CET 00:00:00 - 17/04/2010

مساحة رأي

بقلم. سامي إبراهيم
عندما تضع بصماتك على صفحات التاريخ، عندها سيكون لك وجود وكيان مختلف عن الوجود الذي أنت به، وعندما يكون اسمك مقترنا بتاريخ شعبك عندها تعرف سبب وجودك على الأرض، وعندما يكون اسمك مقترنا بتراث أمتك، عندها تدرك الحقيقة من وراء خلقك وتدرك سرا خفيا من أسرار الكون وهو الغاية من عملية الخلق.

يقول برناردشو: "إذا أردت أن تفهم أمة، انظر إلى رقصها واسمع أغنياتها الشعبية ولا تُدر أذنك إطلاقًا إلى السياسيين فيها".
لذلك أذا أردنا أن نفهم الأمة الآشورية بمكونات شعبها الكلداني السرياني الآشوري، علينا أن نستمع لـ حبيب موسى، حبيب موسى خالق الأغنية السريانية، حبيب موسى أسس مدرسة فنية راقية خاصة بالأغنية السريانية، حبيب موسى وضع أول أغنية سريانية بعيدًا عن الألحان التركية التي كانت كالقوالب الجاهزة تركب عليها الكلمات السريانية.

منذ ألفيّ عام لم يغني أحد باللهجة الغربية لأنها كانت لغة السيد المسيح واستخدمت للطقوس الكنسية فقط، لقد اعتبرت اللغة السريانية لغة مقدسة ولم يغنّى باللغة السريانية إلا بالكنيسة فقط، فلم يجرؤ أحد على الغناء باللهجة الغربية، إلى أن جاء رجل مبدع أصبح الأب الروحي للأغنية السريانية وعميد أساتذتها الملفان حبيب موسى وغنى الأغنية السريانية باللهجة الغربية. صوته من الأصوات الرجالية المسماة أكادميا (التينور) التينور الدرامي وهو الصوت الرجالي الأول، وضمن  مجال صوتي يتراوح بين "أوكتاف" ونصف إلى "أوكتافين".

غنى حبيب موسى للوطن، غنى للحب، غنى للطبيعة، غنى للطفولة، غنى للشباب.
حبيب موسى إنسان يخاطب الأحاسيس و المشاعر بموسيقاه التي تدخل إلى النفس وتتغلغل في أعماق الروح بدون استئذان.
حبيب موسى أنغامه دخلت قلوبنا قبل أن تدخل عقولنا، دخلت أرواحنا كما يدخل النور الإلهي قلب الإنسان فأمدته دفئا وحبا، حبيب موسى سكب ألحانه في كياننا، ونما بأرواحنا ليغذيها لحنا مفعما بالحب والحياة.

 في المكان الذي يتواجد فيه حبيب موسى يحيط به الأطفال ليحضنهم ويقبلهم.
يبتسم ابتسامة رقيقة وصادقة لمن يصافحه هذه الابتسامة التي تزرع الحب السرياني في كل قلب.
حبيب موسى جبار في لحنه، عظيم في صوته، مارد مطلق في أدائه.
إذا كان الغناء غذاء الأرواح فإن حبيب موسى قد أتقن تغذية أرواحنا.
حبيب موسى غناءه فضيلة تعذر على المنطق إظهارها ولكن لم يتعذر على النفس إخراجها بالعبارة فأخرجتها نفسه لحنا موزونا سمعتها الطبيعة واستلذتها وفرحت وسرت بها.
طلبنا من الله زهرة، فأعطانا حديقة زهور.
طلبنا من الله شجرة فأعطانا غابة أشجار.
طلبنا من الله أغنية، فأعطانا حبيب موسى.

sami198420@hotmail.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق