بقلم: القس رفعت فكري سعيد
طالعتنا جريدة اليوم السابع في عددها الصادر بتاريخ 28 / 3 / 2010 بخبر عنوانه"محلى الأقصر ينتقد الطائفة الإنجيلية بسبب هجومها على "فرج" وجاء في متن الخبر "انتقد عبد الرازق شرقاوى عضو المجلس الشعبى المحلى بالأقصر هجوم الكنيسة الإنجيلية بالأقصر على محافظ الأقصر لإحباط استكمال مشروع الكباش الذى هدمت من أجله 5 مساجد بالأقصر، وذلك عندما أزيل مسكن ادعوا أنه يتبع الكنيسة, كما وصف ما حدث من الإنجيليين بأنه "تهريج", رافضا دكتاتورية المسيحيين الأقلية. جاء ذلك خلال جلسة المجلس الشعبى المحلى والتى عقدت أمس السبت برئاسة الشيخ محمد الطيب رئيس المجلس الشعبى المحلى بالأقصر وبحضور اللواء سيد الوكيل السكرتير العام لمحافظة الأقصر. وأضاف شرقاوى أنه منذ بدء خطة التنمية فقد هدمت عدة مساجد فى إطار مشاريع التنمية مثل مسجد المقشقش التاريخى ومسجد الوحشى وغيره من كثير من المساجد التى هدمت, وأن خطة التطوير لم تفرق بين مسلم ومسيحى, إلا أن الطائفة الإنجيلية لن تريد التعاون فعندما اقترب من الكنيسة أشعلوا نيران الفتنة، وكادت أن تكون فتنة طائفية بعد ادعاءاتم باعتداء رجال الأمن عليهم وهدم أجزاء من الكنيسة.
فيما أكد اللواء سيد الوكيل السكرتير العام لمحافظة الأقصر أنه بعد أن اطلع على الأوراق الخاصة بالسكن الذى تم إزالته، تبين أنه مبنى على أرض منافع سكنية وليس يتبع الكنيسة فى شىء وأن عدادات المياه والكهرباء بأسماء أفراد ليسوا قسيسين وليسوا تابعين للكنيسة, وأن السكن ما هو إلا سكن للراعى, وأضاف أنه نظرا لأنه مسيحى أرادت السلطات تفادى انتشار شائعات اضطهاد المسيحيين تم تعويضه بالضعف وخصصت له شقتين بدلا من واحدة بمنطقة العوامية، إلا أن هذا القس لم يقدر ما فعلناه معه".
ونشرت صحيفة المصري اليوم بتاريخ 25 مارس 2010 ما صرح به الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر فى الندوة التي عقدها نادى ليونز سيدات هليوبوليس يوم 23 مارس ، إذ قال «هنزيل كل شىء يقف فى وجه التطوير حتى لو كان مسجدا أو كنيسة لأننا نسير فى إطار خطة تنموية تنتهى بحلول عام ٢٠٣٠، ولن يرهبنى أحد لأننى أسير كالقطار».وأضاف: «محدش هيرهبنى أو يهددنى، ومحدش هيلوى دراع الحكومة، ومش كل واحد يعرف قناة فضائية أو جريدة يفتكر إنه ممكن يخوفنى بالنشر فيها أو الظهور على شاشتها».وتابع: «أنا أزلت ٤ جوامع محدش إتكلم ومحدش فتح بقه، آجى أزيل منزل خلف كنيسة صاحبه كاهن فى الكنيسة تقوم على الدنيا وماتقعدش والبعض يدعى كذبا أن المنزل تابع للكنيسة، ويقولون كيف تهدمون كنيسة، طيب إشمعنى المسلمين ما اعترضوش على هدم أربعة مساجد؟».
وفقاً لهذه التصريحات العنترية سواء من المحافظ أو من معاونيه في المحافظة بات من المؤكد أن رجال المحافظة يصرون على تضليل الرأي العام إخفاءً لجريمتهم النكراء التي ارتكبوها في حق الكنيسة الإنجيلية وراعيها وزوجته , فما حدث في محافظة الأقصر مع الكنيسة الإنجيلية هو جريمة بشعة نكراء بكل المقاييس, والمعاملة المهينة التي عومل به راعي الكنيسة القس محروس كرم وزوجته من قبل رجال المحافظة تتنافى تماماً مع الأخلاقيات ومع الكرامة الإنسانية .
صحيح أن هناك مفاوضات بين المحافظة والكنيسة من أجل توسيع طريق الكباش , ومن المؤكد أن الكنيسة لم تعترض , فالكنيسة الإنجيلية منذ أن وجدت في مصر وهي تعمل من أجل خدمة المجتمع المصري ومن أجل الصالح العام , لذا فالكنيسة لم تعترض على أخذ جزء من متلكاتها من أجل المصلحة العامة ولكن كل ما فعلته أنها طالبت بحقوقها في أماكن بديلة أسوة بالآخرين الذين أعطتهم محافظة الأقصر بدائل مجزية وقبل أن تهدم ممتلكاتهم , ولكن ما حدث أن المحافظة استخدمت مع الكنيسة الإنجيلية أسلوب الكيل بأكثر من مكيال, فهي قبل أن تهدم أية منشآت أو مساجد أو جمعيات أهلية كانت قد أعطت أصحابها الأراضي والمباني البديلة , أما مع الكنيسة الإنجيلية فالمحافظة استخدمت أسلوب القوة الجبرية في هدم ممتلكات الكنيسة هذا فضلاَ عن الإهانات التي لحقت براعي الكنيسة وزوجته وتهديدهما بوضع ابنهما الصغير تحت عجلات البلدوز إذا لم يخضعا ويخنعا لإرهاب رجال الأمن والمحافظة !!
