بقلم: سامي إبراهيم
كثيرًا ما تبدأ العلاقة بين الشاب والفتاة بانبهار كل طرف بالآخر، فكل طرف يحاول أن يقدم أفضل صورة لديه، فالثقافة وإبراز الشخصية الرجولية القوية ستكون الصفة الأبرز التي سيحاول إظهارها الشاب، بينما الفتاة ستكون قدوة في الأخلاق العليا وشعلة في المثل السامية.
ولكن عندما تتكرر اللقاءات وتبدأ العلاقة بالتبلور وتخضع العلاقة لاختبار حقيقي ويكتشف كل طرف حقيقة الآخر، تبدأ أغلب العلاقات بالفتور، وأحيانًا تصل للنفور والقطيعة الكاملة. هناك أسباب عديدة تقضي على العلاقة بين الشاب والفتاة، سيكون هذا الموضوع مقتصرًا على الأمور التي تجعل الشاب يهرب من الفتاة، على أن أتكلم عن سبب نفور الفتاة من الشاب في الموضوع القادم.
إذًا السؤال الذي يؤرق الفتاة: لماذا أصبح هذا الشاب يهرب مني وينفر مني ويتحاشى لقائي بعد أن كان يعشقني بجنون، وكان يطلب لقائي في اليوم عشرات المرات؟ ما الذي تغيّر؟ هل أنا السبب؟ هل هو السبب؟ هل هناك فتاة أخرى دخلت حياته؟ وتتساءل هل هناك طريقة تستطيع بها استرجاع هذا الشاب؟
وهكذا تبدأ الأفكار تجول برأسها يمينًا وشمالاً، وتأخذها إلى تصورات خالية من المنطق.
أيتها الفتاة إن تلك الفتاة التي تحسدينها وتتمنين أن تكوني مثلها محط اهتمام الشباب وآسرة قلوبهم، لا تختلف عنكِ بشيء، بالرغم من أنها أقل جمالاً وموهبة منك إلا أن تلك الفتاة استطاعت أن تستحوذ على مشاعر الشباب وتسيطر على تفكيرهم. لكنها أرادت أن تكون الأنثى التي يريدها الرجل، فأصبحت كذلك. وأنتِ قنعتِ بأن تكوني كما أنتِ ولم تطمحي لتجاوز الحدود التي وهبتكِ إياها الطبيعة. ولكن تستطيعي تطوير نفسكِ.
إذًا ما هي هذه الأشياء التي تجعلكِ أنثى بكل معنى الكلمة؟
هناك حقيقة ثابتة ومطلقة على جميع الفتيات أن تعيها وتدركيها جيدًا، وهي أن الجمال وحده لا يكفي، فالجمال لم ولن يكون سببًا لنشوء علاقة أو استمرار علاقة ونجاحها، وبالتأكيد لن يكون سببًا لموت هذه العلاقة. قد يبهرنا الجمال للوهلة الأولى لكنه سرعان ما ينهار تحت سخافة حامله، وتفاهة تفكيره. فالشكل الخارجي لا يعطي أبدًا صورة حقيقية لداخل الإنسان، كما أن الجمال موضوعه نسبي، فحبيبة الشاب هي أجمل فتاة على وجه الأرض بالنسبة له، بينما بالنسبة لصديقه قد تكون أقل من عادية.
كما أن الانطباع الأول عندما نلاقي أحد الأشخاص والناشئ عن الشكل الخارجي كثيرًا ما يكون خاطئًا. فتخيلوا عدد المرات التي صدمتم بها عندما رأيتم أشخاصًا لأول مرة وكونتم عنهم انطباعًا أوليًا وكم كان هذا الانطباع خاطئًا عندما تلاقيتم وتحدثتم مع بعضكم.
إذًا كيف تصبحين الفتاة المتميزة والتي يحلم بها أي شاب ويطمح لأن يكون علاقة جادة معها؟
قبل كل شيء على الفتاة التي تريد أن تكون متميزة عليها أن تبحث عن مواهبها. فالفتاة الغير متميزة والعادية هي فقط التي تعتقد أن السياسة خلقت للرجال فقط، أو أن الرسم أو العزف على آلة موسيقية هما للمختصين فقط وللغريبين عن هذا الواقع، أو أن الكتابة هي للأدباء والشعراء فقط، وأن القراءة والثقافة هما للذين يعرفون القراءة فلا حاجة للثقافة، فهي تعتقد أنه بجمالها الجسماني ستكون الأنثى التي سيتمناها أفضل شاب.
