بقلم: مينا ملاك عازر
بدايةً أعتذر على شخصنة مقالتي الماضية، وأوجه أعتذاري ـ على وجه الخصوص ـ لأستاذة سوسن، وأعدها أن مقالي هذا لن يكون هكذا مشخصن إلا في مقدمته فقط أو بعض العبارات البسيطة في السكة. لكنني مستفز من فكر السيد فارس؛ فبما أننا مختلفو العقيدة يجب أن نختلف حول ما نكتب، وسأدلل له على بهتان ما قال بأن أشار لتعليق السيد ريموند الذي انتقدني، وكنت سأرد على نقده، لولا رد غير مباشر جاء باسم فكر ثاني وجدته كافي ليوضح موقفي، كما أنني سأثبت لك يا سيد فارس خطأك بطريقة بسيطة جدًا؛ ألا وهي أنك قلت على مقال من مقالاتي أنه لطيف صحيح أعقبته بأنه على غير العادة لكن في النهاية هناك مقال عجبك رغم اختلاف العقيدة، كما تقول.
وفي نهاية هذا الموضوع أنا أؤكد لك أنني لم أكن أعرف أننا مختلفي العقيدة وأشكرك على ردك. كما أشكر المهندس نبيل المقدس بشكل خاص على تعليقه، وبالتالي أشكر كل من أيدوني ورفعوا من معنوياتي لا لشيء إلا لأنهم مقتنعين بي، لأنه ليس بيننا أي مجاملات.
بعد المقدمة السابقة، نلتفت في هدوء لننظر لعز بلدنا وهو يختال بإنجازات حزبه غير مبالٍ بأنه يغتال أحلام الغلابة، عزنا لا يلعب حديد على حد قوله وإنما يلعب كمال أجسام، والكمال لله وحده، لكنه يرى أيضًا الكمال في حزبه، الذي حينما افتتح كوبري قليوب ذهبت الحكومة كلها لتحتفل بافتتاحه، وحينما خرج سبعة مليون من خط الفقر ثم عاد ستة مليون تحت الخط نفسه... هللوا بأن بقى مليون فوق خط الفقر من السبعة الذين غادروا. وما بين خط بارليف الذي اقتحمه المصريين قديمًا وخط الفقر الذي رزح تحته المصريين حاليًا سنوات طويلة من الفساد والاحتكار وتزوير الانتخابات. وفي مصر نلعب ألعاب القوى متخصصين في الجري لأننا اعتدنا على اللهث وراء القرش والأوتوبيس ولقمة العيش، ففي الوقت الذي يلعب الكبار كمال اجسام أو إسكواش لأنهم لم يجدوا مكان واسع يلعبوا فيه رياضات تحتاج لمكان واسع، فاختاروا الانغلاق وبالتالي لعب رياضات قد تُلعب في غرف مغلقة.
والفرق بين لعب الحديد وكمال الأجسام، أن رياضة كمال الأجسام يتوقف المكسب فيها على رؤية الحكم وليس على مقاييس رقمية محددة فمكسبك في يد حكم له رؤية شخصية. نحن سعداء لأن حكامنا رياضيون، وطبعًا رياضيون من أنهم يمارسوا الرياضة، أما الشعب رياضي من أنه يمارس التفكير الرياضي والرياضي هنا من الرياضيات؛ لأنهم يحاولون ـ من وقت أخذ الراتب ـ يحسبوا كيف يعيشوا شهرهم بمرتبهم؟ |