يا معلم إسرائيل
 يا حافظ الناموس
 يا رئيس الكهنة
 بيلاطس يغسل يديه
 "إنى برئ من دم هذا البار "
 " حينئذ أسلمه إليهم ليصلب "
 * * *
 ترن كلمات الناصرى
 تحوّط بيلاطس
 تلاحقه نظراته
 على البلاط
 بين القصر و الهيكل
 يتردد صداها
 فى كل أورشليم
 مدينة الملك العظيم
 "مملكتى ليست من هذا العالم "
 "لهذا قد ولدتُ أنا ولهذا قد أتيتُ إلى العالم "
 " لأشهد للحق "
 فيا أيها الملك
 لك القوة
 و المجد
 و الكرامة
 و العزة
 و السجود
 إلى الأبد
 h_ramsis@yahoo.com |