بقلم : نصر القوصى
هذه المقالة قمت بكتابتها منذ ثلاث سنوات حينما كنت أنشط فى الماضى من الآن ولكننى حينما قمت بأعادة قراءتها وجدتها تحكى الحاضر الذى نعيشه تماما فمنذ ثلاث سنوات وحتى الآن لم تتغير أحلامنا فى الأصلاح أما الشىء الوحيد الذى تغير هو زيادة حجم الآلم والأمل وزيادة الآلم تأتى من الوحشية التى تعامل ويتعامل بها رجال الأمن مع نشطاء هذا الوطن أما الأمل فيتمثل فى تجمع قوى التغيير ولأول مرة منذ سنوات طويلة تحت مطالب الجمعية الوطنية للتغيير فأصبحت وتيرة العمل الجماعى فى أرتفاع واليكم المقالة كما كتبتها بدون أى تغيير
فجأة قررت أن أترك أوراقى وقلمى لكى أعطيهم مساحة من الوقت كى يشعرون بالراحة فأن أرهقهم كل يوم وقررت أن أخرج فى الهواء الطلق وأمام نيل مصر الخالد جلست أستنشق الهواء العليل وأذا بى ارى حقيبة أوراق ملقاه على الأرض فنظرت حولها لعلنى أجد صاحبا لها فلم أجد فأمسكت بها فوجدت كلمة مكتوبه على جلدها الخارجى وبخط كبير ملفت للأنتباه وهى ماذا لو فأثارت الكلمة فضولى فقررت أن افتحها فوجدت بها مجموعة من الأوراق المرقمة بأرقام مسلسلة وعلى رأس كل صفحة عنوان كبير للكلمه آياه التى أثارت فضولى وهى (ماذا لو )
الورقة الأولى ماذا لو أخرجت الدولة قانون السلطة القضائية كما يريده القضاء وبالشكل الذى يحقق فصل كامل بينه وبين باقى السلطات وعملت الدولة على تحسين مناخ العمل للقضاء
من خلال تحسين أحوالهم الماليه والأداريه فكيف يصبح شكل وأداء المحاكم المصريه
الورقة الثانيه ماذا لو قامت الدولة بتقديم مشروع قانون ألغاء عقوبة الحبس فى جرائم النشر فكيف تصبح الحالة الفكرية والأبداعيه وشكل العمل الصحفى داخل مصر
الورقة الثالثه ماذا لو صدر قانون جديد يساعد على حرية أنشاء الأحزاب فكيف يصبح الشكل التعددى للأحزاب والأنتعاشة التى تدب داخل الأحزاب المصرية التى ماتت بالفعل ومنذ زمن طويل
الورقة الرابعة ماذا لو أخرجت الدولة قانون توحيد بناء دور العبادة فكيف يصبح شكل العلاقة بين الأقباط والنظام وكيف يصبح شكل الأنتماء المسيحى للدولة فلن يهاجر ابناء مصر من المسيحيين وطنهم
الورقة الخامسة ماذا لو تغير قانون الأنتخابات المصرية وأصبح بنظام القائمة النسبية فكيف يصبح شكل التنوع الحزبى داخل مجلس الشعب
الورقة السادسة ماذا لو وضع قانون محاسبة الوزراء ومن أين لك هذا فكيف سوف تعود الثقه و حالة الطمائنيه من البسطاء تجاه الوزراء وتجاه التصريحات التى يدلون بها
الورقة السابعة ماذا لو ألغيت نسبة ال50% عمال وفلاحين من مجلس الشعب لشهدنا مجلس للشعب يشجع على التعليم ولشهدنا آراء ومناقشات محترمه للقوانين
الورقة الثامنه ماذا لو خرج قانون حرية تداول المعلومات والبيانات فكيف سوف تزداد الثقة فى الحكومة من قبل الشعب وكيف سيتغير العمل الصحفى ويصبح أكثر مصداقية وتنخفض عدد القضايا التى ترفع ضد الصحفيين
الورقة التاسعة ماذا لو خرج قانون بآجراء أمتحانات علانية لشاغلى الوظائف الحكومية فسوف تنتهى المحسوبية والواسطة وعدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد ويسعى المواطن الى التعلم وأكتساب المعرفه و العلوم الجديدة حتى يستطيع ان يحصل على الوظيفة التى يريدها
