*الأدب الروسي يتميز بجانب إنساني عميق.
*كتاب "مسلمون وأقباط من الفتح العربي وحتى 1922" يؤرخ لتلك العلاقات.
*هيئة الكتاب تنشر كتب التراث التي تتميز بالعقلانية والاستنارة.
*الإيمان بالحريات هو السبيل للحد من الاحتقان الطائفي.
*المال العام لا يجب أن يُنفق وفق أجندة سلفية.
*بعض الناشرين يختلقون إشاعات عن مصادرة بعض الأعمال لترويجها.
*موقف المفكرين والمثقفين العرب من الصهيونية وفلسطين.
أجرت الحوار: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
وُلدَ الكاتب والصحفي "حلمي النمنم" نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب بميت غمر بمحافظة الدقهلية عام 1959 وبعد تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة عين شمس, اختطفته صاحبة الجلالة فقرر الالتحاق بمؤسسة دار الهلال وظل يعمل بها إلى أن تم تعيينه مدير تحرير مجلة المصور، وظل هكذا من نجاح إلى نجاح حتى أصبح رئيس تحرير مجلة المحيط بوزارة الثقافة.
كما أنه ليس صحفي فقط بل هو باحث ومؤرخ مهتم بالقضايا التاريخية، وله العديد من المؤلفات نذكر منها على سبيل المثال (جذور الإرهاب أيام سليم الأول في مصر، الرائدة المجهولة زينب فواز، وليمة للإرهاب الديني، المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين، الصهيونية تاريخها وأعمالها). ولهذا كان للأقباط المتحدون هذا الحوار معه....
*في البداية أحب أن اعرف ما هي الخلفية الثقافية التي نشأ عليها الكاتب الكبير حلمي النمنم؟
أعجبت كثيرًا منذ شبابي بأعمال الأديب الروسي "ديستويفسكي" وقرأتها كاملة ومن ذلك رواية "الشياطين" التي تتناول المثقفين في روسيا والدور الذي يمكن أن يلعبه المثقف في بلده وأمته، كما قرأت "ذكريات منزل الأموات" التي تحكي تجربة شخص حكم عليه بالإعدام وبينما هو يقف على حبل المشنقة صدر قرار بإيقاف التنفيذ، هذا إلى جانب الأديب العظيم تولستوي الذي تأثرت كثيرًا بأعماله وقد قرأت له رواية "الحرب والسلام" و"أنا كارتينا" عدة مرات، مضيفًا إن الأدب الروسي يتميز بجانب إنساني عميق لذلك يكتب له الخلود، ويعد أدب "شكسبير" و"نجيب محفوظ" هذا النوع من الأدب.
*ما هي أهم الكتب التي أصدرتها الهيئة العامة للكتاب في الفترة الأخيرة؟
أصدرت الهيئة في الفترة الأخيرة كتاب "مسلمون وأقباط من الفتح العربي وحتى 1922" لمؤلفه الدكتور "جاك تاجر" وهذا الكتاب يؤرخ العلاقات بين الأقباط والمسلمين ، وصدر ايضا كتاب "حاخامات اليهود في اسرائيل" للدكتور منصور عبد الوهاب وهو كتاب يجمع ويوثق فتاوى الحاخامات حيث يسهم بهذا في تثقيف المواطن المصري والعربي ويسلط الضوء على طرق تفكير العقل اليهودي، خاصة فيما يتعلق بالدولة الإسرائيلية.
هذا إلى جانب صدور كتاب "الدائرة المتوسطية تأصيلاً ثقافيًا واجتماعيًا وتاريخيًا" للدكتور عبد الرحمن الشيخ والذي يقدم فيه بعض الجذور التاريخية والاجتماعية لثقافة البحر المتوسط.
هذا بالإضافة إلى اهتمام الهيئة بالأعمال الإبداعية فأصدرت رواية "بحيرة المساء" للأديب "إبراهيم أصلان".
*ما هي أهم انجازات الهيئة العامة للكتاب التي أثرت الحياة الثقافية بمصر من وجهة نظرك؟
إن الهيئة منذ نشأتها سنة 1971 وهى تقوم بدور هام في تفعيل الحركة الثقافية وإثرائها، حيث تقوم بنشر العديد من المؤلفات في مختلف مجالات المعرفة للكتاب المصريين والعرب، كما قامت بعمل مشروع تصدير الفكر العربي فور فوز الروائي الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب إدراكًا منها بأهمية ترجمة الإنتاج العربي إلى اللغات الأجنبية، لأنه لولا ترجمة أعمال محفوظ ما كان عرفه العالم وبالتالي ما كان نال جائزة نوبل.
ولعل يعود الفضل في تأسيس هذا المشروع الضخم إلى الراحل الدكتور سمير سرحان، والمترجم الكبير محمد عناني، بعد أن كان مجرد اجتهادات فردية في عهد الراحل صلاح عبد الصبور، هذا إلى جانب الدور الكبير الذي تلعبه هيئة الكتاب في نشر كتب التراث وتحقيقها خاصة كتب التراث العلمي وكتب التراث التي تتميز بالعقلانية والاستنارة.
*هل للثقافة دور فعال في الحد من الاحتقان الطائفي؟
إن مشكلة الاحتقان الطائفي الموجودة بمصر لها عدة أبعاد، وبالتالي حلها يقوم على عدة أمور، أما فيما يخص الثقافة فيجب كما سبقت وأشرت أن يعمل جميع المثقفين على نشر أفكار الاستنارة والعقلانية وتعميق مفهوم المواطنة، والإيمان بالحريات الخاصة للأفراد سواء كان في المعتقد أو التفكير لأن هذا هو أول الطريق للحد من حدة ذلك الاحتقان.
*كيف نواجه قوى الجهل والظالم التي تطالب بمصادرة العديد من الأعمال الإبداعية؟
إن قضية المصادرة للأعمال الإبداعية لها العديد من الجوانب، منها: إن الحريات سواء الخاصة أو العامة في المجتمع تتراجع بصورة كبيرة جدًا، كما يجب أن تتجنب المؤسسات العامة مؤقتًا نشر الأعمال الإبداعية التي يمكن أن تثير هذا اللغط، لأن الذين يطالبون المصادرة يتعللون بأن هذه الأعمال تنشر بالمال العام، وإن المال العام يستغل في غير ما خُصص له.
وبالطبع هذا كلام باطل في باطل لأن المال العام لا يجب أن ينفق وفق أجندة سلفية، لكن من باب سد الذرائع نسقط لهم هذه الحجة الآن.
هذا بالإضافة إلى أن بعض الناشرين يروجون إشاعات عن مصادرة بعض الأعمال لترويجها أو لتلقى الدعم من المؤسسات الدولية، وللأسف بعض الحالات تنجح في هذا لكنها تشيع مناخ من الخوف وتعطى المشروعية لمبدأ المصادرة ومن هذه الحالات ما حدث في معرض القاهرة الدولي الأخير عن إشاعة خبر مصادرة رواية "على إدريس" الزعيم يحلق شعره، أو إشاعة مصادرة أعمال "إدوار الخراط" التي أصدرتها دار الآداب في بيروت.
*وأخيرًا قبل أن أنهي حديثي أريد أن اعرف من سيادتك ما هي أحدث إصدارات كتبك؟
صدر في أكتوبر الماضي كتاب "جورجي زيدان الصهيونية تاريخها وأعمالها "والصادر عن سلسلة كتاب الهلال، كما صدر عن مكتبة مدبولي الطبعة الثانية من كتاب "سيد قطب وثورة يوليو" وهي طبعة مزيدة، ويصدر قريبًا عن كتاب الهلال كتاب "الصهيونية وفلسطين عند طها حسين" وهذا الكتاب إتمام للمشروع الذي بدأته منذ عام 2007 الخاص بتتبع موقف المفكرين والمثقفين العرب من الصهيونية وفلسطين منذ القرن التاسع عشر حين بدأ المشروع الصهيوني في الاكتمال والتبلور. |