بقلم: د. فوزي هرمينا
ها هي أيام الصوم المقدس تمضي سريعاً.. وسندخل على أسبوع الآلام وهو أقدس أيام السنة قاطبةً.. أسبوع الآلام من وجهة نظر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو (عيد) والألم والصوم هو كذلك عيد أيضاً.. بل الناس الروحيين يعتبرون أسبوع الآلام هو أسبوع الحصاد الروحي.. وفيها يحصد الإنسان أكبر كمية من الثروة الروحية.....
والذي لا يتأثر روحياً من أسبوع الآلام هو إنسان بارد روحياً....!! فأسبوع الآلام مقدس وفيها ذكريات روحية مقدسة وقراءات مقدسة تتتبع حياة السيد المسيح في الأسبوع الأخير.. وفيها عظات تضاف إلى القراءات لبعض القديسين مثل الأنبا شنوده رئيس المتوحدين والقديس أثناسيوس الرسولي..
في هذا الأسبوع المقدس تكون تأملات الإنسان وكذلك صلواته الخاصة به روحية خالصة مملوءة بالمحبة، ففي سبت لعازر تأمل محبة الرب للعازر وأسرته مريم ومرثا وبكاء المسيح عند قبر لعازر...!! وتأمل في قول المسيح ((لعازر حبيبنا قد مات ...)) تأمل قدرة المسيح الجبارة في إقامة لعازر من الموت.... !!
أسبوع الآلام هو أسبوع توبة وعلينا أن نتوب ولا نرتكب خطايا جديدة وكل خطية لها حسابها ولكن الخطية في أسبوع الآلام هي الأبشع والأشنع.... لأننا لا نتأمل صلب السيد المسيح وآلامه من أجل خلاصنا.
أسبوع الآلام جرس يدق لينبه الإنسان لكي يفوق الإنسان ويمتنع عن خطاياه... وآلام المسيح الجبارة التي كانت على الصليب هي نتيجة الخطايا البشرية التي حملها عنّا.
وأيضاً أسبوع الآلام هو أسبوع النسك والزهد والتقشف ويجب أن يكون الإنسان بعيداً تماماً عن ملذات العالم وشهوات العالم.. فأسبوع الآلام هو تدريب النفس البشرية على النسك والزهد والتوبة والألم والصبر والتحمل.
حتى الستائر السوداء التي بداخل الكنيسة تعطيك انطباعاً روحياً معيناً.. وأسبوع الآلام يجب أن يكون داخل الكنائس وخارجها أيضاً وفي داخل الأسرة كذلك... ونستفيد روحياً من هذا الأسبوع حيث الجهاد والصوم المركز داخل وخارج الكنيسة.
في هذا الأسبوع تُتلىَ صلوات السواعي والبصخات....
سواعي البصخة:
كلمة بصخة في كل اللغات تعني (العبور) تذكار لعبور الملاك المهلك... خر: 23 – 12، تم تقسيم اليوم إلى خمس سواعي نهارية وخمس سواعي ليلية.
والخمس سواعي النهارية تحتوي علي:
باكر - الثالثة - السادسة - التاسعة - الحادية عشر
والخمس سواعي الليلية تحتوي على:
الأولى - الثالثة - السادسة - التاسعة - الحادية عشر
أما يوم الجمعة العظيمة فتصلي الكنيسة صلاة السادسة وهي صلاة الثانية عشر
وترتيب كل ساعة من سواعي البصخة هي كالآتي:
1 - النبوات وتقرأ قبطياً ثم عربياً وتقرأ النبوات قبل الإنجيل إشارة إلى أن العهد القديم كان توطئة للعهد الجديد, وإظهار لنبوات الأنبياء عن السيد المسيح.
2 - العظة: وهي تكون في السواعي النهارية فقط وتكون لقديسين عظماء مثل البابا أثناسيوس الرسولي والأنبا شنوده رئيس المتوحدين.
3 - التسبحة (لك القوة والمجد........ ثوك تاتي جوم) وهي تسبحة تقال 12 مرة في كل ساعة من سواعي البصخة المقدسة.
4 - المزمور: يرتل المزمور باللحن الإدريبي وهي طريقة قبطية حزينة مناسبة لحالة الحزن التي تعيشها الكنيسة.
5 – الإنجيل: يقرأ قبطياً ثم يفسر عربي ويلحن بلحن حزايني.
6 - الطرح: بعد الإنجيل يقرأ الطرح وهو يتضمن معنى الإنجيل الذي قُرأ مع الحث بما جاء فيه، وله لحن مقدمة الطرح وختام الطرح وطريقته تتغير حسب المناسبة وفي أسبوع الآلام بلحن الحزن.
7 - الطلبة: وفيها تلتمس الكنيسة رحمة الله لشعبة وبركته لجميع مخلوقاته وقبوله لصلواتنا.
8 - لحن ابؤرو وكيرياليسون وفي نهاية الطلبة يرتل الشعب هذا اللحن بطريقة الحزن.
9 - البركة: وأخيراً يتلوها الكاهن ثم يختتمها بالصلاة الربانية.
هذا هو باختصار شديد طقس أسبوع الآلام في كنيستنا القبطية الرب قادر أن يعيده علينا وعليكم وعلى كنيستنا وبلدنا مصر بكل خير وسلام وبركات من الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين. |