وتصريحات سيادة المحافظ تؤكد مدى العنترية والاستعلاء التي يتعامل بها سيادة المحافظ مع الأمور , فهو يدعي أنه يسير كالقطار , وتناسى سيادة المحافظ الهمام أن القطارات كثيراً ما تخرج عن القضبان المحددة للسير!! الأمر الذي يؤدي إلى قتل وإيذاء الآخرين , هذا فضلاً عن أن حديث محافظ الأقصر يؤكد أن معلوماته عن الكنيسة الإنجيلية تفتقر إلى الدقة وإلى المصداقية ’ فالكنيسة الإنجيلية لا ترهب أحداً ولا تهدد أحداً كما أنها لا تلوي ذراع الحكومة كما زعم سيادة المحافظ , ولكن الكنيسة الإنجيلية بالفعل هي مرعبة ومرهبة جداً فى مواجهة الأباطيل والأكاذيب وسلب الممتلكات ولي الحقائق, ومن ثم فهي لن تتنازل عن مبانيها وأراضيها ولا عن الحقوق المسلوبة , كما أن الكنيسة لن تهاون في استرداد كرامتها وستفضح الأكاذيب بكل السبل المشروعة وستوضح الحقائق وستعلن موقفها في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ويجب ألا ينسى المحافظ الهمام أننا في عصر السماوات المفتوحة التي لا تستر ولا تتستر على الأعمال المفضوحة!!
وكشفاً للتعصب الدفين في قلب المحافظ ما فعله سيادته من مقارنة بين المسجد والكنيسة وبين المسلمين والمسيحيين فيقول : أنا أزلت ٤ جوامع محدش إتكلم ومحدش فتح بقه، آجى أزيل منزل خلف كنيسة صاحبه كاهن فى الكنيسة تقوم علي الدنيا وماتقعدش والبعض يدعى كذباً أن المنزل تابع للكنيسة، ويقولون كيف تهدمون كنيسة، طيب إشمعنى المسلمين ما اعترضوش على هدم أربعة مساجد؟».
وكلام سمير فرج غير صحيح أما عن جهل وإما عن عمد , وفي الحالتين هو مخطئ , فالمنزل ليس ملكاً خاصاً لراعي الكنيسة على حد زعمه وزعم أعوانه , ولكنه بالتمام والكمال هو ملك خالص للكنيسة الإنجيلية والأوراق الرسمية تؤكد هذا, أما عن مقارنة موقف المسلمين إللى مفتحوش بقهم وموقف المسيحيين إللى قوموا الدنيا ومقعدوهاش , فهو كلام ينم عن تعصب شديد كامن في نفسية وعقل وقلب محافظ الأقصر , وهو كلام تحريضي تهييجي يؤدي إلى المزيد من الاحتقان الديني و من المؤسف أن يصدر مثل هذا الكلام التحريضي من مسئول بحجم محافظ الأقصر !!
ياسيادة المحافظ : هل بنيت مساجد جديدة بدلاً من تلك التي هدمتها أم لا ؟!! هل أعطيت تعويضات بديلة جزيلة وسخية أم لا ؟!! وفي المقايل ماذا أعطيت للكنيسة الإنجيلية ؟!!
المؤكد ياسيادة المحافظ أنك اتبعت سياسة الكيل بأكثر من مكيال , فبنيت مساجد للمسلمين وقمت بتعويضهم قبل أن تقوم بأي أعمال هدم , لأنك لا تستطيع من الأصل أن تزيل أي مسجد ولا أي مبان خدمية تابعة لأي مسجد بدون مقابل سخي , بينما اختلف موقفك تماماَ مع الكنيسة الإنجيلية فقمت باستخدام قوة البطش في الهدم واستخدمت أسلوب التهديد والوعيد دون أن تأخذ الكنيسة أي مقابل ؟ فلماذا تغير الحقائق ياسيادة المحافظ , أما كان الأجدر بك كمسئول وكمحافظ أن تكون مسئولاً عن كل كلمة تتفوه بها فتتوخى الدقة وتحافظ على قول الصدق؟!!
وختاماً .. إن ما حدث مع الكنيسة الإنجيلية في الأقصر هو أمر معيب وشائن , وما حدث مع راعي الكنيسة وزوجته هو أمر مهين , ويحط من شأن الكرامة الإنسانية , ومن حق الإنسان في أن يعيش آمنا .
بقي أن أقول , أتمنى للكنيسة أن تنهض من رقادها وسباتها , كفى استسلاماً بزعم الحرص على عدم خدش حياء أحد أو الحفاظ على عدم جرح مشاعر أي مسئول صغير في أي كفر أو كوم أو ضاحية أو شارع !! وأتمنى أن يكف قادة الكنيسة عن اتخاذ المواقف الهزيلة , وكفانا مداهنات وتوازنات ومراهنات خسرنا بسببها الكثير , ومن المؤكد أننا إذا سرنا على هذا النهج نخسر أكثر !! إن الكراسي إلى زوال والمناصب لن تدوم , ولن تبقى إلا الكنيسة ورسالتها وكرامتها , فهل لنا أن نلملم ما تبقى لنا من كرامة , هل من وقفة جادة شجاعة وقفة رجل واحد تقول لكل متغطرس ومتكبر يكذب ويضلل الرأي العام لا يحل لك ؟!!
راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف - شبرا
REFAATFIKRY@HOTMAIL.COM |