النساج والتوب

بقلم : ماهر طلبه
النساج والتوب من زمان ..زمان قوي .. بيعيش نساج طيب ، يقضي طول الليل ينسج إللي جمعه من خيوط النهار، توب أبيض بلون قلبه لكن دايما كان يغلبه النوم قبل ما الفجر يدخل عليه البيت ، ولما يصحى كان يلاقي التوب اختفى .. مدة طويلة.. طويلة استمر الحال دا .. كل يوم يعمل توب وقبل النهار ما يطلع يختفي ماقدرش أبدا يعرف فين بيختفي منه التوب !! مين بياخده !! ؟ فين..

في يوم من الأيام هو قرر إنه يغلب نوم الفجر حتى لو اضطر يقتله علشان يعرف السر في اختفاء التوب ، وفعلا أخد سكّينه ووقف ورا الباب فلما دخل النوم يسحب ضربه في ضهره ، فوقع قتيل وسهر يحرس التوب ... فجأة . . الفجر خبط الشباك برجله ، فظهرت فتحة صغيرة .. صغيرة جدا – ماكانتش باينه للنساج الطيب – في درفة الشيش.. ندهت الشمس – إللي كانت بتجمع خيوط النهار علشان تلبس توبه – على خيوطها فبدأ التوب الأبيض يتفكك صف صف ... فهم النساج الطيب .. جرى ..
حاول يسد الفتحة لكن الخيط كان جواها ... اتعلق النساج بطرفه .. شدته الشمس وبدأ يطلع .. ويطلع .. ويطلع ... كانت الدنيا إللي عمره ماشاف منها الا جزء صغير - صغير جدا - عايش فيه .. باينه قدامه كلها صغيرة جدا كأنها ماكيت لعالم تاني لسه الصانع ما أوجدوش .. خاف لما لقى نفسه فوق السحاب .. لما رجله لمست القمر وعداه .. تعبت إيده من مسكة الحبل , ففلت الحبل ... وقع .. في الأول طار زى أي عصفور ففرح ، وفرد جناحه وحس أنه حر .. لأول مرة حر .. لكن فجأة حاجة م الأرض شدته وبدأ ينزل بسرعة مخيفة .. صرخ م الرعب وصحي مفزوع .. كان النول إللي نايم يحرسه فاضي والتوب الأبيض بلون قلبه مش موجود ... قام غسل وشه وبدأ يجمع خيوط النهار علشان يمكن يقدر بالليل يعمل توبه. 

mahertolba@yahoo.com
http://mahertolba.maktoobblog.com