CET 00:00:00 - 13/04/2009

مساحة رأي

بقلم: د. فوزي هرمينا
لكي يُشفىَ المريض ويتعافي من أسقامه وأمراضه وآلامه وأتعابه عليه بالذهاب إلى الطبيب المتخصص والماهر والشاطر لكي يفحصه فحصاً علمياً سليماً لكي يصل إلى (التشخيص السليم) وبناءاً على هذا التشخيص العلمي السليم يصرف له الدواء المناسب دون أي آثار جانبية على المريض حتى يرجع المريض إلى حالته الصحية الأولى بقدر الإمكان.... هكذا الأوطان أيضاً!!!!!!!!
الأوطان تُصاب بالأمراض تماماً كالإنسان ولكن أمراض الأوطان أشد خطراً وأكثر فتكاً من أمراض الأفراد لأن مرض الوطن يؤدي لانهيار الوطن تماماً وهنا مكمن الخطورة، حيث انهيار المجتمع.. أما المرض الذي يصيب الفرد فلا يتأثر به سوى الفرد نفسه وبعض المقربين منه فقط....
بعد فحص وتشخيص حالة وطننا الحبيب مصر وُجِد أنه يعاني من حالة (تخلف حاد ومزمن...... !!) ومن أعراض هذه الحالة المرضية الآتي:

1- تضخم جهاز الدولة وتغوّله واستبداده:
حيث رئيس الجمهورية الدستور يعطيه سلطات مطلقة دون أدنى أية مسئوليات...!! وفترة رئاسته غير محددة المدة أو المدد أي فترة مفتوحة..... !! إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً... بمعنى إن التغيير يتم عن طريق عزرائيل وليس عن طريق تداول السلطة بالطريق الديمقراطي المتعارف عليه.... ونتيجة لذلك الجهاز الإداري في الدولة تيبست مفاصلة وشاخ وأصابته جميع أمراض الشيخوخة السياسية مثل (الفساد وتضخم الكروش والعروش....)!!

2- استخدام السلطة السياسية للسُلطة الدينية:

غالباً في مراحل الإفلاس السياسي والاقتصادي للنظام يستخدم السلطة الدينية لتبرير أفعالة الإجرامية في حق المجتمع والشعب.... فيستخدم الفكر الوهابي والجماعات المتطرفة ضد القوىَ العقلانية والعلمانية المستنيرة وكذلك ضد الفكر العقلاني والليبرالي... فيتحول العقل إلى الكمون والخمول ومن هنا يتحول المواطنون إلى ما يشبه القطيع.....!!! فانتشرت ثقافة القطيع بين الشعب ليسهل السيطرة على هذا القطيع (الشعب)....!!
3- انهيار منظومة القيّم الإنسانية:
التدين الكاذب وانحطاط المجتمع.. نتيجة انهيار منظومة القيم الإنسانية والعقلانية على المستوى الفردي والمجتمعي نتيجة للفساد والاستبداد وتسييس العقائد الدينية....!!

فنجد مدرس العربي في المرحلة الثانوية خريج جامعة الأزهر الدينية لا يتورع في تبادل زوجته المحجبة مع صديقة في قضية مشهورة تسمي قضية تبادل الزوجات!!
ومن عجائب الدنيا في مصر أنها أصبحت تشتهر بتبادل الزوجات ومع ذلك لم تشهد أبداً تبادل السُلطة التي تحولت إلي سَلَطَة.... !!
4- انحطاط قيّم العلم:
أدى انحطاط قيم العلم لسيطرة الخرافة والشعوذة على عقول الناس... !! فتجد الذي يحمل شهادة الدكتوراه وهي أرقى الشهادات العلمية يضع في جيبه (حجاباً) خوفاً من الحسد والعمل السفلي والعلوي والأبيض والأسود... وأنتشر التنجيم وقراءة الطالع والبخت والحظ والنجوم...!!!! وهذا يدل على الإفلاس العلمي والعقلي

5- نمو النزعات العنصرية والطائفية:
نمو النزعة العنصرية والطائفية بشكل مرضي ولم يسبق له مثيل سواء في عصور الظلام أو الاضمحلال... فأخيراً نجد طلبة جامعة في الصعيد وشباب الحزب الحاكم يخرج في تظاهرة غوغائية بدائية لقتل وحرق جيرانهم وإخوتهم في الإنسانية بدعوى اعتناقهم البهائية......!! فبدلاً من خروج هذه التظاهرة ضد الفساد الاقتصادي والسياسي والتعليمي نجدها تخرج في الاتجاه الخطأ نتيجة التعليم والتثقيف السياسي الخطأ.
هذه هي بعض وليس كل الأعراض المرضية لمرض التخلف المجتمعي المزمن والحاد...!!

والعلاج الوحيد والوحيد فقط لا غير لهذا المرض تعاطي دواء (العلمانية) بمفهومها الواسع.... العلمانية ميزتها تقدم لأبناء كل الأديان الحداثة... والحرية.... والعلم... والعقلانية.. والعدالة... والمساواة
ولكي تنتقل دولة من التخلف إلى الحداثة عليها أن تدرس تجارب الآخرين وتجارب غيرها من الأمم لتقف على منظومة القيم والسياسات التي أوصلتها للتقدم.
فهل نتعلم من الآخرين قبل الخروج المهين والمُذري من الحضارة والتاريخ...!!!؟؟؟؟ 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق