CET 00:00:00 - 10/04/2009

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
ترك الأمور مُعلّقة بأمل أن تحل نفسها بنفسها مع الزمن مبدأ متسرطن في عقول مواطنين الدول العربية وعلى وجه الخصوص المصريين، خوفاً من التفكير في الأمر واتخاذ قرار فيه يؤجل كل صاحب مشكلة أو كل صاحب موضوع اتخاذ القرار فيه تاركاً الأمر للزمن، وكأن الزمن سيغير من الموضوع في شيء!!
ومن الأمثلة الشائعة "اصبر على جار السوء يا يرحل يا تأتي له مصيبة تأخذه"، مصادفة بحتة أو دليل على خطأي أن يتصل بي ثلاثة من الأحباء المشهود لهم بطيبة القلب في نفس اليوم يطالبونني بعدم الكتابة في موضوع الدكتور سعد الدين إبراهيم!!
هي مصادفة بحتة أن يطلبون مني أن اترك الأمور للزمن؟ هي صدفة بحتة أن يقال لي ماذا تنتظر من سعد الدين إبراهيم؟ هل تنتظر منه أن يدافع عن الأقباط؟ وهو مختلف معهم في العقيدة، قالها أكثر الثلاثة حنكة سياسية وأنهىَ الجملة... "بلا تنسي هذا أبداً؟"

في يوم من الأيام جاء شخص يشكو من سوء معاملة البائعين له لمجرد أنهم يسمعون طريقة نطقه في اللغة الإنجليزية؟ تعجبت وقلت له لم يصادفني هذا خلال 25 سنة من وجودي في هذه البلدة؟ فقال أنت لهجتك لا تدل على مولدك وشكلك لا يدل على أنك من الشرق الأوسط، وفوق كل هذا أنت تعاملهم معاملة فيها احترام زائد وبتواضع شديد، فقلت له إذاً إليك الرد من كلامك على تساؤلك "عامل الناس كما تحب أن يعاملونك".
السبب في سرد هذه القصة السريعة عن المعاملة هي عدم اقتناعي بأن الجلاد يستطيع أن يمثل من يجلده؟ هل يدافع الجلاد عن المجلودين ويصبح بلا وظيفة؟
هل يدافع الإخوان الخونة عن أبناء مصر ويصبح الخونة أول من يعلق في حبل المشنقة بسبب كل الأفعال العنصرية الدموية التي ارتكبوها منذ أن تأسست حركتهم العنصرية في حق الوطن والمواطنين الأقباط؟

عندما تواجههم في جلسات التقية يقولون لك لم نقم بالتعدي على كنيسة، ولم نخطف بنت قبطية، ولم نسبّكم في وسائل الإعلام، ولم نحكم عليكم بأحكام غير عادلة، ولم نضطهدكم في وظائفكم، أو منعنا تعيينكم في وظائف هامة، ولم نجعل أبنائنا يسبون نسائكم في الشوارع لأنهن غير محجبات، لم نقل لأطفالنا ألا يعلبوا مع أولاد الأقباط لأنهم كفرة، لم نقل للحكومة أن تعاملكم معاملة المواطنين الدرجة الثانية لأننا نحن أيضاً نعامل نفس المعاملة؟ يقولوا لك هل يوجد أقباط في السجون بكثرة كما يوجد من الخونة! هذه عينة بسيطة من الحجج الفارغة الواهية التي يتخيل الخونة أننا نبتلعها أو حتى نقبلها.
مجلس الشعب المصري الأغلبية فيه إن لم يكن كله مشغول بالكامل بمسلمين؟ حقيقة
مجلس الشورى هو الآخر الأغلبية فيه إن لم يكن كل من فيه بالكامل مسلمين؟ حقيقة
الجهاز التشريعي من أوله إلى أخره الأغلبية فيه من المسلمين؟ حقيقة
الجهاز الإعلامي من أوله إلى أخره الأغلبية فيه من المسلمين؟ حقيقة
الأجهزة التنفيذية من أولها إلى أخرها الأغلبية فيها من المسلمين؟ حقيقة
ومع كل هذا: كل دور العبادة التي تحترق وتُدمَر وتسقط كل دور عبادة المسيحيين؟؟ حقيقة
البنات المخطوفات كلهم من القصر المسيحيات؟ حقيقة
كاهن يُحكَم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة جريمة لم يرتكبها؟ حقيقة... يقال هناك العديد من شيوخ المسلمين في السجون لماذا يا ترى هل لأنهم يُعلمون أولادهم من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر؟
كل القتلى بالمئات منذ مطلع القرن الحالي (سنترك 14 قرن مضوا) ومن أول يوم فيه من المسيحيين ولم يحكم على شخص واحد إلى اليوم في مقتل أي منهم؟ حقيقة

