CET 00:00:00 - 02/04/2010

مساحة رأي

بقلم نسيم عبيد عوض
كانت النشرة التى أعدتها أحدى الهيئات القبطية هنا وأرسلتها الى عنوانها\" توقع الأقباط لهجوم عليهم ليلة عيد القيامة\" كان هذا قمة التشاؤم أم قمة الخوف أو توقع ماهو أصبح عادى بالنسبة لأقباط مصر.. وهذة النبرة أفزعتنى جدا , أهذا ماتحدث عنه سفر الرؤية\" ولما فتح الختم الثانى سمعت الحيوان الثانى قائلا هلم وانظر . فخرج فرس آخر احمر وللجالس عليه أعطى ان ينزع السلام من الأرض وأن يقتل بعضهم بعضا وأعطى سيفا عظيما.\" رؤ6: 3-4\" هل نزل الفرس الأحمر لبلدنا مصر فقط دوننا عن العالم .. ولكن كثيرون ينزعون السلام فى بلاد العالم اليوم. وفى مكان آخر من السفر نقرأ.. \" ثم رأيت وحشا آخر طالعا من الارض وكان له قرنان شبه خروف وكان يتكلم كتنيين. ويضل الساكنين على الأرض .. ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون... وان لا يقدر أحد ان يشترى أو يبيع الا من له السمة او اسم الوحش أو عدد اسمه.. وعدده 666

ثم يتكلم السفر عن الضيقة العظمى التى تصير على العالم كله .. وليس مصر فقط .. فهل نحن كأقباط يصير علينا كل هذه النبوات أم ماذا ؟ الحقيقة لا هذا ولا تلك ولكننا نعيش فى مصر تحت حصار .. أو داخل سجن كبير نتوقع فيه القتل والإهانة فى أية لحظة .. بدليل من يتوقع هجوم على كنائس الأقباط ليلة عيد القيامة ..كما حدث ليلة عيد الميلاد الماضى.. انه امر مفزع ان يعيش الإنسان فى رعب وخوف داخل حصار يتوقع الهجوم الوحشى فى أى وقت

والحقيقة الواضحة الآن أمام كل العالم ان أقباط مصر داخل حصار فى بلدهم مصر.. وقد نصب حول هذا الشعب عوارض حديد ومغالق طرق وحارات مسدودة , وكل شئ متوقع على المحاصرين حتى يسقطون فريسة للمحاصرين.. والقبطى محاصر فى بلده وعلى كل المستويات وبالتخطيط التالى للحصار:
1- يخرج من بيته فيواجه الحصار فى الطريق فى الموصلات , فإذا كانت الفتاة بدون حجاب أو نقاب فالويل لها وخصوصا لو كانت معلقة صليبها على صدرها , الإهانة والبصق والشتيمة العلنية ,, داخل الحصار لا أحد ينجدك. وإذا لم توجد علامة الزبيبة على جبهتك فأنت مسيحى تستحق الإهانة والبغى والتحقير وليس لك معاملة مع ديار ومحلات المسلمين , محصور ومنبوزفى أرضك.

2- وتفتح جريدة الصباح تجد صفحات مخصصة لإهانة الديانة المسيحية والكنائس وتكفيرهم ولعنة شركهم والتحريض على قتل الأقباط وسبيهم وخطف بناتهم ومنع المسلم من مخالطة القبطى أو حتى إلقاء السلام عليه أو تهنئته بعيده .. وفى داخل الحصار انت مجبر على ثقافة المحاصرين وفكرهم السلفى , وليس لك التمتع بثقافات الحضارات الأخرى لأنهم كفار وكل معالم حضارتهم كفر وشرك , فلا فنون ولا موسيقى ولا إنترنت لا سينما , عليك بالعيش داخل جبال وتلال من الرمال فى بلاد الحصار وإلا إستباح قتلك.

3- من وسائل الأعلام راديو وتلفزيون وصحافة أنت محاصر بكل فروض الطاعة لتقرأ وتشاهد وتسمع ثقافات المحاصرين وانت مجبر على ذلك , تعيش فى ظلمة وأنت سعيد بها لأنه غير مسموح لك أن تفتح شباكا على أى ثقافات أخرى , وكما يحدث فى بعض المدن , تقوم مباحث أمن الدولة بمراقبة كل من يتابع المواقع القبطية على الكومبيوتر , ليس من حقك هذا أيضا , قريبا سيضعون أبواب على شاشات اجهزة الكومبيوتر , أو يمنع الأقباط من شرائها.
 
4- فى المدارس الطالب القبطى محاصر بين مدرس أزهرى ينشر الكراهية ضد المسيحية والمسيحيين ويمنع الطلبة المسلمين من الإختلاط بالطلبة المسيحيين , وتجبر الفتيات الصغيرات على التحجب أو لبس النقاب , مجبر على السير على حبل رفيع لو سقط منه تسقط فى الهاوية , هناك شراك كثيرة للإيقاع بالفتيات الصغيرات , وإغرائهم وأغتصابهم وأسلمتهم, وليس لوالديهم الحق فى لقائهم مرة أخرى , حصار وحرمان وضياع , التعليم بكيفية خنق البراعم وخلق الضيق حول زهور المستقبل وإنشاء جيل متعصب كاره لكل من حوله يحلم بالسواد ويكره الألوان المتفتحة , ظلمة داخل عقول البشر.

 5- ويل لقبطى يدخل مراكز الشرطة فأنت قبطى ليس لك أى من حقوق البشر المسلمين , تتنازل عن حقوقك فى صمت وشكر وإلا ياويلك وياسواد ليلك من الضرب والإهانة و الإعتداء على كرامتك وعلى كل شئ يعيدك للحياة الكريمة , تخرج كاره الحياة والناس وحتى نور الشمس , وإذا وقفت أمام قضاة مصر فأنت مجبر على الحكم عليك بالشريعة الإسلامية , ولا تؤخذ بشهادتك ولا بشهود أقباط مثلك , وإذا قتلك مسلم ليس لك دية يخرج هو براءة ويسجن أهلك وأصحابك دخل سجون الحصار. فالحكم بالعدل ليس لك ولكن للمسلم فقط , فالعدالة ليست من حقوق الأقباط فى بلاد الحصار.

6- ليس لك الحرية فى العبادة لله إلا إذا سمح لك من أجهزة مباحث أمن الدولة , ليس لك الحق فى الصلاة لربك فى بيت غير مصرح به , ليس لك الحق فى إعادة بناة حجرة أو جدار أو دورة مياة فى داخل الكنيسة إلا بأوامر حكام الحصار , وعليك ان تصلى لربك ان لا تتهدم مبنى الكنيسة وإلا لن ترى غيرها أبدا. فلا حرية لممارسة عقيدة إلهك إلا بأوامر وشروط الدولة المحاصرة, وليس لك حق الإعتراض على من يهين دينك أو إذا إعتدى عليك , عليك بالصمت والخنوع وليس امامك إلا طريق مسدود من أى حق .

7- ليس لك الحق فى المطالبة ببعض الوظائف المهمة فى سلك القضاء ووظائف الجيش والبوليس والسلك الدبلوماسى , ليس لك أى حق حتى فى الإبداع والخلق لأنك لن تستفيد من أى كفاءة تتمتع بها , وليس لك الحق فى الشكوى , لأنه لا ولاية لغير المسلم على المسلم , وفى داخل بلاد الحصار عليك بقبول مايلقى اليك من وظائف وعمالة لأن ديانتك معروفة فى بطاقتك الشخصية , هذا إذا تكرم موظف الأحوال المدنية وقيد ديانتك المسيحية لأن الجميع عنده مسلمون , فلا وجود للمسيحيين فى بلادهم. وفى بلاد الحصار ليس هناك تنوير للعقول وليس هناك أمن أو امان , ليس هناك حقوق العبادة وحرية العقيدة وليس هناك عدالة ولا تجريم للتعدى على الأديان ليس هناك تجريم على قتل المسيحى وهدم بيوته واعمالة وكنائسة, ليس هناك تعليم وثقافة مستنيرة تأخذ بركب الحضارات , عليك التنفس بهواء فاسد معبق بكل روائح التعصب والكراهية والظلم. وأطمأنكم ايها المحاصرون , ان العالم أصبح قرية صغيرة واحدة ولن يظل متفرجا على بلاد الحصار هذه كما فى مصر ويسكت, بل سيجئ الوقت لإختراق الحصار وهدم معابد الظلم والظلام على رؤوس هؤلاء المحاصرين وعلينا بالمساعدة على الأقل ان نصرخ للعالم ليمد يده وينقذنا من هذا الحصار ويحطم أسوار العبودية ويفك سلاسل المظلومين ويعطى الحرية لكل خلق الله.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق