بقلم : عـادل عطيـة
هوذا مصر صارت أرض الموت ..
هبة نهر الدم ،
يواصل جريانه من منابع شرايين الأقباط المذبوحة ،
والمسفوحة ..
على مرتفعات إيمانهم العنيد !
يروي عطش الذئاب المترصّدة ،
في الثياب ..
يلوّن قوائم معابدها الهمجية ..
.. علامات .
يراها الشيطان الساكن في وسطهم ؛
راضياً ..
مرضيا ..
وترتفع في نشوة البطش : تكبيرات الانتصار الوحشية !
هوذا مصر صارت جنة الطواغيت على أرضها المسبيّة ..
يمضغون ازاهير الشر ،
وينسون الإنسانية ..
ثقافتهم النحر ،
وميراثهم : جماجم بشرية ..
وفي مكتباتهم المطلة على البحر الأحمر ..
كتاب وحيد ، عنوانه : "الموتى" ..
مفتوح على متنيّه ..
يكتبه بالزيف ،
وبالسيف :
فراعين الوهابية ..
هاهي ذا الصفحة الأخيرة من سفر المراثي الوطنية ..
فلنسابق كلماتها ؛
فأنتم على موعد مع سفر الرؤيا البهية ..
مكتوب على صفحته الأولى :
.. حدث غداً .
وغداً ..
سيأتي قريباً من هو أعظم من موسى المنتشل من الماء ..
سيأتي الذي عُمد في نهر الأردن : بشراً سوياً ..
حاملاً من جنبه المطعون ماء ..
ودماً ذكياً ..
ليرشهما على : "أرضنا السوداء" ..
لتنبثق من طينها في أسابيع آلامكم المنسية :
ألف "وردة صليب" حمراء..
.. علامة عهد ،
وفداء .
وسينبعث نور القبر المقدس على أرضها ،
وينيرها ..
ويعيد لها الرب وعده المبارك : " مبارك شعبي مصر " ! |