الأغلبية من المسجونين من الإخوان الخونة والسبب لا يمت بِصلة لمقتل الأقباط الأبرياء؟ لا بالطبع لا.. ليس لأنهم أبرياء بالطبع لا، هل لأن حريتهم منتهكة بالطبع لا، السبب أن الخونة دمويين اختاروا طريق الدم لاختطاف كرسي الحكم بالسلاح والسيفين شعارهم؟
أسأل الدكتور المبجل مَن يرتكب كل هذه المآسي في حق الأقباط؟ سيقول لك النظام؟ لا!! سيقول لك الإخوان الخونة؟ لا بالطبع لا؟
قد يقول لك أن الأقباط هم مَن يضطهدون أنفسهم وهم مَن يحرقون كنائسهم ويخطفون بناتهم؟ بدليل أنني ممثلهم في الغرب لم أعترف يوماً ولم أعلن علنّاً اعتراضي الصريح موجهاً كلامي للمتسببين في مآسي الأقباط؟ 
هل تنكر يا دكتور أن الخونة وتعاليمهم وسمومهم التي يبثونها في كل مكان والنظام وسكوته عنها راضياً بها هما المتسببان في اضطهاد الأقباط في وطنهم؟
مَن يرتكب كل هذه الجرائم ضد الأقباط يا دكتور؟ هل تظن أنهم الأقباط أنفسهم أو تظن أنهم مأجورين إسرائيليين ينفذون مخططات أصدقائك الأمريكان، إنما حاشا أن يكون أحد الجناة من الخونة الذي يدافع عنهم سعد الدين إبراهيم ويطالب بخروجهم من السجون؟
أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب، مركز بن خلدون لم يُقم بدراسة ميدانية تفصيلية واحدة وحيدة عن أي الغزوات الإخوانجية ضد الأقباط في مصر بكل نشاط وهمة كل ما يقوم به مركز بن خلدون هو محاولة إضعاف وإسقاط سور النظام الدفاعي ضد الخونة لكي يتحقق لهم عن طريق البلطجة وإرهاب البسطاء تزوير إرادة الشعب في الانتخابات للتحكم في مجلس الشعب ليقال أنهم أتوا للحكم ديمقراطياً كما أتت حماس بنت الخونة إلى الحكم؟ 
العجيب أن جهاز الحكومة المسمي بهيئة حقوق الإنسان أنه ندد مؤخراً بما حدث للبهائيين وهو واحد على المليون ما يحدث للأقباط ؟ لماذا يا ترى هل لوجه الله وباسم الدفاع عن حقوق الإنسان؟ 

يا دكتور سعد أطمئنك الأقباط بقوة رب المجد قادرين على الدفاع عن أنفسهم بل قادرين على الدفاع عن شعب مصر بأكمله بشرط واحد فقط أن ترفع سيادتك وأسيادك من الخونة والنظام وعملائه أياديكم الغير كريمة عن الناشطين الأقباط، وللأقباط ولكل المصريين اذكرهم بقول الرب "أما الذين من خارج فالله يدينهم فاعزلوا الخبيث من بينكم (1كو 5:  13)".
مَن أعطاكم الحق في تكفيرنا هو مَن أعطانا الحق في تخوينكم. 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق