CET 00:00:00 - 29/04/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت : ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
إن الحكم على تحضر ورقي شعبًا من الشعوب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنظرة ومعاملة هذا الشعب للطفولة والطفل، وتعكس الآثار المصرية ونقوش جدران المقابر والإنتاج الأدبي في مصر القديمة، مكانة وأهمية الطفولة فيها، حيث كان الطفل هو  محور المنزل والمدرسة والمجتمع، فالمصريون توفر لهم ظروف بيئية طبيعية جيدة وهذا ما كفل لهم استقرار الحياة ووضوح المستقبل المعيشي فيها أكثر مِمَن عداهم من الشعوب القديمة.
ولهذا كان للأطفال أكبر الحظ من الرعاية والعناية والحنان في ظل أسرة متماسكة، فقد كانوا قرة أعين الأبوين، يبذلان غاية الجهد لتنشأتهم النشأة السليمة.
وكان البيت هو مهد التربية وميدانها الأول، ففيه يتعلم الطفل ويستقي معارفه الأولى عن الحياة الإنسانية وتتفتح مداركه،  ومهما كان من تدليل الأطفال والولوع بهم عظيمًا، فهم كانوا بدورهم يكنون ويظهرون لأبويهم الاحترام العميق بجانب الحب.
الأطفال نعمة الحياة.. وبذرة الزواج الناجحالأطفال بمصر القديمة نعمة الحياة.. وبذرة الزواج الناجح
وشجع المجتمع المصري القديم الأزواج على الإنجاب، فالأطفال هم نعمة الحياة، وبذرة الزواج الناجح، ونواة لبناء المجتمع والحفاظ على تقدمه.
وكان يقُال أن الآلهة تبتسم لأجل أولئك الذين يعولون أسرًا كبيرة العدد.
ويمكن لبعض الأسر أن تفتخر بأن لديها 10 أو 15 طفلاً.

بينما كانت الآلهة  تتجهم في وجه البيت الذي يخلو من أصوات ضحك الأطفال وكان من المفترض أن يلجأ الزوجان العقيمان إلى التبني إذا لزم الأمر لتعويض النقص، فأي إعجاب واحترام ناله رمسيس الثاني، وهو الذي يردد أنه كان أبًا لمائة ابن على الأقل وخمسين ابنه.
 
وتعتمد تسمية الطفل على أسماء المعبودات، التي يُعتقد أنها تحمي الأطفال الذين يحملون أسماءها، وعلى سبيل المثال ميريت أتون (محبوبة أتون) وسات آمون (ابنة أمون) ورع حتب (رع راض).
كما كان كثيراً ما تُختار الأسماء لتضفي على الأبناء صفات معينة يرغب فيها الوالدان، فعلي سبيل المثال، نفرحتب (جميلة وراضية)، وسينب (وافر الصحة).

الحكيم بتاح حتب ..  وريث الحكمة على الأرض
وكانت أسر الطبقة العليا وحدها هي القادرة على إرسال أبنائها للمدرسة، ويتلقى أبناء الفرعون تعليمهم وتدريبهالأطفال بمصر القديمة نعمة الحياة.. وبذرة الزواج الناجحم في فصول دراسية بالقصر الملكي، أما الأولاد الآخرون من أبناء الطبقة العليا، فلهم من الحظ ما يتيح إرسالهم إلى مدارس المعابد، منذ سن الثامنة تقريبًا وكان الصبية، سواء من يتلقون التعليم في القصر أو على أيدي كهنة مدارس المعبد، يتعلمون الفضائل مثل آداب السلوك والأمانة والقراءة والكتابة والحساب والتاريخ والجغرافيا والدين.
وكرس الحكيم بتاح حتب نفسه لتعليم الأطفال لاعتقاده أنه وريث الحكمة على الأرض، وكان يؤمن بأن العقاب البدني يحث على الفضيلة فيجب الالتزام بقانون السماء والأرض الذي يخبرنا بأن نتعلم عن طريق التألم والمعاناة ،ويُفهم من حكمة بتاح حتب ضرورة اتباع كافة الطرق من أجل تنشئة وتربية الأطفال تربية حسنة، مع الحث على تطبيعهم بالنظرة الفلسفية لفهم الحياة حولهم، فتعليم الطفل وإعداده خيرًا من ترك الذهب والأموال له.
وكان الأبناء يتولون مسئولياتهم في الحياة عند سن مبكرة، ويسلك البنين والبنات مسالك مختلفة. فالبنون يتعلمون تجارة أو حرفة من الأباء أو من حرفي أو فنان أو نجار أو صانع فخار، ويتوقع من الصبى أن يسير على خطى والده، ويتولى المهمة المقدسة المتمثلة في أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر.
أما الفتيات فيتلقين تدريبهن في البيت ويتعلمن أعمال المنزل كما يتعلمن فنون العلاج والرقص والموسيقى والغناء، فضلاً عن كيفية أن تصبح الفتاة زوجه وأمًا مثالية.
العقل السليم في الجسم السليم

اهتم المصرى القديم بالتربية الروحية والعقلية جنبًا إلى جنب مع التربية البدنية الجسمانية، فالعقل السليم في الجسم السليم.
وقد زخر الأدب المصري القديم بالحكم والأمثال والنصائح والأشعار التي وُجهت للأطفال في صغرهم كي تكون لهم نورًا يُضىء طريقهم في الحياة، وحتى يستكشفوا سُبلهم فيه. الأطفال بمصر القديمة نعمة الحياة.. وبذرة الزواج الناجح
ومن الحكم الشائعة "إن الكاتب دون سواه هو الذي يدير أعمال جميع الناس، أما من يكره العلم فإن الحظ يتخلى عنه"
  أما عن آداب السلوك، فقد حرص الآباء والمعلمون على تلقين التلاميذ قواعدها، وقد صيغت في أسلوب النصائح والوصايا التي هي نماذج من الفضائل الخلقية.
وقد حثت هذه النصائح الأبناء على التسلح بالتقوى، والخوف من الله، والبر بالوالدين، والتسامح، والأمانة، والإخلاص، وغير ذلك من القيم.
كما أن المطالع لكتاب (أدب الحكمة) عند الفراعنة يعثر على كثير من المفاهيم الأخلاقية المرتبطة بعقيدة البعث أو بيوم الحساب بعد الموت، فالسلوك المستقيم هو إقرار للنظام الأخلاقي الذي وضعته الآلهة "ماعت " في بداية الخلق وهي ربة الحقيقة والعدالة والوفاق.
 وتمثلت الأخلاق المصرية في البداية بالمحافظة على العادات والأواصر الأسرية والبر بالوالدين واحترامهما.
وكان البر بالوالدين من أهم الفضائل الخلقية التي يحرص عليها المصري القديم، لذا فإن مواعظ (آني) لابنه خنس حوتب تركز على الرابطة الأسرية وتكريم الأب والأم.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق