بقلم: سحر غريب
يجلس العريس الخامس بعد الألف الأولي في صالون بيتنا ليعدد محاسنه، ومَن يشهد للعريس إلا نفسه: أنا اللي حفيت وراه البنات، أنا مَن بكت علي الجواز منه الستات، أنا الكريم أبن الأصول، أنا المُهندم من غير ما أقول، أنا الفارس المبلول، أنا أنا ولا حد ينفع إلا أنا.
يضع العريس قدمًا فوق قدم بكل وجاهة وفخر، ليس مُهمًا أن الشراب يخرج من بوز حذائه في منظر سريالي بديع، المهم أنه لابس حذاء، وليس مهمًا أنه لم يُراعي آداب الزيارة وألتهم كل ما يحتويه كيس الشيبسي الذي دخل علي أهلي به.
شاب ومعذور وواضح عليه الجوع والدليل علي جوعه التهامه السريع لطبق الجاتوه الذي أمامه ثم تبعه باحتلال استيطاني للأطباق المُجاورة، لم نعلق علي رائحة عرقه التي تكاد تصيبنا بحالة غير مسبوقة من الإغماء الجماعي ستتحدث عنها الصحف فيما بعد، ليس مُهمًا أن لسانه يكاد لا ينطق إلا بألفاظ يُعاقب عليها القانون سبًا وقذفًا، وليس مهمًا بالقطع أنه تأخر ساعتين عن زيارتنا التي حدد هو ميعادها بنفسه، عريس بقي ومن حقه يتبغدد.
وليس مُهمًا أن عُمره يكاد يقترب من الأربعين، الرجالة لا يعيبها إلا جيبها، وحتى جيب الرجالة لم يعد عيبًا علي الإطلاق المهم ضل الحيط الذي سيضلل حياتي القادمة، وهو ما شاء الله طول بعرض بارتفاع.
ماما وافقت علي مضض استخسارًا لضياع حق الجاتوه الذي ألتهمه، وبابا قال عريس في اليد ولا ألف علي الشجرة، وأنا قلت مش مهم العريس المهم الجواز في حد ذاته وإذا لم تسعدني عشرته فالخلع أولي به.
أهم ما في الموضوع إن عريس الغفلة الذي رضينا بهمه وهو لم يرضي بنا أعترض علي أن أسم العروسة صعب النطق عليه وهو لدغة في حرف الراء فكيف له وهو الكامل المتكامل أن يتزوج امرأة سيناديها بـ "وانيا" بدلاً من "رانيا". |