بقلم : مجدي نجيب وهبة
** مثل الفئران التى لا تظهر لتلتهم الخبز إلا ليلاً ... مثل خفافيش الظلام التى لا تطير إلا ليلاً .. تفعل بعض الشخصيات الظلامية الأن .. هدفهم فى ذلك إحداث بلبلة بين أبناء الوطن الواحد وتجنيد المزيد من الأتباع كى يعودوا بموجة إرهاب جديدة ... إنهم ليسوا سوى مرضى نفسانيون نطالب بعرضهم على مستشفى أبو العزايم .
** "أبو إسلام أحمد عبد الله" .. أحد الدعاة السلفيين ، وللأسف يقول عن نفسه أنه " رئيس مركز التنوير الإسلامى " ، فهل بعد ما شاهدناه وسمعناه من ألفاظ وإتهامات وعبارات نابية وسامة تخرج من فمه والتى تتهم الدين المسيحى بالوثنية .. هل مازال يطلق على نفسه رئيس مركز التنوير الإسسلامى أم الظلام ، فهذه التهكمات لم نسمعها من رجال إسلاميين حقيقيين أو متطرفين حتى فى أشد الأيام ظلاما ولكن ربما سمعناها من مضللين وهؤلاء أساءوا إلى الإسلام قبل أن يسيئوا إلى أى دين أخر .
** فى برنامج "حرب النجوم" ، الذى تقدمه قناة الفراعين ويترأس تحريره الكاتب الصحفى أحمد رفعت وتقديم راندا سمير .. شن رئيس مركز "التنوير" الإسلامى أبو إسلام أحمد عبد الله هجوماً ضد المشاركة والإحتفال بالأعياد غير الدينية متهماً العقيدة المسيحية بأنها عقيدة وثنية لا يجب على المسلمين المشاركة فيها أو تقديم حتى التهنئة لصاحبها ، لأن ذلك يعد شركاً وعيد شم النسيم ليس كما يقول البعض عيداً مصرياً قديماً بل هو عيد كنائس لا يخص إلا المسيحيين ، ورداً عليه قال الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن الأعياد غير الدينية لا تمت للتحريم بصلة وإنما هى مناسبات إجتماعية تعمل على تقوية العلاقات بين الأفراد وتعمل على نشر التأخى والمحبة ، وإنه بنص القرأن علينا أن نؤمن بالعقيدة المسيحية وأن المسيحية ليست ديناً وثنياً بل هى دين وارد من عند الله مثله مثل الإسلام ،
وفى مداخلة أخرى أكد د. عبد المنعم فؤاد أستاذ بجامعة الإزهر أن الإسلام دين السماحة الذى يحترمه المسلم وغير المسلم معلقاً أن الإسلام إحترم البتول مريم وأمها وكافلها وأن القرأن لم ترد به سورة بإسم فاطمة أو عائشة ، بل جاء بسورة مريم ، وتساءل المستشار أحمد ماهر عبده " أين الضرر " من الإحتفال بالأعياد ، وما الأذى الذى يأتى على المحتفل والمهنئ بالعيد من وزر ؟!!! ، وأبدى ماهر إستيائه موجهاً حديثه لأبو إسلام " إنكم المنفرون " متهماً الجانب السلفى بأنه الجانب المنفر من أصحاب الشريعة ....
هذا بجانب بعض المداخلات من أشقائنا الإسلاميين الذين سألوا مقدمة البرنامج هل الذى يجلس على يمينك والمدعو أبو إٍسلام أحمد هو مسلم ؟! ، بل والبعض العديد منهم إستيائهم من هذا المتطرف وطالبوا بإحالته إلى النائب العام بتهمة إزدراء الأديان وإشعال نيران الفتنة الطائفية .
ويواصل المتخلفون والمرضى النفسانيون هجومهم على المسيحيين فقد بثت وكالات الأنباء ، مقال أو خبر أو تهكم لأحد هؤلاء المرضى وهو أقل ما يقال عنه " مسخرة " لشخص يدعى "محمود قاعود" ولم نكن نسمع شيئا عن هذا القاعود أو الواقوف ويبدو أن هذا القاعود أراد أن يسجل شريط أشهر من شريط " أبو رجل مسلوخة " للمخرج البارومة الأقرع فتسلق أحد أعمدة الإنارة بميدان التحرير وهو يرتدى كرافتة وجسده عارى تماماً وظل يهذى بكلمات غير مفهومة وهو يردد " الحسابة فين .. البابا شنودة مات " ، وخرجت بعض الفرق الأمنية تستعطفه فى النزول وهو ما رفضه المدعو قاعود وإحتارت القيادات الأمنية ما هى مطالبه وهو يردد " البابا شنودة مات " .. وحينما فشل الأمن فى تحديد مطالبه أرسلوا له سيارة العباسية لإلباسه قميص وستر جسده العارى .. ولأن الخبر مسخرة فقد هرولت بعض وكالات الأنباء للفوز بهذا السبق الصحفى كما هرولت إليه بعض المواقع الإسلامية فقد إستهوتهم العناوين التى ظل صاحبنا يطلقها وهو عالق فى عمود النور ، بل قد ظن بعض المارة أن السماء تمطر ولم يدركوا أن القاعود كان فى لحظة إنتشاء وتبول .
