CET 00:00:00 - 13/04/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبد الحميد
ليست أورشليم وحدها مَن تستقبلك اليوم بسعف النخيل وأغصان الزيتون..
ليست هي الوحيدة مَن تهتف لك الهوشعنا.
بل كل العالم يقف لك اليوم وأنت راكب على أتان وجحش ابن أتان.... حتى بابل المتعجرفة قد رق قلبها لك يا سيدي ورفعت لك صليباً وذكرى رقيقة فوق
تلالها المنسية.
حتى روما تتعمد بدمائك وترسم درب جلجلتك وعشائك الأخير على حيطانها..

حتى أريحا تبكيك هي الأخرى وتحتفظ لك بذكرى الجميزة ووليمة زكا العشار...
قدمت لتطرد باعة الحمام وتقلب موائد الصيارفة من كل الهياكل ولتبطل طقس الذبيحة العتيق وتبدله بذبيحتك الأبدية...
قدمت لتظهر للعالم كله على أنك الحمل الوديع وأنك حقاً نزلت من عليائك لتعبر بنا جميعاً إلى أرض ميعادك حيث مملكة ليست ككل الممالك لنتكئ معك في ديوانك العامر ونسكب معك الخمرة ونكسر معك الرغيف، فمنّا مَن يعبر معك فرحاً منتشياً ومنّا مَن يتردد خائفاً متوجساً ومنّا مَن يلازم مكانه غير عابئ أو شاهراً سيفه في وجهك أو يتبعك بجحافل جيش عرمرم ليمنع شعبك من العبور المبارك فتلطمه أمواج بحرك العريض فيغرق...

فأما العابرون بصحبتك فهم إخوتك الموقنون بقوتك والذين شربوا من خمرتك المعتقة حتى الارتواء وتناولوا من فصحك المقدس حتى الشبع، وأما المترددون فهم من شك في قدرتك وأنت تلامس وجه طبرية بصفحة قدميك وتوقف غضب الريح بإشارة من يديك هم مَن تركوك ليلة الجثسيماني وحيداً، هؤلاء بلمسة أو نظرة منك تعطيهم الشجاعة والإيمان ليثبتوا فيك من جديد فيحملون صلبانهم بفرح بين الأمم كارزين باسمك، وأما الرافضون فهم العميان الذين لا يقبلون الشفاء وهم من صرخوا قائلين فليكن دمه علينا وعلى أبنائنا اصلبه اصلبه. 

عندما يضحك نيسان وتطرز أنامله الرقيقة تلال ناصرة الجليل بشقائق النعمان وزهور شارون تتذكرك أورشليم المنتحبة بلوعة حارقة فتبكي ملكها من جديد وتتعمد بدموعها وبدمك المقدس فتتعزى، عندما يلامس نور الفجر زنابق ونرجس حقولنا يتذكرك شعب مصر وبابل وفينيقية وكل شعوب العالم تهتف لك في هذا اليوم هوشعنا لابن داوود هوشعنا في الأعالي ونستقبلك جميعاً عند أبواب مدينتنا حاملين لك سعف النخيل وأغصان الزيتون لقدومك المجيد...

خاتمة لابد منها:
الويل ثم الويل لمن يحول بيت عبادة إلى بيت تجارة
الويل ثم الويل لمن ينصب حجراً أسوداً ويجعل الأمم من كل فج عميق تأتيه لتهلل حوله...
وتطرح نقودها لسدنة الغرانيق.
الويل ثم الويل لمن يغتني بالدين والكذب على الناس..
الحق الحق أقول أنهم يعبدون الشيطان ولكنهم لا يفقهون..
الويل ثم الويل لمن يحمل حجارة و يتدافع بين الصفوف ظاناً منه أنه سيفقأ عين "بعـلـزبول" إلا إن بعلزبول وإخوانه هم سدنة الصنم الأبكم لكن لا تشعرون.

عساسي عبد الحميد - المغرب
Assassi_64@hotmail.com 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق