يتميز العرب حاليًا بالخنوع والخضوع وتم إلغاء فكرة التمرد أو الثورة أو العصيان من قاموسهم ونتيجة لهذا قام برنامج "عيون على الديمقراطية" المقدم عبر فضائية الحرة بعمل حلقة بعنوان "لماذا لا يعرف العرب التمرد والثورة " وقام باستضافة كلاً من الكاتب الليبرالي كمال غبريال والسيد رياض صيداوي الباحث في العلوم السياسية، إلى جانب السيد عمار علي حسن.
وأكد الكاتب كمال غبريال أن غياب التمرد في العالم العربي يعتبر معضلة يبدو فيها أن المنطقة العربية "محشورة" في فجوة من الزمن تمنعها من التقدم والوصول إلى العالم المتقدم.
كما صرح أن المشكلة ترجع إلى الثقافة السائدة مشيرًا إلى أن الثقافة السائدة لا تثمن الثقافة والعصيان معتبره أن التمرد ما هو الا قيمة سلبية .
وأشار أيضًا أن الثورة بمفومها الحديث تعني تمرد الإنسان الفرد والذي يعتبر العنصر الجوهري في هذه القضية مؤكدًا أن الإنسان الفرد هو "سيد مصيره" كما أكد أن العالم ينمو ويتغير ولكن العربي يظل "محلك سر" ويتقهقر بدلاً من السير للأمام كمثل جميع الدول المتقدمة.
وأرجع هذا إلى النخبة مشيرًا إلى أن "نكستنا في نُخبتنا" مشيرًا إلى أن النخبة من مهامها قيادة الشعوب للتغيير ولكن النخبة الحالية متهافته مؤكدًا أن النُخب العربية تصيح لقضايا منقطعة الصلة باهتمامات الجماهير والشعب.
وذكر أيضًا الكاتب كمال غبريال أن الخطاب العلماني العروبي منذ الخمسينات له أيضًا تأثيره السلبي حيث إنه قسم الشعب إلى شعب وأعداء الشعب، وأعداء الشعب هم الذين يقولون للحاكم "لا".. وأكد أن هذا له تأثيره المدمر وأشار إلى أن النخبة الموكل لها التغيير حاليا هم الإخوان المسلمين والذين يستندون إلى الخطاب الديني، والعروبيون والاشتراكيون الذين يستندون إلى خطاب قومي عروبي واوضح إلى أن الشعب المصري حاليا بين نارين..!!
وختامًا أكد المفكر كمال غبريال أن الضباط الأحرار والذين سيطروا على السلطة، هم الذين أجهضوا مسيرة الحداثة التي بداها طلعت حرب مشيرًا إلى أنهم باسم الشرعية قفذوا على السلطة وخربوها.
كما أكد أن الشعب العربي أمامه 75 سنة - وذلك مع أكثر الاحتمالات تفاؤلاً - ليتقدم ويصل إلى الألفية الثالثة.
وعلى الجانب الآخر أوضح الباحث رياض صيداوي أن مسالة غياب الثورة والتمرد للشعب العربي يعتبر مسالة معقدة ترجع لأسباب ثقافية واقتصادية ودينية وسياسية، وأرجع المسألة الثقافية إلى الإعلام، مشيرًا إلى أن الإعلام الآن هو إعلام نفطي سعودي يبث أفكارًا سلبية، وشيوخ تحريضيين أصبحوا أعلامًا في المجتمع العربي.
وأكد أن هناك عوامل تجعل الشعب يتحرك ويثور ويتمرد، ومن أهمها أولاً وجود قوة تدفع للتغيير إلى جانب تفكيك النخب الحاكمة وانقسامهم على ذاتهم والعامل الأخير هو موقف الجيش.
وصرح أيضًا أن أكثر من 90% من النخب العربية باعت ضميرها وأشار إلى أن هناك من النخب من يهددون بعذاب القبر وأكد أن همهم هو تخويف المواطن ليلهوه عن عملية التغيير بإدخاله في "غيبوبة دينية". وأكد أن هذه القنوات التي تنتشر على الأقمار الصناعية والتي بها أشخاص يهددون بعذاب القبر هي نفس القنوات إلتى تاتي براقصات عاريات من أجل إثارة الغرائز الجنسية للشباب لإبعادهم عن الإصلاح والتغيير.
وختامًا أكد أن الحركات الوهابية والخطاب الوهابي هو الذي أنتج أسامة بن لادن.
وفي سياق متصل أوضح السيد عمار علي حسن أن الثقافة والتاريخ العربي عُرفوا بالثورات وحركات من التمرد لم تنتهِ من قبل العرب مشيرًا إلى أن في الثقافة الشعبية وفي الأدب الشعبي يُمجد الأبطال الذين كانوا ضد السلطة.
وأكد أن هناك عوامل لهذا الخنوع والخضوع للعرب مشيرًا إلى أنه لا يجب إحالة هذا إلى الثقافة فقط .
وأشار أيضا إلى أن أول ثورة في تاريخ الإنسانية حدثت على أرض النيل مشيرًا إلى أن هذا الوقت كانت فيه أوروبا متحدة مع الكنيسة بما يسمى بالقمع المنظم، ولذلك لم يكن هناك ثورات أو تمردات.
وصرح أنه بالنسبة للحالة العربية حاليًا فهناك الأسباب والعوامل التي أدت بها لذلك وذكر منها تأخر الثقافة العربية التي تمنع التمرد وهذا بسبب نُخب ما بعد الاستقلال مشيرًا إلى أن الاحزاب السياسية حاليًا أصبحت ما هي إلا ديكور للسلطة.
إلى جانب الإفقار المنظم الذي وُرِّثَ للشعوب العربية والذي أدى بطبيعة الحال إلى غياب الاستقلال المادي وإلغاء فكرة الثورة والتمرد.
والعامل الأخير هو النخبة موضحًا أن "خيبتنا في نخبتنا".
وأكد أيضًا أن هناك بمصر حركة جماهيرية مؤكدًا أن مصر منذ عامي 2004 / 2500 شهدت شكلاً من أشكال الاحتجاج ولكن المشكلة أن النخبة لم تحول هذا إلى مسار سياسي يضغط في اتجاه التغيير، وأكد ختامًا أن النخبة غائبة وأُفسدت من قِبَل السلطة. |