رغم اعتذار الأمريكان عن تضليل تقارير المخابرات لهم, الدكتور البرادعي لم يعتذر للعراق...
الوكالة تحولت لأداة في يد المخابرات الأمريكية في عهد البرادعي وكان ينفذ تقارير ال" سي . آي . إيه" بالحرف الواحد...
سألناه ماذا تريد أن تقول لزميلك فأجاب: "فيه سنتين في حياته غير مكتوبين في المذكرات، الناس تريد معرفتهم!"
تحقيق : محمد زيان - خاص الاقباط متحدون
كنا قد تناولنا ملفًا شائكًا في الجزء الأول من هذا التحقيق مع الدكتور أبو شادي، وطلبنا منه أن يخبرنا بالإجابات الشافية عن وجود البرادعي في الوكالة وعلاقاته وصعوده. وفي هذا الجزء يتسأل أبو شادي لماذا ظل البرادعي يوجه تقاريره ضد الدول العربية فقط منها العراق، مصر، وسوريا ولم يكلف نفسه حتى الإشارة إلى البرنامج النووي الإسرائيلي؟
"العراق "
كذلك العراق كانت محل خلاف بين الدكتور يسري أبو شادي والدكتور البرادعي، حيث ذهب أبو شادي إلى العراق في 1994م على رأس فريق التحقيق ومعه صديق إنجليزي يعمل ضمن الفريق، حيث يقول أبو شادي: "بعض المفتشين كانوا يتصرفون في العراق بطريقة همجية، كانوا مثلاً يقتحمون حمامات النساء أثناء وجودهن داخلها بزعم التفتيش عن الأسلحة النووية، وإذا كانوا يفتشون في ماكينة يجلس عليها عامل عراقي كانوا يهينوه أو يضربوه وهي تصرفات خارجة وكان التفتيش يتم بأسلوب أكثر همجية". ففي عام 1997-1998 وفي الفترة التي كان فيها البرادعي في الشئون القانونية للوكالة تم وضع التقرير النهائي عن العراق واشترك فيه الدكتور أبو شادي.
يقول أبو شادي: "قلنا في التقرير النهائي أن العراق خالية من الأسلحة النووية وليست لديها القدرة أو تستطيع حتى تصنيع السلاح النووي وأوصينا بأن تخرج العراق من تحت البند السابع".
ويتابع قائلاً: "قبل وصول التقرير مجلس الأمن تغيرت اللغة والصياغة وحتى اليوم لم يناقشه أحد ليخرج العراق من تحت البند السابع الخاص بالعقوبات ولا حتى الحكومة العراقية الجديدة تعلم شيء عن هذا، والبرادعي هو السبب في تغيير التقرير".
والبرادعي من وجهة نظر الدكتور أبو شادي أحد أهم الأدوات التي سمحت للأمريكان بتدمير النظام العراقى، حيث يروي لنا التفاصيل على النحو التالي: "ففي عام 2002 قال الرئيس الأمريكي بوش إن العراق أحيت البرنامج النووي الخاص بها، وفي فبراير 2003 كانت الجلسة الشهيرة التي حضرها كولن باول وقالت المخابرات البريطانية فيها إن العراق اشترت كميات من اليورانيوم من جنوب أفريقيا وكان من الواجب على الدكتور البرادعي أن يقول أن العراق لا تملك يورانيوم ولا تقدر على تصنيع الأسلحة النووية كما جاء في التقرير الذي وضعناه لها، لكنه اكتفى بقول كلام عائم حيث قال: " لا أستطيع تأكيد هذا الكلام إن كان صحيح 100% أو خطأ 100% أعطوني وقتًا"."
يتابع الدكتور أبو شادي بقوله: "في أغسطس 2009 سُئل الدكتورالبرادعي عن ما هو أكثر الأشياء التي يتألم ضميرك بسببها وإن عاد الزمن سوف تصححها؟ فأجاب البرادعي: "العراق"."
يقول أبو شادي: "البرادعي أجاب بقوله "العراق" لأنه كان من المفترض أنه رجل له قلب وضمير وله من النزاهة والعفة ما يجعله يقول "لا" ولأنه لم يصرخ بأعلى صوته ليعلن رفض ما جرى في العراق ولكنه كان على طول الخط مهادنًا للأمريكان وسمح باستخدام الوكالة أداة من أدوات الحرب على العراق ولم يكن موقفه حازم."
"مصر "
مصر هي بلد الدكتور البرادعي، كان لها نصيب الأسد من حبه لها إلى الحد الذي وضع تقريرًا مبالغ ضدها في 2004 وكاد يوقعها في مآزق، فالرجل الذي يعشق تراب بلده كتب في تقرير له أن مصر تمتلك عينات من اليورانيوم الثقيل رغم أنها بحسب كلام الدكتور أبو شادي لم تكن تملك ولو مثقال ذرة من يورانيوم.
كلام الدكتور البرادعي عن مصر جعل إسرائيل تتدخل بشكل مباشر وتدعي ملكية مصر لبرنامج نووي لأغراض عسكرية.
ويقول أبو شادي: "دخلت في مشاكل مع الدكتور البرادعي بسبب تقرير كتبه عن مصر في 2004 قال فيه إن مصر تمتلك عينات من اليورانيوم الثقيل وهنا وقفت له واعترضت على التقرير الذي كتبه لأغراض معلومة للجميع.
البرادعي هو المدير الوحيد للوكالة الذي سبب مشاكل كثيرة لمصر لدرجة أن المديرين الأجانب لم يفعلوا ما فعله ضد مصر وكل كلامه عن امتلاك مصر كان خطأ ومصر في ذلك الوقت لم تكن قد صدقت على الاتفاقية ولم يكن هناك ما يجبرها على أن تخضع لتفتيش من أي نوع."
يتابع أبو شادي: "قلت للبرادعي أن ما كتب عن مصر في التقرير كله خطأ ويمثل تسليم لمصر لتقع في يد الأمريكان ليمارسوا عليها ضغوطًا حسب ما يشاءون فلم يرد عليَّ وكررت له الكلام حتى تم تحويلي إلى التحقيق."
أما عن أسباب كتابة هذا التقريرعن مصر في 2004 فيقول الدكتور أبو شادي أن أمريكا كانت تريد الضغط على مصر لأن مصر قادت المعارضة العربية وتزعمتها ضد التوقيع على البروتوكول الإضافي للوكالة الذي أشرنا إليه سالفًا وبدا عدم الرغبة في العمل المصري هنا فبدءوا في استخدام تقرير البرادعي ضدها.
يكشف أبو شادي عن حقيقة أخرى وهي أن البرادعي قد أعد تقريرًا آخر ضد مصر في العام الماضي 2009 وكان سيتسبب في آثار سلبية لمصر قال فيه: "في مصر يوجد يورانيوم عال التخصيب" ولم يبرر كلامه هذا رغم إنهم لم يجدوا ولو جرام واحد في مصر.
ويتساءل أبو شادي عن أن الوكالة كل عام تجد مئات العينات في بلاد مختلفة ولا تكتب تقارير عنها، فلماذا كتب البرادعي تقرير خاص عن مصر؟ هناك دولاً كثيرة من الممكن أن تكتب عنها تقارير... لماذا مصر بالذات؟
" سوريا "
أما سوريا فهي المحطة الثالثة التي اختلف فيها أبو شادي مع البرادعي حول التقرير المعد عنها؛ يقول أبو شادي أن البرادعي أخذ تقرير المخابرات الأمريكية بالحرف عن سوريا وأعلنه على أنه تقرير الوكالة وكان يخضع خضوعًا تامًا لتقاريرها الأمر الذي يعد خرقًا لكل الأعراف مما جعل الوكالة في يد المخابرات الأمريكية في عهد البرادعي تعاقب بها من تشاء ويستخدم تقاريرها وسائل للضغط السياسي.
يتابع أبو شادي: "حاولت أن أكون أحد المفتشين في سوريا لكن رفضوا بدعوى أنني عربي ومسلم ولما كتبوا التقرير عن سوريا وجدت فيه الكثير من المغالطات، فالمبنى الذي صوروه في التقرير كانت إسرائيل قد ضربته في 2006. وقد اعترضت على هذا الكلام أيضًا، فرد البرادعي وقال لي:"إنك لم تذهب سوريا منذ وقت طويل!"
البرادعي كان يتلقى التقارير التي تكتبها المخابرات الأمريكية وينفذها بالحرف على الدول العربية التي ترغب أمريكا في إدانتها، والمجموعة التي كانت تعمل معه لها نفس الخط الغربي الأمريكي.
يقول أبو شادي عندما اعترض على التقرير الذي كتبه البرادعي عن سوريا ـ وكان في دبي وقتها ـ وأرسل له ليمنعه من تقديم التقرير, رد البرادعي برسالة خارجة عن الذوق العام وغير مهذبة. وقد ذهبوا إلى سوريا بطاقم مكون من 3 مفتشين, وهم لا يعرفون معنى مفاعل نووي والمجموعة التي سافرت عليها مليون علامة استفهام.
وفي حالة إيران أيضًا أخذ تقرير المخابرات الأمريكية عن إيران ووضعه بالحرف، والمفروض أن هذا العمل مرفوض فالوكالة جهة محايدة.
ويكمل أبو شادي: "البرادعي حوَّل إيران مرتين إلى مجلس الأمن بتقارير المخابرات الأمريكية عنها في الوقت الذي لا تملك إيران أسلحة نووية، ولكن تستطيع في خلال عام أو عامين أن تصنع النووي، والدليل على كلامي اعترافات كولن باول بأنه خُدع بتقارير المخابرات الأمريكية، واعترافته عن العراق بأن تقارير المخابرات الأمريكية عن العراق كانت مضللة، وعن مصر ليرضي الخط السياسي الغربي أيضًا. واعتراف بذلك جورج بوش في نوفمبر 2005 قائلاً أن تقارير المخابرات الأمريكية قد ضللت الجميع".
وأخيرًا يسأل أبو شادي البرادعي: "هناك سنتين غامضتين في مذكراتك ومفقودتين.. أين هما؟"
وعن ترشح البرادعي للرئاسة في مصر يقول أبو شادي: "ما هي مؤهلات البرادعي لكي يحكم دولة بحجم مصر؟"
لقراءة الجزء الاول من الحوار هنــــــــــــــــــا |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|