إن معرفة ما يدور في العالم من أحداث سياسية ليست حكرًا على الرجال، وليست موضوعًا يصعب تحقيقه، فالاهتمام بالسياسية يقوي الشخصية وينضجها، وينمي في الإنسان حب المعرفة، ويجعله يضع تصورات ورؤى جديدة للمستقبل، يسمح له بالتعبير عن رأيه بجرأة وقوة عندما يتم النقاش في السياسة. فكم ستثير هذه الفتاة إعجاب الرجال عندما تبدي رأيها بموضوع الإرهاب مثلاً وتحلل أسبابه ومنشأه.
إذًا الاهتمام بالسياسة يجعل الفتاة تدخل عالم جديد لم تختبره، تفتح لها طموحات لم تكن لتخطر في بالها لو بقيت مهتمة فقط بالموضة والمكياج، كما أنه يجعل الفتاة تخرج من حالة الصمت التي تلازمها عندما يتم تحويل الحديث إلى الأمور السياسية.
وأيضًا إتباع هواية معينة وتنميتها وتطويرها كالرسم أو الغناء أو العزف أو لعب رياضة معينة يجعل الفتاة في قمة التميز.
فكم تصبح الفتاة رائعة الجمال عندما تمسك آلة موسيقية وتعزف وتندمج بكامل مشاعرها وأحاسيسها الأنثوية مع تلك الآلة لتخرج ألحانًا تدخل القلب البشري فتتلاعب بأوتاره كما تتلاعب بأوتار الآلة التي تعزف عليها. وكم تصبح الفتاة رائعة الجمال عندما تمسك ريشة الرسم وترسم لوحة تجسد ما يجول في خاطرها من آلام وآمال، أو عندما تُمسك قلمًا وورقة وتكتب خاطرة نثر تجول بين ثنايا روحها وتعبر عن دفء قلبها وتدفق مشاعرها.
كم تصبح الفتاة جميلة وعظيمة عندما تبتكر رقصة معينة وتعلمها للأطفال.
كم تصبح الفتاة عظيمة عندما تبتكر أشكال جديدة ومجسمات أو قطعة أثاث جميلة أو لعبة يظهر إبداعها وذوقها الراقي.
كم تكون جميلة عندما تلبس ثوبًا حاكته هي بنفسها أثناء أوقات فراغها. أو عندما تهدي لحبيبها قطعة صنعتها بنفسها، إن ذلك الشاب سوف يتأثر بهذه الهدية إلى الأبد وسيبقى يذكرها على مدى الأيام بل سيفتخر بحبيبته أمام أصدقائه وأمام الناس بان حبيبته قد صنعت له هذه القطعة.
كم تكون الفتاة عظيمة عندما تسارع إلى إنقاذ أحد الأشخاص وهو ينزف الدماء بدلاً من أن تصاب بالإغماء من منظر الدماء.
كم تكبر الفتاة بعين الشاب عندما يراها تناقش وتجادل وتبدي رأيها بكل جرأة في كتاب معين قرأته أو رواية معينة.
وهناك المئات من الأشياء والهوايات التي تستطيع الفتاة أن تطورها بنفسها.
ودائمًا ما تتساءل الفتاة هذا السؤال: لماذا يهرب الشاب من فتاة معينة رغم جمالها وينجذبون نحو فتاة أخرى أقل جمالاً منها بكثير؟ كيف استطاعت هذه الفتاة العادية الجمال أن تصبح محور حديث الشباب إذا تطرقوا في الحديث لمحور الفتيات؟
السبب الأول والرئيسي في انجذاب الشباب نحو فتاة معينة رغم قلة جمالها هو غموضها، فهذه الفتاة تحيط نفسها بهالة مقدسـة تجعل من يتعامل معها يفكـر كثيرًا في غمـوض شخصيتها. فتخيلوا الفتاة التي تكشف جميع أوراقها في أول جلسة مع شاب، مثلاً تجاوب عن أسألته بطريقة تجعله يعرف من أول لقاء كل جوانب حياتها وكل ما تحبه وتكرهه وما حدث في منزلها من قصص ومشاكل، وتشرح له تصوراتها بشكل مفصل عن الحب والجنس وتعطيه رأيها القطعي في موضوع إنجاب الأولاد وحالات الإجهاض والتبني والصداقة، وتشرح له ما تعانيه من مشاكل مع صديقاتها وكيف ينظرون إليها وكيف هي تنظر للشباب.
