وجهت الولايات المتحدة دعوة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة واشنطن في مايو/ ايار المقبل للقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما.
وقال صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير ان الدعوة حملها المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل خلال زيارته الحالية للمنطقة دون ان يذكر المسؤول الفلسطيني موعدا محددا للزيارة.
وقال عريقات" ميتشل دعا الرئيس عباس لزيارة الولايات المتحدة في مايو وقد لبى الرئيس الدعوة".ومن المتوقع ان يناقش الرئيسان سبل احياء مباحثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية والتي علقت في ديسمبر/ كانون الاول الماضي.
القدس
من جهة اخرى اعتقلت الشرطة الإسرائيلية حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح وذلك خلال اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية اندلعت في حي سلوان وسط القدس الشرقية قبيل بدء مسيرة لمتشددين يهود من مستوطني الضفة الغربية المحتلة.
وتطالب المسيرة بالإبقاء على القدس الشرقية جزءا لا يتجزء من القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل بالتزامن مع زيارة المبعوث ميتشل.
وقد أفاد مراسل بي بي سي أن الاشتباكات امتدت إلى احياء أخرى في القدس الشرقية بينما أقامت الشرطة الإسرائيلية عدة حواجز، وقد أظهرت صور عددا من الشباب الفلسطيني وهم يلقون الحجارة باتجاه الشرطة الإسرائيلية.
وقال مراسلنا احمد البديري إن الشباب الفلسطيني يصر على مواجهة المسيرة التي يشارك فيها نحو سبعين من غلاة المستوطنين بعد أن حصل المستوطنون على تصريح من النائب العام الإسرائيلي لتنظيم المسيرة.
ضغوط أمريكية
يذكر ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على الجانبين منذ شهور للعودة الى المفاوضات الا ان الفلسطينيين رفضوا استئناف المفاوضات دون تجميد كامل للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان المفاوضات غير المباشرة ستستأنف بين الجانبين في موعد لا يتعدى منتصف شهر مايو.
وقال الصحيفة الاسرائيلية اليومية ان أوباما ابلغ عباس انه فشل في اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد المستوطنات في القدس الشرقية الا ان الاخير سيمتنع عن اتخاذ انشطة" مهمة" خلال المباحثات.
وقالت الصحيفة ايضا، نقلا عن مصادر لم تسمها منخرطة في مفاوضات السلام، ان المفاوضات ستشمل كل القضايا الجوهرية في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بما فيها القدس واللاجئين الفلسطينيين والحدود النهائية.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الجمعة انه يرى الجهود الدبلوماسية الحالية التي يقوم بها المبعوث الامريكي جورج ميتشل ستؤدي الى اتفاق خلال اسابيع لاستئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين.
وقال باراك" اتخيل وكلي آمل انه ربما خلال الاسبوعين المقبلين سنصل الى مباحثات غير مباشرة"
وجاءت تصريحات باراك في وقت عقد فيه ميتشل سلسلة من الاجتماعات مع المسؤوليين الاسرائيليين والفلسطينيين حيث من المتوقع ان تستمر اليوم الاحد.
وتهدف زيارة ميتشل الى المنطقة حاليا اقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي باستئناف المفاوضات غير المباشرة في غضون أسابيع.
وكان ميتشيل قد أكد للزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين الذين التقى بهم الجمعة تصميم الرئيس باراك اوباما على تحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي في اقرب وقت ممكن.
وطمأن ميتشل نتنياهو بتصميم الرئيس أوباما الأكيد على ضمان امن اسرائيل، التي تدعي بأن وجودها مهدد من جانب البرنامج النووي الايراني.
يذكر أن خلافا بين الولايات المتحدة وإسرائيل كان قد اندلع خلال زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن إلى إسرائيل في شهر مارس/ آذار الماضي حيث كان يحاول اقناع الفلسطينيين بالعودة الى طاولة المفاوضات، وفي الوقت نفسه أعلنت إسرائيل نيتها بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة في الضفة ما أدى إلى تراجع الفلسطينيين عن مبدأ العودة إلى المفاوضات، وما اعتبرته الولايات المتحدة ضربة توجهها تل ابيب للمساعي الأمريكية.
رفض الدولة المؤقتة
وكان عباس قد دعا أوباما السبت الى فرض اتفاقية للسلام في الشرق الاوسط، في تعبير عن يأس متنامي مما يراه الفلسطينيون عجز واشنطن من انتزاع تنازلات من الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتشددة.
وفي مناشدة غير معتادة، قال عباس انه اذا اعتقد عباس ان الدولة الفلسطينية مصلحة حيوية للولايات المتحدة اذن فعلى الرئيس الامريكي ينغي ان يأخذ خطوات قوية من اجل تحقيقها.
ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتراح إقامة الدولة الفلسطينية المؤقتة التي قيل إن نتنياهو عرضها على المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل خلال زيارته الحالية للمنطقة.
وأوضح عباس خلال افتتاح جلسة للمجلس الثوري لحركة فتح أن الفلسطينيين قيل لهم "أقيموا دولة ذات حدود مؤقتة على مساحة 40 أو 50 بالمائة من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وبعد ذلك سوف نري".
هذا ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي على هذه التصريحات.
من جانبه نفى نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني أن تكون إسرائيل قد قدمت هذا الاقتراح بشكل رسمي ولكن وسيطا فلسطينيا رفض الكشف عن هويته أكد أن اسرائيل قد عرضت على عباس إقامة هذه الدولة على مساحة تزيد عن 50 بالمائة من الضفة الغربية.
وتوجه عباس في خطابه إلى الاسرائيليين قائلا إن لحظة الحقيقة قد جاءت وأن عليهم الاختيار من أجل إقامة السلام الذى يتمناه المجتمع الدولى.
كما دعا الرئيس الفلسطيني إلى فتح "حوار سياسي واسع" بين المؤسسات والقوى والاحزاب الفلسطينية والإسرائيلية مبديا استعداده لبدء حوار مع المنظمات اليهودية في العالم.
الفصل العنصري
لكنه شبه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "بنظام الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا مؤكدا الحاجة إلى "قيادة اسرائيلية شجاعة" لانهائه.
وقال إنه "من المفارقات أن العالم يعتبر النظام العنصري ذكريات والنظام العنصري يتكرس اليوم ويتسع نفوذه وممارساته عبر الاحتلال الاسرائيلي المباشر ومصادرة الاراضي والمقدسات عنوة".
وأضاف أن "تجربة أفريقيا في الخلاص من النظام العنصري نجحت ليس بسبب توفر إرادة عالمية شاملة تدعم هذه التوجه كما هو متوفر لدينا اليوم وإنما بسبب توفر شرط داخلي لا غنى عنه يتمثل في توفر قيادة تاريخية لدى الجانبين كانت قادرة على تجاوز كل الألغام بهدف الانتهاء من النظام العنصري".
ثم تساءل عباس قائلا إن "القضية تحتاج الى قيادة شجاعة للقيام بعمل شجاع, فهل تتوفر لدى إسرائيل تلك القيادة؟".
وتعليقا على ما تضمنه خطاب عباس قال مشير المصري القيادي في حركة حماس إن ما ظهر من إحباط في الخطاب يدل على فشل مشروع التسوية. |