من نجع حمادى إلى حجيرات قنا يا قلبى إحزن

بقلم : د/ وجيه رؤوف
يحزن الفرد منا حينما يتردى حال البشر إلى هذا المستوى من العنف والا مسئوليه  ,
فقد قرئنا جميعا حادثه الثأر الرهيبه التى حدثت فى الحجيرات محافظه قنا والتى كانت بين أفراد تربط بينهما صله قرابه من الدرجه الأولى وهم أبناء عمومه ,
وملخص القصه كما سمعتها إن حادثه ثأر بين بيتين فى قريه الحجيرات بمحافظه قنا أثر حادثه قتل حدثت منذ خمسه عشر عاما تم أخذ الثأر فيها بأنه أثناء قيام العائله التى عليها الثأر بإحياء ذكرى سنويه فى وفاه أحد أفراد العائله دخل ثلاثه من أفراد عائله الضحيه الذى توفى منذ خمسه عشر عاما حاملين أسلحه أليه وقاموا بإطلاق النار بصوره عشوائيه على جميع من كانوا بالصوان مما أدى إلى مقتل سبعه وأصابه حوالى أثنى عشر فردا , وبعد فتره عادوا وتم تبادل إطلاق النار بين كلا الفريقين ,
والحقيقه إننا فى هذه القصه نقف فارهى الفاه ولا ندرى ماذا نقول ,فإننا فى لحظه فقدنا سبعه أرواح مصريه لهم بيوتهم ولهم زوجاتهم ولهم أبنائهم ,فكم زوجه ترملت وكم أبن يتم وكم أسره فقدت من يعولها ,وهل هؤلاء اللذين فقدو أرواحهم جناه أم ضحايا ,بالطبع ضحايا , فالذى أرتكب جرم القتل منذ خمسه عشر عاما ليس هؤلاء السبعه اللذين فقدوا أرواحهم ,والحقيقه يتساوى عندى مبدأ القتل فى تلك الحادثه مع مبدأ القتل فى حادثه نجع حمادى ,
فالقتلى هنا سبعه  وهنا سبعه   والقتلى لايدرون لماذا قتلوا فلم يرتكب أحدهما جريمه  ولكنهم قتلو نتيجه شيئين أولهما هو الجهل ثانيهما هو الأهمال ,
نعم أساس واحد يحمل مسئوليه الجريمتين ,

فالجهل هو المتسبب الرئيسى فى الحادثتين وهذا الجهل يقوم على أساس عدم المعرفه الحقه بصحيح الدين وثانيهما التحريض ,هذا السبب الأول بشقيه هو مسئوليه الشعب والحكومه  أما السبب الثانى وهوه الأهمال فهو مسئوليه الحكومه ,إزاى ؟؟: الشق الأول فى القضيه وهو الجهل الذى يقوم على عدم المعرفه بصحيح الدين فقضيه الثأر قضيه قبليه لا شأن لها بالأديان السماويه كلها , فلم يرعى أى دين سماوى قضيه القصاص من أفراد أبرياء ليدفعو نتيجه جرم قاتل نيابه عن القاتل الحقيقى , فالأديان جميعها تؤكد أن القاتل يقتل ولو بعد حين ,

إذا فالأديان السماويه تشرع بالقصاص من الجانى كالقول الكريم : ( ولكم فى القصاص حياه يا أولى الألباب ) وكذلك قول الكتاب المقدس : ( مبرىء المذنب ومذنب البرىء , كلاهما مكرهه للرب ) إذا فالقاعده الأساسيه هى أن يدفع مرتكب الجرم ثمن جريمته طالما ثبت إرتكابه لها وإلا فلماذا يدفع أشخاص أبرياء ثمن لجريمه لم يقترفوها ؟؟ !!
وهل هذا شىء يسعد الله الذى نبتغى جميعنا رضاه ؟؟!!
بالطبع لا .

ونأتى للشق الثانى للسبب الأول وهو التحريض الذى يساعد على ملىء القلوب بالحقد وإشعال النيران داخلها ويؤجج لنار الفتنه ,
وهذا السبب يتوافر فى القضيتين فالقضيه الأولى وهى قضيه نجع حمادى تمت تحت تأثير التحريض من البعض ممن لهم أغراض سياسيه فى إشعال نيران الطائفيه وإذكائها وهذا ثبت من خلال لقاءات عده وفيديوهات تثبت ذلك كما تثبت ان لكل قضيه نتيجه الجهل يقف محرضون لتلك القضايا يذكونها ويشعلون نارا لاتهدأ إلا بعد نزيف من الدم ,
وهنا أيض يتأكد نفس الشق وهو التحريض فى كل قضايا الثأر فى بلادنا , وكلنا يعلم مدى المغالاه  ومدى الأستهزاء  الذى تقابله كل عائله لا تقوم بأخذ تارها من العائله الأخرى  ويشكل هذا فى النواحى القبليه كشيمه عار تلصق بكل عائله لم تأخذ بتارها  وكأن قانون التار القبلى هذا كتاب مقدس أنزله رب العالمين يجب أتباعه ,
وهنا يأتى التحريض مقنعا قبليا من أفراد الشعب تجاه بعضهم وتجاه أبنائهم ليدفع فى قضايا الثأر شبابا أرواحهم أبعد ماتكون عن أرتكاب تلك الجرائم ويدفعوا حياتهم سببا لجريمه لم يرتكبوها وهذا ماحدث فى جريمه ثأر الحجيرات بقنا ,
وطبعا الشق الأول وهو الجهل الذى حملناه على الشعب أولا وعلى الحكومه ثانيه ,
فالحكومه عليها الدور الأول بكل مؤسساتها الإعلاميه والتعليميه فى محاربه ظاهره الثأر   فأين البرامج التنويريه والبرامج الدينيه والمناهج التعليميه التى من المفروض أن تجرم تلك القضيه التى تذهب بأرواح أبنائنا ,
طبعا لامانع أن يشغلنا التليفزيون بمسلسلاته الجميله مثل راجل وست ستات  لكن برضه قضايا السبعه قتلى فى الحجيرات وفى نجع حمادى أولى ببعض الأهتمام ويهمونا أكتر من الست ستات !! هنا السبب الخاص بالجهل وهو السبب الأول الذى يقع على أفراد الشعب والحكومه,

أما السبب الثانى وهو الأهمال  وهو السبب الذى يحمل على الحكومه فى كلا القضيتين , نعم الأهمال  وهذا الأهمال هو فى عدم حل تلك المشاكل ففى قضيه نجع حمادى كانت هناك مشاكل معروفه بين الأنبا كيرلس وعضو مجلس الشعب عبد الرحيم الغول والمحافظ   ونتيجه هذه الخلافات دفع سبعه من شباب مصر ارواحهم ثمنا لأن يأخذ المحافظ الأنبا كيرلس حضنا أمام الناس مدعين أنه لاتوجد مشاكل كما يعلن عبد الرحيم الغول أنه خلال اربعين سنه لم تحدث مشاكل ,
إذا فأين الدوله من تلك المشاكل التى نشبت بين هؤلاء القاده الثلاثه  ولم تحاول الدوله حلها بينهم  مما أدى إلى أن يدفع سبعه من أبنائنا دمائهم ثمنا لتلك الخلافات السياسيه و إذا فهنا شق إهمال وكان الأولى أن يأتى النائب العام والسيد احمد عز لحل هذه المشاكل قبل ان تحدث أفضل ألف مره من أن ياتوا بعد خراب مالطا , والأهمال هو هو نفسه فى قضيه الحجيرات   فكيف لقضيه منذ خمسه عشر سنه موجوده ولم تحل حلا كاملا ويعلم الجميع أن هناك جزوه نار فى القلب لا تلبث إلا أن تشتعل وتحتاج من يطفئها , أين اعضاء المجال المحليه العمد اللى مفروض يعقدو جلسات الصلح ؟؟ أين أعضاء مجلس الشعب اللذين بأصوات هؤلاء الضحايا وصلو لكراسيهم , أين هم من تلك المشكله ؟؟
أين الحزب الوطنى ذلك الحزب العريق  والمفروض انه متواجد دائما لحل تلك القضايا , فهو الحزب القائد والذى يملك فعاليات العمل على أرض الواقع بل ويملك السلطه التى تفرض الحل , أين هو من تلك المصائب ولماذا لم يحاول حل تلك المشاكل ؟؟
للأسف دائما نلطم بعد فوات الأوان  !! ودائما نكتشف أن عربه الأطفاء ليس بها ماء ساعه الحريق
فإلى متى ؟؟؟!!!
وهكذا نوجز أن سبب كل جرائمنا وتخلفنا ورجعيتنا  هو الجهل ,
رحمنا الله من الجهل والجهلاء
واختم قولى بالمقوله الكريمه :
ربنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.