CET 00:00:00 - 27/04/2010

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
أذكر وأنا صغير، كان أكثر ما يذهلني ويشدني مسرحية عش المجانين التي كان يقوم فيها محمد نجم بأكثر من دور، وكان يجنن حسن عابدين، وكنت أضحك من كل قلبي على ما يفعله نجم ولم أكن لأفهم كيف يتأتى له أن يعمل هكذا على المسرح، كان ممكن أفهمها في فيلم سينما أو تليفيزيون على أساس أنها مشاهد تجمع والمشاهد يرى فقط ما تسجله الكاميرا لكن على المسرح الموضوع يحتاج سرعة أداء عالية في تغيير الملابس وتركيب الدقن، وكان دائمًا يقول أنا أركب دقن لأن عين المشاهد ترى وتسجل على الهواء مباشرة ولا إمكانية لتلاعب المخرج، وكنت مبهورًا بقدراتهم الفنية الرهيبة مع تحفُّظي على نص المسرحية، لكن كانت مسرحية مضحكة جدًا ليَّ، ولكن إذ فجأةً فقدت المسرحية قيمتها الكوميدية لي حينما رأيت ما هو أكثر ضحكًا لي.

حد يسألني ويقول لي ما هي المسرحية التي جاءت لتنازع مسرحية عش المجانين مكانتها لديَّ في قدرتها على الإبهار والضحك، أقول لك مسرحية يقدمها الحزب الوطني، وبطلها السيد زكريا عزمي، أيوة هذه هي الحقيقة، الراجل له أكثر من تسعة وعشرين عامًا في بلاط الرئاسة في مصر، وهو الرجل المقرب من قلب وعقل الرئيس مبارك – حمد لله على السلامة يا ريِّس حسك بالدنيا- وكلمة الدكتور زكريا عزمي كلمة مسموعة ومحل اهتمام الرئيس، لكن الرجل يبدو أنه فوجئ بأن الحكومة أخطأت في الخصخصة أو أن هناك سرقة حصلت في الخصخصة، والأدهى من ذلك أنه أكتشف برضو فجأة أن فيه فساد للركب زي الجيبات كده، طبعًا الحمد لله إن الفساد ما بقاش منه ميكرو مع أنني أعتقد يا دكتور إنهم عملوا من الفساد بَديهات، المهم الدكتور قرر بقى إنه يجنني، فبقى يجلس مع الريس والحكومة والوزراء ويجتمع معهم وبعدين يطلع جري يغير هدومه ويلبس لبس المعارضة ويقول ويهاجم الحكومة ويفضحها، وبعدين يطلع جري يغير هدومه ويرجع يقف في صفها ويطبطب على الوزير إللي لسه مهاجمه.

طبعًا أنا لا أنكر على أي عضو في الحزب الوطني أن يهاجم سياسة حزبه ما دام مخطئًا، فانتماؤنا لمكان لا يمنع أن نرى عيوب المكان ونقول عنه ونفضحه كمان، لكن الدكتور زكريا للأسف موقفه محرج لأنه سكت دهرًا وفجأة قرر يتكلم، صحيح هو لم يتكلم كفرًا لكن صمته هو الذي كان.... ولا بلاش خلينا في المهم، الراجل يؤدي الدورين بلباقة ذهنية ولياقة بدنية يحسد عليهما، بقدرات عالية، وأعتقد  أن من حوله كمان عليهم عبء كبير، حيث صار عليهم الآن أن يميزوا قبل التعامل معه زيه وملابسه، إن كان مرتديًا زي المعارضة أم مرتديًا زي الموالاة، يعني زي ما بيقولوا عدو ولا حبيب. وإن كنت أرى أن المعادلة سهلة فهو معارض أمام الكاميرات لزوم الشو الإعلامي، ومهادن وموالي خلف المكاتب مش كده ولا إيه؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

أنا نِكَدي

بتلوموني ليه

عز البرادعي

أنا أركب دقن

فيديوهات

جديد الموقع