بقلم: مينا ملاك عازر
فَصَل بين مقالتي المنشورة يوم الأحد الموافق عيد القيامة المجيدة والمنشورة الآن، والتي تقرأها حضرتك، فسيخة أو ريحة مش حلوة، وزمان كانوا يقولوا "دهب مرجان ياقوت أحمِدَك يا رب"، لكن الأيام دي وخصوصًا يوم زي يوم الإثنين الموافق عيد شم النسيم، لازم نقول "ملوحة فسيخ رنجة سردين بصل أخضر ليمون ملانة.. أحمِدَك يا رب".
أنا لا أحب الملوحة والفسيخ والرنجة والسردين، ولا أطيق رائحة الصنفين الأولين، بل أحب البصل الأخضر والليمون مع الفول – الله يرحمه ويرحم أيامه- لكن تحدث عداوة مؤقتة معهما في أيام الفسيخ وأمتنع عن الجلوس مع أسرتي أثناء تعاملها مع هذه الأسماك الـ.. ما علينا سيبك من الريحة دي.
ورغم أننا نحترم اللحمة والفراخ والسمك، إلا أننا نترحم على أيام الفول، كان بيسند وبنُص جنيه بالكتير يخلّيك مش قادر تيجي ناحية الأكل، لكن اللحمة.. آه بتشبع بس مغرية وأمارة بالسوء، ونحن في مصر نعاني من أزمة خطيرة هي أننا ليس لدينا من يُسوِّق لمجهودات الحكومة بين الناس في مصر، بينما لدينا حكومة قادرة على تسوييء كل حلو تقوم به، والفرق بين التسوييء والتسويق حرف في نظر الحكومة فمش فارقة معاها، والفرق في نظرنا إحنا حروف ومعاني ويهدي الشعب المصري كله للحكومة بيت الشاعر القائل "أكاد أشُك فيك وأنتَ مني".
نعم الحكومة مننا، فهم مصريون ومن هذا الشعب، فالحكومة يجدر بها أن تقول القول المشهور "إننا من التراب وإلى التراب نعود" عفوًا "إننا من الشعب وإلى الشعب نعود"، لكن هناك من يقول إن كل مسؤول أول ما يتولى المنصب يحقنوه بمُنّسي لماضيه، وقبل أن يترك الحكم أو المنصب يبدأوا يسحبوا منه الجرعة رويدًا رويدًا عشان يفتكر أصله، ولما يطردوه من منصبه يعرف يرجع لبيته وهناك يفتكر إنه كان من الشعب وإلى الشعب عاد، ويبدأ يقول إنه دافع عنهم ورفض الاستثمار بفلوسهم في البورصة ورفض أن يبيع الهرم وتأجير أبو الهول وذبح الكباش إللي في معبد الكرنك، وإحنا يا عيني نصدق ولا نسأله لماذا لم تعلن هذا وأنت في المنصب لأننا ما بنصدق نلاقي حد ضميره يصحى لكن بعد إيه بعد ما يكون كله راح راح راح خد أملي وراح.
وكانوا زمان يسألونا من حرر مصر فكنا نقول جمال عبد الناصر، ولما كبرنا أكتشفنا إنه نجيب، والآن تجزم لي الطفلة أن من حرر مصر هو من أطفأ المروحة وخلاها تبقى حّرانة.. يا عيني عليكِ يا مصر. |