الورقة العاشرة ماذا لو خرج قانون جديد لحماية الآثار تبدا عقوبته من المؤبد الى أن تصل الى الأعدام فى حالة القيام بسرقة الآثار المصرية فسوف تملىء المخازن المصرية بالآثارالتى تم تهريبها وسوف تختفى مخازن الأوربيين ومنازلهم من الآثار المصرية أيضا وتزداد السياحة الوافده الى مصر لمشاهدة آثار لم يشاهدونها الا فى التليفزيونات
الورقة الحادية عشر ماذا لو خرج قانون تعديل المادة 76- 77 بتحديد مدة الرئاسة لمدة دورتين فقط سوف تصب دماء جديدة على الحياة فى مصر كل ثمانى سنوات وسوف يسعى رؤساء الجمهورية المتعاقبين الى خدمة البسطاء ويستمتع الشعب المصرى برؤية رئيس جمهوريه سابق وتصبح حرية الترشح لرئاسة الجمهورية مكفولة للجميع
الورقة الثانية عشر ماذا لو ألغى المدعى الأشتراكى والرقابة الأدارية ونظم عمل الأجهزة الرقابية فسوف يستطيع موظف الحكومة أن يخدم البسطاء أكثر ولا يخشى من بطش هذه الأجهزة التى أصبحت جميع قضاياه مجرد درام مضحكه فيقبض على الموظف ذو المنصب المرموق وتحدث الهاله الأعلامية المعروفه ولكن سرعان ما يتم الأفراج عنه لعدم توافرالأدله فأن ماتفعله هذه الأجهزه هو خلق حاله من الرعب للموظف فقط لا غير وتجعله يقوم بأيقاف المراكب السايره على اتفه الأسباب فيزداد الروتين
الورقة الثالثه عشر ماذا لو خرج قانون يحدد قيمة أنفاق المرشح لعضوية مجلس الشعب والحرص على تنفيذه أيضا سوف تتساوى الرؤوس فى المنافسة ويمتلىء البرلمان بالبسطاء وليس رجال الأعمال
الورقة الرابعة عشر ماذا لو خرج قانون جديد لتنظيم عمل الأندية الرياضية ومراكز الشباب يسمح بحرية الراى والمناقشات داخل الأندية فسوف يخرج جيلا مثقفا
الورقة الخامسة عشر ماذا لو تغير نظام التعليم بالشكل الذى يسمح للطالب ان يبدع فسوف يخرج أكثر من أحمد زويل وأكثر من البرادعى
الورقة السادسة عشر ماذا لو ألغى قانون الطوارىء الذى ظل جاثما على صدور المصريين منذ عام 1981 سوف يزداد أنتماء المصريين الى دولتهم وتنتعش الحياة السياسية والأقتصادية
اما الورقة الأخيرة وتحمل رقم سابع عشر ولها عنوان كبير مكتوب عليه أجابات على "ماذا لو"
تقول أذا قام النظام بذلك كله فمعن ذلك أنه سوف يعطى الشعب المصرى السكين التى يذبحه بها لأن هذا الشعب له عشرات السنين وهو يعانى من الديكتاتوريه والقهر فاذا اعطيته الحريه فسوف يذبح النظام وإذا بمساحة كبيرة من الورقة فارغه لا توجد بها كلمات أى ( بيضاء اللون ) وكانها حاله من التأمل الطويل ليبدا الجزء الأخير من الورقة بجملة لكن الشعب المصرى شعبا طيبا أذا أخرج له النظام قوانين " ماذا لو" السابقة سوف يهلل له وبالأصلاح الذى يتم فى عهده ويشعرك الشعب بأن الحرية هبه من النظام له يجب شكره عليها وليس حق له السبب فى ذلك آدمان الشعب المصرى للديكتاتوريه الا يعلم النظام طبيعة الشعب المصرى الطيب لا أعتقد أنه يعلم ذلك فأذا علم ذلك كان ذكائه سوف يقوده الى أخراج كل يوم "ماذا لو" السابقة حتى تعود الثقه المفقودة وحالة الأنتماء العامه من الشعب للدوله فوجدت أجابة فى نهاية الورقة تقول أن الحكومات المصريه أعتادت قهر البسطاء فلا تتوقع ان تعطيه الديمقراطيه بالشوكة والمعلقة فى فمه أنما لا بد أن يأخذها الشعب بالحديد والنار كما يفعل القضاء والصحفيين والنشطاء وهؤلاء بداءوا خطواتهم لتحقيق "ماذ لو" الخاصة بهم وسوف يأتى بعدهم جميع "ماذا لو" الباقية ونحن ننتظر ولن ننتظر طويلا فى دولة لم تشهد حراكا سياسيا بهذا الشكل طيلة الأربعين عاما الماضيه |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|