CET 00:00:00 - 31/03/2010

مساحة رأي

بقلم : د / وجيه رؤوف
جائنى صاحبى مهللا  ووجهه ممتلئا حيويه  وحماسه على غير العاده ,  قائلا : يالا ياعم وجيه فرجت وحتبقى مقدس زى جدك ؟؟!!
فأجبته : أيه  خير  هو البابا سمح بزياره القدس ؟؟!!
فأجاب صاحبى : يا عم أنت لو هتتكل على البابا  عمرك ما هتقدس , أنت بتحلم !!
فأجبته : أولا لما تيجى تتكلم  عن البابا تتكلم بإحترام وبلاش كلامك يجيب ويودى كده من غير لازمه , هات من الآخر فيه ايه ؟؟ أيه ألجديد ؟؟
فأجاب : شوف  ياعم شركه سياحيه محترمه عامله زياره لعده دول فى المنطقه ومن ضمن البرنامج رحله إلى القدس , أهوه منها سياحه ومنها تقدس  يا حفيد المقدس .

وسرحت بخاطرى إلى جدى الذى كان له من ألابناء إحدى عشر بنتا ولم يكن له ولد  وكان يملك من الخير الكثير ومن الطواحين الكثير ومن الخيل الكثير  وذهب إلى القدس  ووقف أمام قبر المسيح شاكيا له  ولكن كانت شكواه دون حكمه فقد خاطب المسيح له المجد كأنه يخاطب تاجرا محاولا مقايضته قائلأ :
أيه لازمه كل الأراضى والخير والخيل اللى عندى وانا ماعنديش ولد , ياريت تاخد الخير ده كله وتدينى ولد .
طبعا كانت دعوه غير حكيمه فالله واسع الرحمه يملك ان يعطى دون مقايضه ولكن ان يقايض بهات وخد  فهى دعوه غير حكيمه   , وفعلا ربنا إداه بدل الولد تلاته  لكنه خسر كل مايملك ,

تذكرت  قصه جدى المقدس أيوب  ورحلته إلى القدس وما جاء فيها , ثم التفت على صوت صاحبى :
أيه يا عم هو انت سرحت والا أيه ؟؟
فاجبته : معلهش , فعلا سرحت شويه , ايوه كنت بتقول شركه سياحيه , لأ يا عم أنا بحب البابا وطالما البابا قاطع  حرم  , يبقى لأ , أنا رايح  آخد بركه  ولا آخد غضب , يفتح الله ياعم , لما البابا يصرح .
فأجابنى : موت يا حمار
قلتله : أيه انت بتقول أيه ؟؟ انت هتخرف ولا أيه ؟؟
فأجاب : ياعم أنت فاكر قرار البابا ده بتاع عدم السفر ده قرار دينى ولا مؤاخذه ؟؟ لأ طبعا ده قرار سياسى لإرضاء الساسه فى مصر ولإرضاء الفلسطينيين وليس له اى علاقه بالدين لا من قريب ولا من بعيد , ماتفوق ياعم المثقف !!

فأجبته : بص ماتطولش فى الكلام وتعك معايا  وحتى لو القرار ده سياسى فنحن نعلم أن قداسه البابا قديس هذا الزمان رجل حكيم وله نظره بعيده  وهوه عارف مصلحتنا  وأكيد خايف علينا لو رحنا هناك فى ظروف زى دى ممكن يحصلنا  حاجه , فهو خايف علينا .
فرد بسرعه مجيبا : يا سلام  طب ماهو الكنايس عندنا دلوقتى  ممكن يحصلنا أى حاجه وأحنا بنصلى فيها وأهوه عندك سبع اتقتلو ليله عيد الميلاد فى نجع حمادى  وغيرهم وغيرهم , هنبطل نروح الكنيسه ونصلى ياك ؟؟!!
فأجبته : لأ طبعا  هنروح الكنيسه  , بس الوضع مختلف .
فقال : وضع مختلف أيه , أنت عارف احنا عندنا كام مزار فى القدس  حوالى ثلاثين مزار دينى مسيحى يعنى تسعين فى المائه من الآثار فى القدس مسيحيه , وبعدين مش حرام البابا يحرمنا من النور اللى بيطلع من قبر المسيح ويولع الشموع لوحده ليله سبت النور , مش حرام  ولا كان الحرم اللى قطعه لمنع الزياره  قطع نور المسيح من الظهور السنوى بتاعه , ياراجل  نور عظيم بيظهر وبيولع الشموع ويعدى بين الناس  بدون ما يحرق حد , كل سنه ده بيظهر , حرام ولا مش حرام لما مانشوفهوش وناخد بركته,  وبعدين  هو قطع زياره القدس  والتقديس والأحتفال تضامنا مع الأخوه الفلسطينيين  طب ليه ماقطعش الأحتفالات بالأعياد  تضامنا مع شهداء نجع حمادى والكشح وغيرهم ؟؟
فقلت له : يا عم انت هتعك ليه ؟؟, أيه دخل الكشح بالقدس ؟؟!!
فرد بسرعه : هيه هيه يا حبيبى إّذا كان بيقول عايزين ندخل القدس إيدينا فى إيدين المسلمين , طب هو أحنا عارفين ندخل كنايسنا فى أمان ألله , ماهيه هيه , سبحان الله !!

وهنا توقفت عن الحوار وتذكرت دعواتنا السابقه لقداسه البابا بعدم إقامه أيه إحتفالات دينيه فى الأعياد وأن تقتصر الكنيسه على إقامه صلاه قداس العيد دون بهرجه ودون إحتفالات , ولم تستجيب الكنيسه لذلك وحدث ماحدث ,
وتذكرت أيضا قيام بعض الشباب بعمل مظاهرات سلميه فى القاهره , وتذكرت أيضا بعض شبابنا فى نجع حمادى اللذين اعتقلوا لأنهم تظاهروا أثناء تشييع جثامين الشهداء  والبعض منهم ماذال فى المعتقل للآن , فهل لا يجوز للكنيسه أن تأخذ وقفه جاده سلميه بمنع الأحتفالات حتى يشعر مسئولينا أن الأقباط غاضبون , أم أن دم الأقباط رخيص لا يستحق وقفه صامته وإلغاء الأحتفالات ,
أعتقد أنه  لدينا من الحقوق على البابا الكثير لتنفيذه  فإذا كان هو بسلطته الدينيه قد منعنا من زياره القدس  وهو حق لنا , فمن حقنا على البابا أن لايقيم إحتفالات دينيه بالأعياد القبطيه إلا بعد ضمان حصول الأقباط على حقوقهم وأمنهم .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٥ تعليق