بقلم: زهير دعيم
الأحد؛ اليوم الذي قدّسه الربّ يوم مشهود في دُنيا الرُّوح والحياة والفِداء والخلاص وكلّ كلمة تشعُّ فرحاً ونورًا ومحبة.
الأحد اليوم الذي نكَّس فيه الشيطان رأسه وما زال ورفع المؤمن رأسه وما بَرِحَ.
الأحد؛ يوم انثال النُّور من ذرى الجبال وكوى السّماء فانتعشت الخليقة وتنفّست القبور وتشققت وزها القمر وارتعشت المسكونة.
الأحد درب مرصوفٌ بالتضحيات الجِسام والآلام النازفة دوماً والخيانات والخوف والرِّعدة والدخول والأبواب مُغلَّقة والحجر المُدحرج والقبر الفارغ والجبل الذي يطاول السّماء... جبل الانطلاق والعودة.
نتوق إلى هذا اليوم لأنّ به خلاصنا وبه فكاكنا من دنيا الخطيّة وبه حياتنا الآتية.
نتوق إلى هذا اليوم لأنّه حقيقة ساطعة وأمل تحقّق وشوق عارم يذوب في المُقام والمنتصر الذي علّمَ البشرية المحبّة وعلّمَ الشيطان درساً لن ينساه.
ما كان الأحد أحداً مُشعًّاً لولا الخميس المصبوغ بالدم، والجمعة الغارقة في الدّموع والحزن فالدرب واحدٌ، درب المغارة الذي يتعرّج ويلتوي ويمتدّ نزولاً وصعوداً إلى أن يحطّ عصا ترحاله في الجثيماني؛ معصرة الآلام ويسير ألهوينا نحو القبر الفارغ والمجدليّة وتلميذي عمواس والـ 153 سمكة طبرانيّة.
أيّها المُقام من بين الأموات نرنو إليك ونرنو إلى الأحد، نرنو إلى الانتصار ونشتاق إلى القيامة ونذوب حبًّاً بصليبكَ ونرجو ونثق بأنّ اليوم الذي ستركع فيه كلّ رُكبة لك في الأرض وما تحت الأرض قريبٌ.
فأعنّا يا سيّد أنّ نتجرّأ ونخبر إخوتنا في المسكونة بحُبِّكَ العظيم.
أعنّا أن ننشر الخبر السّارّ في كلّ تلّة وبقعة ومدينة.
أعنّا أن نترسّم خُطاكَ بأمانة وصدقٍ مُتمثلّين بك.
أعنّا أن نترفّع فوق المادّة وفوق الشّهوات وفوق الخوف وفوق الخجل، فالخجل يا يسوع يكاد يقتلنا ومسح الجوخ يكاد يُسكت فينا الضّمير، والتزلُّف ونكرانك بحجة "الوفاق الوطني" و"اللافتنة" يكاد يُطفئ فينا شُعلة محبتك.
أعنّا يا يسوع حتى نصرخَ غير مُبالين ونقول بأنّك أنت المُخلِّص، وأنت الشّفيع والدّيّان والآتي والكافي والشّبَع.
أعنّا حتى نطرح الرّداء ونعدو خلفك صارخين: المجد لك يا ابن داوود.
صمّمْتُ يا سيّد أن أكونَ لكَ ولينفلقْ مَن ينفلق!!! |