CET 00:00:00 - 30/03/2010

مساحة رأي

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل     
تتميز مدينة القدس بوضع متميز بين جميع أنحاء العالم قديمه وحديثه ـ بالرغم من أنه ليس لها كثير من الخواص الطبيعية كالمدن الكبرى ـ وذلك لأنها حظيت باهتمام بالغ من الجغرافيين والمؤرخين والشعراء. وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي:

طبيعة المكان وجغرافيته:

 تقع مدينة أورشليم القدس على هضبة غير مستوية، يتراوح ارتفاعها ما بين 2130- 2469 قدمًا، ومتوسط ارتفاعها فوق سطح البحر المتوسط من اتجاه الغرب 2500 قدم، وترتفع تجاه الشرق من سطح البحر الميت 3800 قدم، وتبعد 32ميلاً عن البحر المتوسط غربًا وحوالي 18 ميلاً عن البحر المتوسط شرقًا و19 ميلاً عن الخليل "حبرون" جنوبًا و300ميلاً عن السامرة شمالاً. كما تتخذ شكل مثلث، ضلعه الشرقي البحر الميت، وضلعه الغربي البحر المتوسط، أما ضلعه الجنوبي فهو جبل دير أبو طور.

كما تقع مدينة القدس فلكيًا على دائرة عرض 45ٌ شمالاً، وخط طول 25 شرقًا. وتبلغ مساحتها 2099 دونمًا، والدونم يعادل 1000 متر مربع، وهو ما يقارب 3838 فدانًا، منها ـ ما يقرب من ثلث المساحة في المدينة الجديدة ـ خارج الأسوار.

وتحيط بالهضبة التي تقع عليها القدس أودية عميقة، أهمها وادي قدرون الذي يعرف باسم "الوادي الشرقي"، ووادي "سلوان" أو "هنم" في الغرب ويلتقي الواديان جنوبًا، ويمتد من الشمال الغربي للهضبة إلى جنوبها الشرقي "وادي الجبانة"، كما يمتد إلى وادي سلوان الذي يتصل بوادي قدرون.

من الجدير بالذكر أن وادي قدرون يمتد من شمال القدس نحو الشرق، ويلتوي نحو لجنوب منحدرًا بسرعة. وكان له قديمًا فرع يصل حتى بستان جثسيماني وقد امتلأ بالأتربة، كما كان ـ طبقًا للحفائر التي قام بها وارين وولسن ـ له فرعان داخل القدس.

ويلاحظ أن التلال القديمة لها بعض الارتفاعات داخل القدس القديم وتتفق تقريبًا مع الأحياء التي تنقسم إليها، وهي الحي المسيحي في الشمال الغربي، الحي الأرمني في الجنوب الغربي، الحي الإسلامي في الشرق والشمال الشرقي، والحي اليهودي في الجنوب.

أما أهم جبال القدس فهو جبل الزيتون: الذي يسميه العرب "جبل الطور"، وتقع أسوار الحرم في مواجهة الجبل من الجهة الشرقية، وقد عُرف عند اليهود باسم "جبل المسح" أي جبل التتويج؛ لأنهم كانوا يستخلصون من زيتونه الزيت المقدس المستخدم فى تتويج ملوكهم، وكذلك يعتبر جبل "بطن الهوا" امتدادًا الجبل الزيتون من الجنوب الشرقي للقدس، وهو الذي اشتهر عند اليهود بالجبل "الفاضح"، وجبل "المشارف" الذي عرف بجبل "المراقبين" هو امتداد طبيعي لجبل الزيتون من الشمال الشرقي حتى الشمال.

أما جبل صهيون فيقع في الزاوية الجنوبية الغربية للقدس، وتميز بوجود القلعة المسماة "مدينة داود" عليه، أما جبل بيت المقدس فعُرف عند اليهود باسم جبل "الموريا" ويقع بالقرب من المسجد الأقصى.

أما مناخها ينتمي إلى البحر المتوسط، فهو حار جاف صيفًا دفئ ممطر شتاءً، تتراوح درجة حرارته في الصيف 77ُ- 86ٌ ، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 100ٌ وتصحبها رياح جافة من الشرق والجنوب.

ولا تسقط الأمطار إلا في فصل الشتاء بسبب هبوب الرياح الغربية العكسية، ويصل متوسط سقوطها إلى حوالي 26 بوصة تقريبًا وقد يصحبها هبوط في درجات الحرارة، وأحيانًا ما يهطل الثلج ولكنه لا يدوم طويلاً.
 
أسوار مدينة القدس وأبوابها 

 أجمع علماء الآثار، على أن السور الحالي لمدينة القدس، هو السور الرابع منُذ أُقيمت أسوار لهذه المدينة، والأسوار في صورتها الحالية تعود إلى أيام السلطان العثماني "سليمان الكبير". وقد استغرق بناؤه خمس سنوات (1536- 1540م) وله 34 برجًا وطوله 4 ك. م. وطوله من الشمال 2930 قدمًا ومن الشرق 2755 قدمًا، و 2086 قدمًا من الغرب، و3245 جنوبًا ومتوسط ارتفاعها حوالي 12 مترًا، وبه ثمانية أبواب هي:

1- باب العمود


 يقع في شمال السور، وهو أكثر أبوابه زخرفة، ويعتبره الكثيرون أجملها، بني في عهد سليمان الكبير، ومن هذا الباب كانت بداية الطريق إلى دمشق، لذا يسمى أيضًا "باب دمشق" وهو لا يزال مفتوحًا حتى الآن.

2- الباب الجديد 

 هو الباب الوحيد الذي لم يبنِه سليمان الكبير، فتح سنة 1887م، لتسهيل عبور اللاتين من الحي المسيحي إلى كنائسهم وأديرتهم خارج الأسوار، كما يسمى "باب عبد الحميد" وهو يقع شمال السور.

3- باب الساهرة 

 يقع في الحائط الشمالي للسور، وسمي خطأ "باب هيرودس" لافتراض أن بيت هيرورس أنتيباس كان موجودًا بذلك المكان وبه زخرفة على شكل ورود؛ لذا يطلق عليه بالعبرية "باب الزهور"، وكان مغلقًا حتى عام 1875م.

4- باب الخليل 

 يقع في الحائط الغربي للسور، ويسمى أيضًا "باب يافا" نظرًا لأنه كان نقطة البدية في الطريق إلى يافا، المدينة ذات الميناء التجاري المهم.

5- باب صهيون 

 يقع في الحائط الجنوبي للسور، ويسمى أيضًا "باب النبي داود" وهو يربط الحي الأرمني بجبل صهيون.
 
6- باب المغازية 

 يقع في الحائط الجنوبي للسور، وهو أقرب الأبواب إلى حائط المبكي، وقد كان معظم نفايات المدينة ينقل إلى وادي قدرون بواسطة (نفق مجاري) قديم يجري تحت هذا الباب لذا يسمى أيضًا "باب الدمن" أو "باب الزبالة"."
 
7- الباب الذهبي 

 يقع في الحائط الشرقي للسور، وهو في الحقيقة بابان متلاصقان: "باب الرحمة" و"باب التوبة"، وقد تم سدهما في أيام الأتراك. وفي وسط البابين عمود ضخم يرتكز عليه قوسان من الفن البيزنطي، ويسمى كذلك "الأبواب الدهرية"، حيث أن التقليد المحفوظ يقول أن السيد المسيح دخل من هذا الباب إلى أورشليم "القدس" قادمًا من جبل الزيتون في يوم أحد الشعانين. ويخبرنا التاريخ أيضًا أن هرقل دخل المدينة عبر هذا الباب، عندما استرد القدس من الفرس، حاملاً معه جزءًا من خشبة الصليب الذي استولى عليها كسرى الثاني ملك الفرس 614م.

8- باب الأسباط 

يقع هذا الباب في الحائط الشرقي للسور، ويسمى أيضًا "باب الأسود"؛ إذ نقش على جانبيه زوجان من الأسود، كما يطلق عليه "باب إستفانوس" حيث يذكر أن القديس إستفانوس أخرجوه من هذا الباب ليُرجم، أما المسيحيون فيطلقون عليه "باب ستنا مريم" نظرًا لأنه يقع في مقابل الجشيمانية حيث قبر السيدة العذراء.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق