كان بيتم التعامل معانا بمنتهى الإهانة
أموالنا سُرقت تحت تهديد السلاح
سوهاج – حسن عبدالقادر
" نروح فين .. ونييجي منين .. لقمة العيش مره " بهذه الكلمات الصعبة بدأ العائدون من ليبيا حديثهم معنا بعد أن بدت عليهم ملامح الإرهاق والتعب , وعادوا غلي مسقط رأسهم بمحافظة سوهاج في رحلة عناء تشبه رحلة الموت.
محمد جمال الدين 24 عاما ً من مدينة طما شمال محافظة سوهاج يروي لنا تفاصيل المعاناة فيقول " سافرت ليبيا من سنة تقريبا , عشان مفيش وظايف ولا شغل في مصر ، دفعت لواحد مبلغ 6 ألفا جنيه عشان يسقرني بعد ما ضاقت بيا الدنيا قوي , والمصاريف كترت وبعد ما وصلنا ليبيا بشهرين لقينا معامله مش كويسه من الشعب الليبي ، والاشتباكات في كل مكان ، ماعرفناش نشتغل من الجو اللي هناك , قعدنا حوالي 4 شهور من غير شغل , وبعد ما ربنا كرمنا واشتغلنا 3 شهور لقينا الضرب والمدفعية والاسلحه في كل مكان , كله بيضرب في كله ، فلوسنا ضاعت ،وكل حاجه ضاعت " .
ويضيف عصام أحمد، عائد من ليبيا "حال المصريين مأساوي، انضربنا من الجنود في ليبيا أثناء مرورنا بالبوابات وأخذوا أموالنا، ومن يعترض ينضرب بالرصاص أمام الجميع ويقومون بإذلالنا ويخلونا ننبطح ونزحف على الأرض ثم يدوسون بأرجلهم على ظهورنا، والعيب مش من الليبيين، العيب مننا احنا، لو أن الحكومة تعاملت معنا بكرامة لحافظ الآخرون علينا، يعنى مالناش كرامة في بلدنا، هيبقى لينا كرامة في بلاد الناس " .
ويشير يقول السيد دياب، شاهد عيان عائد من ليبيا"الحمد لله إنى عدت بسلام، لقد رأيت الموت بعيني أكتر من مره ، وبالرغم من أننى فقدت كل أموالى إلا أننى حمدت الله على عودتى، ولكنى حزين على مئات بل آلاف المصريين في ليبيا، فهم محاصرون الآن بين ليبيا وتونس ونفد منهم الشراب والطعام" .
ويذكر محمود عمر، فلاح"أولادي الاتنين في ليبيا وأنا لا أعرف مصيرهما وانقطعت الاتصالات بهما وعرفت أنهما هربا إلى الحدود مع تونس، وهما الآن ومعهما الآلاف عالقين على الحدود، دون طعام ولا شراب ومطاردين من الليبيين من ناحية، ومن التونسيين من ناحية" .
أما عبد الناصر عبد الغنى، عامل فيقول : "أناشد المسؤولين والحكومة إنهم يعاملونا زى ما كل البلاد بتعامل مواطنيها، يعنى احنا هنا في قرية نجع الحامدية بالمنشاة، عندنا أكثر من 2000 شاب بيعملوا في ليبيا، والأسرة الواحدة منها واحد واتنين وتلاتة، وهم الآن محجوزين على الحدود يعنى الحكومة منتظرة إيه, تتدخل لما يموتوا من الجوع ولا العطش ولا ينضربوا بالرصاص" .
أما حربي حسين محمد , من مركز طما حاصل علي ليسانس شريعة وقانون فيقول " سافرت إلي ليبيا أكثر من مره , وكانت هذه المرة مختلفة تماما ً، شفنا الويل والعذاب، الليبيين بيتعاملوا معانا بشكل مهين , والجنود بيضربوا فينا عمال علي بطال فلوسنا ضاعت، واتعذبنا واحنا راجعيين كانوا بيوقفونا علي البوابات ويفتشونا وياخدوا أي فلوس معانا، بعد ما يحجزونا ويفتشونا تفتيش ذاتي وإهانات وضرب " . |