أي خلال لقائين أو ثلاثة لقاءات لن يتبقى لديها شيء جديد لتتكلم به، بل ستعيد الكلام الذي قالته في المرة السابقة، وهكذا سيصبح كلامها مملا وتافها. وقد تفصح للشاب عن أسرار محرجة لا داعي ليعرفها شخص من اللقاء الثاني كأن تتكلم عن حادثة مرت معها في مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة، أو تتكلم عن أسرارها الشخصية. أو تفصح عن أسرار صديقاتها التي ائتمنوها عليها، فيفقد الشاب ثقته بهذه الفتاة، لأنه لو صارحها بشيء لفضحته أمام صديقاتها كما تفعل الآن معه عندما تكشف أسرار محرجة لصديقاتها أمامه.
إذًا هنا تصبح الفتاة مكشوفة، هنا لعبت هذه الفتاة جميع أوراقها ولم يبقى لديها شيء لتلعبه، بل هنا حرقت جميع أوراقها، ولم تبقى الفتاة التي يخشاها الشاب بعد، وسيكتشف سخافتها، وبأنه أضاع وقته عندما كان يتمنى لقائها ويتشوق لحديثها.
إذًا ممارسة الغموض ولكن ليس التظاهر به، هو العامل الرئيسي الذي يجعل الشاب يعشق هذه الفتاة. وهذا السحر لا يقلد، لأنه ببساطة موجود لدى كل أنثى، مخلوق معها بمورثاتها، ما عليها إلا التدرب على استخدامه، عن طريق استغلال النواحي الإيجابية والمحببة في أنوثتها أو الأصح في شخصيتها كأنثى.
هناك أمر مهم آخر يجعل الشاب ينجذب أو ينفر من الفتاة وهو لهجتها وتعابيرها ونبرة صوتها. فالفتاة بكل بساطة تستطيع تحسين نبرة صوتها ولهجتها وذلك عبر تخفيضها قليلاً، فكثيرًا ما تكون نبرة الصوت عامل قوي من عوامل إنجاح علاقة أو فشلها، فالنبرة الغاضبة النزقة وطبقة الصوت الرفيعة الحادة تجعل الشاب ينفر من هذه الفتاة حتى لو كانت ملكة جمال الأرض، على الأقل لن يطيق الجلوس معها وسماعها لها لأكثر من دقائق. فكم تكون الفتاة أنثى بكل معنى الكلمة عندما تهمس وتتكلم بصوت أنثوي يخفق له القلب وتطيب به الأذن، إنها في الحقيقة عندما تهمس للشاب فإنها تذيب الرجل الموجود أمامها. وعندما يتطور النقاش أو يتوتر الجو بين الشاب والفتاة تستطيع تلك الفتاة بابتسامة رقيقة صادقة وكلمات أنثوية جميلة أن تهمس في أذن ذلك الشاب الغاضب لتجعله هادئا كالحمل الوديع. أيضًا التعابير يجب أن تكون راقية ومترفعة عن مستوى حديث الشارع، أي يجب أن يكون حديثك خاليًا من الكلمات النابية التي لا تليق بأنوثتك.
هنا تكمن قوة الأنثى، وهذا سر من أسرا الأنثى ألا وهو أن قوتها تكمن في ضعفها.
ترتيب الفتيات المنفرات للشاب:
1_المملات من الفتيات بالمرتبة الأولى.
2_الفتيات المزعجات التي يهرب الشاب من مجالستهن.
3_المتعجرفات والمترفعات عن المستوى البشري وكأنهن جبلن من طينة أخرى فتريهن يمتعضن ويتأففن بامتعاض من نكتة معينة أو تصرف قمت به ودل على أنك بالنسبة لهم بربرية.
4_ اللواتي يتصيدن الشاب بهفوة ليغرقنه باللوم ويشعرنه أنه أرتكب أعظم الخطايا.
5_الفتاة التي تتمادى في غنجها ودلالها وبأن الشاب الذي معها دائما على حق وبأنها باختصار تتلاشى فيه.
6_الفتيات الصريحات جدًا لدرجة يسردن فيها قصص حياتهن من المهد إلى الساعة الحاضرة أمام أي كان حتى لو كانت تلك القصص محرجة ولا داعي لأن يعرفها أحد حيث تشكل تلك الأمور أحمال ثقيلة في صدورهن لا يستطعن دون التكلم بها.
أيتها الفتاة: خذي هذا الترتيب بشكل جاد وستكونين الفتاة التي يتمناها ويحلم بها أي شاب. |