** ودعونا نتساءل إذا كانت الحكومة نجحت فى هزيمة الجناح الإرهابى الذى يستخدم الرصاص ضد السواح ، فلماذا فشلت الحكومة فى منع الرصاص الموجه ضد أقباط مصر .. مع زيادة حجم الفتاوى من كل لون ياباتستا بجانب الفوضى التى أصبحت تعم ليس الشارع المصرى فحسب بل وصلت إلى برلمان مجلس الشعب " كتلة الإخوان المسلمين " ، وكأن مستقبل مصر تحول إلى ماتش كورة ، حيث تصل سفاهة بعض المشجعين والإداريين بالإعتداء على الحكم والفريق المنافس وللأسف دون ردع أو محاسبة فما يحدث على الساحة هو صورة مصغرة للفوضى الخلاقة التى يعيشها المجتمع الحالى سمعنا كثيراً عن شعار إتخذته الدولة وأكدت عليه وهو إتخاذ إجراءات حاسمة ضد كل من يحاول المساس بأمن الوطن .. فالمساواة واجبة بين كل المواطنين فى الحقوق والواجبات ، وفى الثواب والعقاب فأين هذه الإجراءات ونحن نشاهد على الهواء مباشراً من يتهم المسيحيين بالكفر والوثنية بل ويحرض الأخرين على عدم تهنئتهم بالعيد ، ولم يقدم هذا المحرض للمحاكمة بل لم يتم القبض عليه ، بل حرك يبث سمومه عبر القنوات الفضائية التى تبث عبر القمر المصرى الذى ندفع جميعاً تكلفته من ضرائب المواطن الغلبان ، ولو تحدث هذا المخرف عبرالقمر الأوربى فلن نلومه فهو حر حتى لو صعد فوق القمر نفسه وظل يهذى ليل ونهار فلن يلتفت له أحد.
** إن إشياء كثيرة باتت تحدث يومياً فى الوقت الذى إلتزم فيه الجميع الصمت ... لا كلمة إدانة ولا أسفاً ولا نبذاً ولا شجباً .. لماذا لا يتحركون هؤلاء الصامتون قبل إشتعال الحرائق وتحريض الصبية والمتسولين على عمليات السرقة والنهب المنظمة حتى نعود لنشجب ونندد هذه الأحداث .. لماذا لا يصدر قانون تجريم إزدراء العقائد والأديان .
** لماذا لا تتحرك الدولة إلا إذا تعرض مسلم فى الغرب لحادث إعتداء على عقيدته فى الوقت الذى يتستر فيه الجميع على تلك الإهانات التى تبث على الملأ ... أين زيارات التهنئة التى تواكب كل عيد بالذهاب إلى الكاتدرائية لتهنئة قداسة البابا وتخرج البيانات الحنجورية لتردد إننا نسيج واحد وشعب واحد ويجب محاكمة كل من يتطاول على الأخر ، أين كل هؤلاء من رئيس مجلس الشورى لأعضاء النقابات والوزراء والقيادات الدينية وعلى رأسهم الدكتور حمدى زقزوق وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب .
** لماذا لا يتحرك كل هؤلاء لمحاكمة أبو إسلام والقاعود ومن على شاكلتهم ... لقد سمعنا عن دكتوراه فى " أسلمة الممارسة الجنسية " ، ولم نسمع عن دكتوراه فى التسامح والمحبة وقبول الأخر .. سمعنا عن فتاوى قص أظافر الأيدى والأرجل ، ولم نسمع عن فتاوى قص الألسنة والتطاول على العقائد والأديان .. هناك شيوخ حولوا أفواههم إلى محطات وقود متنقلة يتجولون بها بين الكاميرات وأعمدة الصحف .
** إنهم فئة ضالة يشعلون النار ثم يبخون عليها رذاذ البنزين لتزداد إشتعالاً .. حرموا رياضة اليوجا لأن أصحابها هم من الهندوس وتحولت فى نظر هؤلاء المتخلفون إلى رياضة وثنية كافرة ... ولم يقولوا لنا هؤلاء المخرفين ماذا عن المصارعة الرومانية .. وهل هى رياضة رومانية أم رياضة مصرية .
** نقول للجميع إحذروا من هذه الفوضى التى سوف يدفع ثمنها الجميع ، ومصر هى رمانة الميزان للمنطقة كلها ، هذا هو ما يجب أن يعرفه الجميع ، فهل تدرك الدولة إنها ليس أمامها سوى التصدى بكل قوة لهؤلاء المضللين الذين يعملون على إفساد الدنيا والدين .. حتى نظل فى حالة حرب وتربص كلا بالأخر من أجل الحفاظ على نجوميتهم .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email: elnahr_elkhaled2009@yahoo.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|