بقلم : د/ ممدوح حليم
امتلك رجل ساعة حائط عتيقة ثمينة. وقد حدث أن تعطلت هذه الساعة0 ذهب بها لإصلاحها عند أكثر من ساعاتي، بعضهم فشل في إصلاحها، وآخرون تمكنوا من إصلاحها لبضعه أيام لتعود هذه الساعة إلى عطلها القديم.
كاد الرجل أن ييأس من إمكان إصلاحها، وأخيرا ً عرف طريق ساعاتي عجوز، فقرر أن يذهب إليه لعله ينجح في إصلاحها، وبعد بضعة أيام تأكد الرجل أن ساعته أصلحت ولم تعد إلى عيبها القديم، وصارت تعمل بدقة دون تقديم أو تأخير.
سأل صاحب الساعة نفسه: "لماذا تمكن هذا الساعاتي من إصلاح الساعة دون غيره؟". قرر أن يذهب إليه ويشكره ويسأله.
ذهب إلى محله العتيق وجلس، وبعد أن قال ما قد قال وطرح سؤاله، رد الساعاتي الوقور بهدوء وقال:
" يا ابني إن ساعتك هذه أنا الذي صنعتها منذ زمن، لهذا أنا أقدر من غيري على إصلاحها، أنا أعرف خباياها ونقاط قوتها وضعفها". انصرف الرجل وقد زالت عنه حيرته.
إن هذا يشبه حالنا، فقد خلقنا الله أصحاء وبإبداع، غير أنه تصيبنا أعطاب وأوجاع تؤثر في أدائنا اليومي، قد نلجأ لغيره، لكن هذه المحاولات تبوء بالفشل، والحل أن نذهب إلى صانعنا، فهو وحده يقدر إعادتنا إلى حالتنا الأولى المتقنة الرائعة.
إن هذا يتفق مع ما قاله القديس والفيلسوف أغسطينوس:
" لقد خلقتنا يا الله لك، ولن تجد نفوسنا راحة إلا لديك". |