CET 00:00:00 - 17/04/2010

مساحة رأي

بقلم : محمود الزهيري
الحرية  ثقافة ومفهوم يحررنا من كافة العادات القبيحة التي كنا نمارسها في السر , وهناك من يصر علي أن يحتفظ بعاداته القبيحة ليمارسها, ويظهر في العلن بمظهر غير مظهر القبح .
الإنسان بوصفه كائن إجتماعي له إرادة الفعل أو الإمتناع عن الفعل سواء كان الفعل مباحاً مشروعاً أو حراماً ممنوعاً بمشروعيته الدينية أو القانونية , والذي أعرفه أن هذه الإرادة تحتاج إلي مسؤلية ماينتج عن الفعل أياً كان هذا الفعل .
والفعل الباحث عن الحرية والمنقب عنها في غياهب أرصدة الطغيان السلطوي , وظلمات الفساد المطلق والمحتمي بسلطة إستبدادية فاشية مطلقة , هذا الفعل يلزمه الإرادة الفاعلة علي أرض الواقع المأزوم .
ولكن متي تكون هذه الإرادة فاعلة لإزالة الركام من علي سطح الحرية .

إنها الإرادة التي كانت مشتعلة في أوائل ظهور الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " والتي ألهبت الشارع المصري , وألهبت مشاعره وناجزت أحاسيسه لتتحرك تجاه حشد طاقة الرفض والتعبير عن الكراهية للطغيان والفساد والإستبدادي السلطوي المصري تحت لواء مبارك الأب والإبن ومنظومة الإجرام الثروي والسلطوي والأمني .
مازالت روح الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية هي التي تسري في أرواح المصريين وتتحد معهم وتحركهم بنبضها القوي .
ولكن وجد من بين ظهراني الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " من كانت إرادته  فاعلة , وفقط  , في إختطاف " كفاية " وجعلها رهينة لديه ليتحرك بها مدعياً أنها مملوكة له وأنه هو صاحبها الوحيد والحصري , وكانت كفاية تزأر بالرفض , وتعلن العصيان لمختطفيها , وكان الشامت الوحيد , والمسرور الأوحد حصرياً هو النظام الحاكم وزبانيته وجلاديه من أعضاء منظومة الطغيان والفساد والإستبداد .
البعض أراد للحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " ان تكون مصرية في الصميم , كما ينبئ عنوانها , ولايمنع أن تهتم الحركة بقضايا الإنسانية بصفة عامة , والقضاياالعربية بصفة خاصة , والبعض أرادها أن تكون قومانية عربية , وآخرون أرادوها إسلامية , وهناك من أرادها حركة يسارية النزعة والطابع .

إلا أنه علي التوازي كان يوجد من تبهره الظاهرة الإعلامية الوهاجة لحركة كفاية , وكان يريد أن يكون علي الدوام في مركز الصدارة من كاميرات الفضائيات , وفي صدرصفحات الصحف والإعلام والأحاديث الصحافية .
حالات الإختطاف المجرمة هذه جعلت المختطفين يتساقطون علي طريق الحرية الذي أرادته " كفاية " المصرية بأبعادها المصرية الحضارية والإنسانية .
مازالت أصداء كفاية هي التي تحرك المشهد العام المصري , ومازالت روح كفاية هي التي تسري في جسد المصريين المستشعرين بأزمات الأمة المصرية
 أولاً , والأمة الإنسانية ثانياً .

إذا كانت روح كفاية هي المحركة للجسد المصري , فلا يهم أن يكون الجسد الكائن , هو جسد كفاية , أو جسد إئتلاف المصريين من أجل التغيير , أو التحالف الوطني من أجل الإصلاح والتغيير , أو التجمع الوطني من أجل التغيير , أو الجمعية الوطنية للتغيير .
بكل صراحة كان موقف بعض نشطاء الحركة موقفاً إستبدادياً, وكانت مواقف بعض الناشطين تؤيد هذا الإستبداد وتؤازره , بخلاف بعض المواقف والرؤي المحمولة علي ابعاد قومانية عروبية , أو إسلامية أممية , وكأن حركة كفاية التي تتعثر ولها شرف المحاولة في إزاحة نظام الطغيان المباركي , والتي بالرغم من ذلك يطمح بعض الحالمين بإدارة صراعات خارج إطار الأمة المصرية , وقد قلنا بالصوت والصورة مراراً : أن تحرير العرب يبدأ من مصر , وأن إزاحة نظام الطغيان المصري واستجلاب حلم الحرية للواقع المصري سيكون هو الجالب لهذا الحلم لعالم الحقيقة لباقي الدول العربية , وصولاً لدولة الحريات والحقوق المدنية والديمقراطية التي تلائم الطبيعة  المصرية بوجه خاص و العربية بوجه عام .

حركت كفاية أدت دورها بجدارة وامتياز , ومعها باقي الحركات النضالية علي أرض الشارع المصري , وماتنطق به سلالم نقابة الصحافيين , ونقابة المحامين , ودار القضاء العالي , ورصيف مجلس الشعب شهود علي ذلك , وإن كنا قد تحولنا من مرحلة الحماس إلي مرحلة إرادة الفعل المنجز علي أرض الواقع المصري بمطالب الجمعية الوطنية للتغيير , وهذا لايبخس حق حركة كفاية علي الإطلاق .

الجمعية الوطنية للتغيير هي مفتاح لأبواب أرادت حركة كفاية أن تفتح مغاليقها , ومطالب الجمعية الوطنية للتغيير هي مطالب كل الأحرار المصريين , فلا يمكن أن تكون هناك أي إنتخابات حرة ومباشرة ومحمولة علي أجنحة الشفافية والرقابة القضائية ومعها الإشراف المحلي والدولي للمجتمع المدني إلا إذا كانت هناك تعديلات دستورية تمحق النصوص الدستورية التي تمثل عار في جبين الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان .
مانسمعه عن تريد أيمن نور , وحمدين صباحي من جمع توقيعات لترشيحهم لمنصب رئاسة الجمهورية بمثابة أمر مخجل علي الإطلاق , وهذا في غير حالة الضغط علي النظام المصري لإجراء هذه التعديلات في أبسط الصور النضالية , أو إزاحته من علي منصة الحكم والسلطة بالضغوط الشعبية والدولية إن لزم الأمر , وهذه الجزئية تزعج المتوهمين والحالمين , وأدعياء الحرية والشرف الوطني والكرامة الوطنية .

ماكان يجب أن ينفصل أيمن نور , وحمدين صباحي , عن مطالب الجمعية الوطنية للتغيير , وهذا بالرغم من إنتمائهما لهذه الجمعية , وما كان يجب عليهما أن يستحضرا الأنا السياسي الإيديولوجي في مواجهة النحن الجمعي .

ماحدث يوم 13 / 4 / 2010 بالقاهرة أمر هام أظهر ضعف النظام الذي تبدي بمدي إستخدامه للقوة العارية الغاشمة المفرطة ضد العزل من النشطاء المصريين , ومشهد التعدي علي بهاء صابر ومعه العديد من النشطاء, واضح للعيان وموثق بالصوت والصورة , واللون والضوء .
ولكن أن يتم الحشد من أجل أشخاص بعينهم , وكأن القادة السياسيين مقاولين أنفار , هذا أمر مخجل ومزري , وهذا ماعبر عنه أحد الأشخاص الذي يقال عنه أنه كاريزما في أحد اللقاءات علي إحدي الفضائيات , وهذا ماتنبه له أحد الشباب وزوجته وتحديداً فتحي فريد , وجانيت عبد العليم , وغيرهما ممن إستشعروا الأمر , وكأن الأمر قد وصل لدرجة المقارنة بين الجمعية الوطنية للتغيير , والحركة المصرية من أجل التغيير , أو المقارنة بين شخص البرادعي , وشخوص من حضروا تلك التظاهرة , وهذا أمر معيب يفسد النضالات السياسية ويحولها إلي عمل من أعمال نشطاء الردح في حارة من الحارات المصرية الشعبية الفقيرة خلقياً .

في النهاية أقول لأيمن نور وحمدين صباحي إذا كان يتوجب أن يكون لكما دور فهو مرحلياً داخل إطار الجمعية الوطنية للتغيير , والعمل خارج هذا الإطار يفقد كل منكما مصداقيته , وجهوزيته للنضال الوطني , ويجعل من كل منكما أعوان للنظام السلطوي الإستبدادي , ويستوي الأمر سواء علمتما بذلك أو لم تعلما .

وأنوه أن الأهداف الواضحة في بيان معاً سنغير هي أهداف كل الأحرار من المصريين , ومن ينعزل منكما بمطالب خاصة به فكأنه يخون المصريون في نضالاتهم من أجل تحقيق مطلب الحرية التي هي غاية , ومطلب الديمقراطية التي هي قاعدة للدولة المدنية ودولة المواطنة .
وإلا فدوركما  المنظور مع المتساقطون علي طريق الحرية . 

mahmoudelzohery@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق