بقلم: أماني موسى
حلَّ شهر أبريل، نيسان، شهر الربيع والجمال، شهر الأحلام..... وبعد ما المواطن شم الفسيخ وأكل النسيم وانبسط واتفسح في الجناين العامة وحوّلها والحمد لله لمزابل عامة، ببركة وتأثير الجلوس على أعشابها والبصق عليها أيضًا، دة طبعًا غير الرنجة والفسيخ، قعد كدة واتجعص وطلب من المودام تعمل له كوباية شاي يحبس بيها الفسيخ ويعومه بالمرة....
ولكن المواطن أول ما مسك الجرنان حصل له تأثيرات غريبة كجحوظ في العينين واحمرار في الوجنتين وانتفاخ في اللوزتين وانتفاخ في الأمعاء الغليظة والدقيقة مما ترتب عليه خروج غازات مسيلة للدموع وانفض الجموع من حوله بالحديقة، ولكن طبعًا مراته ست أصيلة لم تتركه يعاني تلك الأعراض وحده بل سألته قائلة : يوه مالك يا أبو حمادة؟ مالك يا أخويا (ومتستغربش من كلمة أخويا دي، لأن الرجالة بعد عشر سنين جواز بيكونوا شايفين زوجاتهم زي إخواتهم البنات، وبعد عشرين سنة بيكونوا شايفينهم زي أخواتهم الولاد أو واحد صاحبهم).
المهم استمرت زوجة المواطن في سؤاله عن السبب، فأجابها وصوته متحشرج بي الأنف والبلعوم: ألحقي يا ولية الجرنان مليان أخبار حلوة أوي تطير الواحد من الفرحة.
فضحكت باستخفاف: يا راجل أنت بتسرح بيا، هو فيه أخبار عدلة ولا تفتح النفس بأي جرنان، إلا ما في يوم يمر من غير ما نسمع عن قتل وضرب وغلا وضرايب وبلاوي سودا.
فقال لها والدهشة تعلو وجهه: ما هو دة اللي مخليني مستغرب أوي يا ولية... دة مكتوب إن فيه انخفاض حاد في أسعار كل السلع الغذائية من سكر ورز وزيت وغيره، ومكتوب أن اللحمة بقت بـ 20 جنيه للكيلو عشان تبقى في متناول الجميع، وللا الدهب، دة بقى مكتوب عنه خبر بأن سعر نزل لـ 24 جنيه للجرام والعقارات أسعارها قلت خالص عشان الشباب يقدر يشتري شقق وتتحل أزمة السكن والجواز.
ضحكت زوجة المواطن وتعالت قهقهاتها ثم حدث لها نفس الأعراض اللي حصلت لجوزها، وحاول زوجها تهدأة روعها وتخفيف الحالة التي أصابتها.
واستكمل قراءة الأخبار على مسامعها من تحسن الخدمات المقدمة للمواطن في المواصلات والمستشفيات العامة والأماكن الترفيهية والمدارس وأماكن العمل، وكذا الحال بالنسبة لحوادث الطرق التي قلت كثيرًا كثيرًا والتحرشات التي اختفت من الشارع المصري، والتعصب والتطرف الذي لم يعد له مكان بين صفوف المصريين أبناء الوطن الواحد.
أما عن الطوابير للغاز والعيش فهي انتهت والحمد لله منذ زمن بعيد وتم إيجاد حلول عملية لها حيث العيش يصل إلى المنازل وفق عدد أفراد الأسرة، وكذا الحال بالنسبة للأنابيب وغيرها.
وانتهت الزحمة من الشوارع حيث استطاع المسئولين السيطرة على التزايد السكاني الرهيب والنجاح في إقناع الجماهير بضرورة تنظيم النسل. وهكذا أصبح الحال تمام وعال العال وكل مواطن عايش متمرغ في العز.
المهم بالنهاية وبعد ما المواطن خلص راية الجرنان ، قال أشوف حظك اليوم ولقي فيه رسالة: عزيزي المواطن.... عذرًا يا أهبل دي كدبة أبريل ومكنش لازم تصدق من الأول وانظر حولك عشان تعرف. |