بقلم: هند مختار
دائمًا ما نسمع أن الاقتصادي البارع "طلعت حرب" من مؤسسي صناعة السينما في مصر، لأنه أنشأ ستوديو مصر التابع لبنك مصر، ولا أحد ينكر الدور الذي قام به طلعت حرب من أجل النهضة بالسينما... ولكن الجميع تناسوا المؤسسات الحقيقيات للسينما في مصر ... النساء.
بنيت السينما على أكتاف مجموعة من النساء لم تنقهن الشجاعة، والموهبة والقدرة على تحمل المشاق والصعاب في سبيل هذا الفن الساحر السينما...
نذكر هنا ماري كويني، آسيا داغر، أمينة محمد، وعزيزة أمير... ونبدأ بآسيا داغر تلك المغامرة المولودة بلبنان في قرية تنورين بلبنان سنة 1901 وعملت في بدايتها كممثلة بلبنان وقدمت أول فيلم لها اسمه (تحت ظلال الأرز) سنة 1922 وهي في الحادية والعشرين من عمرها، وقررت السفر إلى مصر سنة 1923 ومعها أختها ماري وابنتها ماري كويني. واشتركت في أول فيلم مصري صامت سنة 1927 هو (ليلى) من إنتاج إمرأة أيضًا هي عزيزة أمير ومن بطولتها وإخراجها أيضًا...
في تلك الفترة كانت هناك حالة من الصحوة الثقافية والسياسية في مصر وبالتبعية صحوة وطنية، خاصة بعد ثورة 1919 وظهور الزعيم الوطني سعد زغلول ودخل الشعب بجميع طوائفة في السياسة والحكم. ونرى جيدًا معالم تلك الصحوة الوطنية في محاولة التمسك بكل ما هو مصري؛ فنجد طلعت حرب يؤسس بنك ويسميه بنك مصر، ونجد يوسف وهبي يؤسس فرقته المسرحية ويسميها فرقة رمسيس، ونجد اللبنانية ميلادًا والمصرية بالهوى آسيا داغر تؤسس شركة لوتس فيلم للإنتاج السينمائي أطول شركات الإنتاج في مصر وأقدمها عمرًا، والتي قدمت أروع الأفلام، وأتاحت الفرصة أمام عدد لا يستهان به من المخرجين والممثلين لكي يشكلوا وجدان الحركة الفنية بمصر...
أنتجت أول فيلم لها (غادة الصحراء) سنة 1929 من إخراج التركي وداد عرفي (وهو بالمناسبة رجل وليس امرأة) ثم تعاونت مع إيراهيم لاما واسمه الحقيقي (إبراهام لاما) يهودي من أصل أسباني لإخراج فيلم وخز الضمير سنة 1931، ثم تعاونت مع المخرج أحمد جلال والذي أخرج كل أفلامها في الفترة من1933 وحتى 1942، وبعد زواجه من ابنة أختها ماري كويني وتأسيسهم معًا ستوديو جلال لجأت للمخرج الشاب هنري بركات والذي كان في الثامنة والعشرين من عمره ليخرج لها فيلم الشريد سنة 1942
قدمت آسيا داغر العديد من المخرجين مثل بركات ـ كما أسلفنا ـ وحسن الإمام، إبراهيم عمارة، عز الدين ذو الفقار، يوسف معلوف وغيرهم... واكتشفت صباح سنة 1945 في فيلم "القلب له واحد" وتبنت موهبة فاتن حمامة وهي تخطو نحو السادسة عشرة في فيلم "الهانم".
آسيا داغر المسيحية هي ويوسف شاهين المسيحي أيضًا قدما فيلم عن البطل المسلم صلاح الدين في فيلم (الناصر صلاح الدين) سنة 1963 والذي كان سوف يخرجه عز الدين ذو الفقار لولا مرضه المفاجيء وهو الذي رشح يوسف شاهين لإخراجه وكلف الفيلم آسيا داغر 200 ألف جنية ولم تهتم بالتكلفة...
توفيت سنة 1986 ولا يزال عطاءها الفني متجدد يوميًا في كل الأفلام التي تحمل اسم لوتس فيلم للإنتاج والتوزيع... في المرة القادمة نتكلم عن ماري كويني وبعدها عن أمينة محمد ومن بعدها عن بهيجة حافظ ...نساء السينما |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|