CET 00:00:00 - 25/04/2010

مساحة رأي

بقلم : عادل عطية
كم من مرات أقرأ عن دموع أدباء في أقلامهم الأولى ، وهم يسكبونها مع آلامهم على وليدتهم المرفوضة من مجتمع النشر !
وكم أقرأ على الجانب الآخر ، عن أهازيج صادرة من بعض رموز الفكر والأدب ، وهم يتبارون بكل حماس في نوال شرف اكتشاف الموهبة المبكرة للاديب العالمي نجيب محفوظ ، وغيره .. مع إنهم لم يقدموا لنا وجوهاً جديدة . ولعلهم يحتفظون بأكثر من اكتشاف لموهبة أدبية لن يعلنوا عنها إلا في الوقت المناسب بعد أن تكون الموهبة المبكرة قد نضجت ، وأثمرت ، ونالت شهرة عالمية !

متى يتبارى هؤلاء فى نوال شرف السبق في دعم وترسيخ الأقلام الواعدة بالقاء الضوء عليها ، وتأييدها ، وتقديمها إلى دور النشر ، والتي عليها  هي أيضاً مسئولية تبني الأقلام الخضراء الموجودة بصورة متناثرة في زوايا بسيطة على صفحات صحفنا ، ومجلاتنا ، وفي كتيبات مجهولة تصدر على نفقة اصحابها بامكانات مادية ضئيلة ؟!..

فمن المنظور انهم يساندون الذين وصلوا بالفعل إلى الشاطئ ويفقدون بذلك مميزات المساندة ، ويرتكبون في الوقت ذاته ذنباً جسيماً ، وهم يتركون ضحاياهم يموتون في رحم الابـداع !
ما الحكمة ، أن يلهث الادباء الشبان وراء نشر انتاجهم حتى الاستجداء ، متنازلين بإرادتهم المقهورة عن حقوقهم المادية من أجل أن ترى أعمالهم النور ، ومع ذلك يعودون منكسري الخاطر والرجاء ؛ ليكتشفوا بعد ذلك انهم لن يكونوا من المقربين لا لشيء سوى انهم ليسوا من ذوي المناصب الرفيعة ، وليسوا من اللوبي المتلولب على اشخاص بعينهم ؟!

ولاننا بالفعل في زمن يتساوى فيه المشهورين بالمغمورين ـ اسألوا الذين يتقدمون من آن لآخر لاجتياز اختبارات اختيار المذيعين والمذيعات ـ . ولأننا ايضاً في زمن المجاملات ـ فقد نُشر مقال لأحد الذين يضعون حرف الدال قبل اسمهم ، اثار جدلاً عظيماً ؛ لأنه كان مليئاً بالاخطاء الفادحة ـ .. فلا بد أن يكون للابداع كإبداع كامل الاحترام والتقدير والاعتبار بغض النظر عن اسم وسن ومركز المبدع ، تقديراً منا لمفكرنا العملاق عباس العقاد ، الذي قال ـ حين سُئل عن أهم انجاز له : "اني جعلت للفكر قيمة مستقلة عن الألقاب ، والشهادات ، والبرامج الدراسية " ..
فهل هم صانعون ؟!...

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق