CET 00:00:00 - 21/04/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
نفت وزارة الصحة المصرية ما تناولته بعض الصحف من شائعات حول استيراد شحنات دم صيني.. وأكدت أنها لم تقم على الإطلاق باستيراد وحدات دم صينية، وذلك عملاً بالقوانين والقرارات التي تنظم العمل في مجال خدمات الدم، والتي تحظر تصدير أو استيراد الدم بشكل قاطع.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن ما تناولته بعض الصحف من معلومات تشير إلى أن معدل النقص في وحدات الدم بمصر يبلغ 3 ملايين وحدة، مجرد معلومات مغلوطة، تفتقر للدقة العلمية، فطبقا لمعدلات الوزارة فإن مصر تحتاج إلى مليون و200 ألف وحدة سنويًا، وأن ما حصلت عليه بنهاية عام 2009 كان مليون وحدة، أي أن النقص يبلغ 200 ألف وحدة فقط، يتم تدبيرها عن طريق التبرع.

من المؤسف أني ألتمس عذرًا لوزارة الصحة إذا قامت باستيراد دمًا صينيًا لأن الشعب المِصري أولاً لم يعد لديه دم يتبرع به من شدة الجوع والفقر ومن شدة التلوث الذي طال جميع احتياجات الإنسان من هواء وماء وأكل، فأصبح دمه ملوثًا بالأمراض والفيروسات المتنوعة، وبذلك يحتاج جميع الشعب إلى دم نظيف لا تستطيع أن توفره له وزارة الصحة، هذا إلى جانب أن "حرقة الدم" التي يُعاني منها معظم الشعب المِصري في المواصلات والزحمة والضوضاء والتحرشات والاعتداءات تفقده يوميًا نصف دمه، ناهيك عن "حرقة الدم" التي يسببها له الرؤساء في العمل وأوامرهم وتعنتهم الذي لا ينتهي، أما "حرقة دم" البيروقراطية فتحدث عنها بلا حرج لأنها طالت جميع الهيئات الحكومية وغير الحكومية.

ثانيًا: إن الدم صيني يتميز برخص الثمن لأنه من المؤكد أنه دم غير طبيعي بل مخلق من النفايات الضارة، وقد يسألني القارئ العزيز كيف؟ فأقول له إن العلم لا يقف عند حد معين، ولكن هذا العلم من الممكن أن نستخدمه لخير الإنسان أو لضرره، وفي بلادنا العزيزة نستخدم العلم بلا فخر لتدميرنا مثل استخدام المحمول بصورة مفرطة وبغير مبرر مع علمنا بأضراره الصحية، وهكذا فالحياة بصفة عامة دائمًا لها وجهان؛ وجه جميل يُراعى فيه خير وصالح البشر، ووجه قبيح شرير يُريد أن يدمر البشر، ومن هنا يكون علينا الاختيار.

وإنى لا أخفي على القارئ علمًا بأنه منذ دخول المنتجات الصينية إلى مصر وقد بدأت مصر طريقها إلى الانهيار الصناعي والاجتماعي والأخلاقي، لأن المنتجات يتم إنتاجها من المخلفات الخطرة سعيًا إلى رخص ثمنها، ناهيك عن أن المستوردين يقومون باستيرادها سعيًا لتحقيق ربح ومكاسب مضاعفة بدون أي واعز من الضمير بأن مستخدمي تلك المنتجات وخاصة من الأطفال يتعرضون لخطر جسيم، ولعل هذا على مستوى الصحة والأخلاق، أما على المستوى الاقتصادي فقد خربت الكثير من المصانع لعدم استطاعتها تقليل تكلفة إنتاجها وبالتالي تقليل ثمن منتجاتها أمام هذا الغول المكتسح من المنتجات الصينية، من هنا أوجِّه نداءًا للمسئولين رفقا بهذا الشعب.. أوقفوا التعامل مع الدم الصيني والمنتجات الصينية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق