CET 00:00:00 - 12/04/2009

المصري افندي

بقلم: جورج رياض

فشل إضراب يوم 6 أبريل من تحقيق أهدافه، وجاءت استجابة المصريين ضعيفة له إذ بدت الحياة طبيعية في مختلف المدن والمحافظات المصرية ولم تكن هناك سوى بضع المظاهرات المحدودة التي تم تنظيمها سواء أمام نقابة الصحفيين أو المحامين أو مجلس الدولة أو داخل بعض الجامعات، وكانت الدعوة للإضراب في العام الماضي قد لاقت استجابة أكثر من قبل المواطنين خاصة في محافظة المحلة التي شهدت أكبر مواجهة بين عمال غزل المحلة وقوات الأمن.

من وجهة نظري هناك أسباب عديدة لفشل إضراب 6 أبريل وعدم قدرة الشباب الذين نظموه على التفاعل بشكل جيد مع المواطنين من هذه الأسباب:

أولاً: أن الحالة المصرية تختلف عن أي تجربة أخرى حدثت في مكان أو زمان آخر، فما حدث في أوكرانيا مثلاً وقت الثورة البرتقالية ليس بالضرورة ينطبق على مصر، فهنا لن تستطيع الفتيات تقديم الورود لجنود الأمن مثلما فعلت الأوكرانيات هناك!!

ثانياً: مصر تعيش منذ أكثر من 50 عاماً بعد قيام ثورة يوليو في ظل قوانين الطوارئ وقوانين استثنائية فرضت قيود على حرية المواطن الذي كان قد تعود قبل الثورة على أسلوب المظاهرات والاحتجاج والتعبير الحر عن الرأي، ولكن أكثر من 50 عاماً قضت تماماً على ذاكرة الإضرابات والمظاهرات التي سبق أن انتهجها المصريون لنوال حقوقهم وحريتهم وأبرز مثال على ذلك ثورة 1919 التي شارك فيها المصريون والمصريات بكل فئاتهم للإطاحة بالاستعمار الإنجليزي.

ثالثاً: بيان حركة شباب 6 أبريل الذي نشرته على الإنترنت للدعوة للإضراب قالت فيه: "اضرب عن عملك.. اضرب عن محاضراتك.. اضرب عن الشراء.. انزل طالب بحقوقك" يبدو ملتبساً لدى الكثيرين، فما هي الدعوة بالضبط هل هي الإضراب والبقاء في المنزل أم الخروج في مظاهرات واعتصامات!!

رابعاً: ما هو الهدف المحدد من الإضراب؟؟ فالحقيقة أنا سمعت العديد من الأهداف والأماني والمطالب ففي الجامعة هناك مطالب وخارجها هناك مطالب أخرى لا تعبر عن هدف محدد، وكان من الأفضل للقائمين على الإضراب الاكتفاء بهدف عام واحد وهو رفع الحد الأدنى للمرتب إلى 1200 جنيه شهرياً.

خامساً: افتقدت الدعوة إلى الإضراب للمساندة الإعلامية الكافية بشكل جعل غالبية المصريين يجهلون أصلاً ما يحدث في يوم السادس من أبريل وليس كافياً أن تكون الدعوة من خلال موقع الفيس بوك على شبكة الإنترنت أو من خلال بعض المتابعات الصحفية المحدودة لأن غالبية المصريين لا يقرأون الصحف وأصلاً أكثر من نصف المصريين أميين لا يجيدون القراءة والكتابة.

سادساً: افتقد إضراب هذا العام للمساندة العمالية مثلما حدث العام الماضي من عمال غزل المحلة، السبب طبعاً هو خوف هؤلاء من تبعات المشاركة في عمل كهذا وتأثير ذلك على إمكانية تحقق مطالبهم في النهاية.

أخيراً: أعتقد أن التغيير في مصر من الصعب أن يأتي من القاعدة لأن المواطنين في النهاية خائفين ولاهثين وراء لقمة العيش ومن الصعب أن يخاطروا بالحد الأدنى من ذلك من أجل المشاركة في إضراب، كما أن التغيير لن يأتي من خلال جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب أو جهة معارضة لأنهم جميعاً "كومبارس" في النهاية ولا مشاركة الإخوان في الإضراب الأخير أو إضراب 4 مايو ساهمت في نجاحه بل على العكس زادت من نسب الفشل.

التغيير في مصر لن يحدث إلا وفقاً لسيناريوهين، الأول داخلي ويتمثل في اقتناع النظام الحالي أو القادم أو الذي يلي القادم بأهمية التغيير وضروريته لكسب دعم الناس ومواجهة الفساد، والثاني خارجي يجعل التغيير إجباري من خلال حرب أو كارثة أو سيناريو مشابه لما حدث في العراق وهذا لا نتمناه بالطبع.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق