الشرق الأوسط |
بعد أن تصارعا سياسيا إلى حد الكره والحسد الأميرة ديانا رفيقة الفقيد دودي ابن مالك متجر «هارولدز» الشهير هي التي شكلت مبرر الخبطة التجارية التي فشل في تحقيقها أصحاب دار «دوفالوا واكس أو» الذين راهنوا على عنوان كتاب ديستان المثير «الأميرة والرئيس» من باب الفوز بإقبال محبي ومحبات الأميرة الساحرة التي لقت حتفها في قلب باريس إلى جانب عشيقها العربي، وباهتمام جزء من الأنتلجنسيا اليمينية التي تحفظ الاحترام والود للرئيس ديستان. وخلافا لكل التوقعات فقد مني فريق الدارين بهزيمة نكراء في سوق الكتاب، بعد أن باعوا 25 ألف نسخة فقط من مجمل 100 ألف طبعت و45 ألف نسخة تم توزيعها على أهم وأشهر المكتبات الباريسية، وهكذا بات معيار المراهنة على قصة العلاقة الغرامية التي تكون قد جمعت الأميرة الراحلة بالرئيس المسن أبعد ما يكون عن مفهوم المغامرة المحسوبة. من الحقائق التي حفل بها كتاب شيراك وكشفت عن عدة أوجه من صراعه الشهير مع ديستان، الإهانات التي كان يوجهها إليه من منطلق غروره وادعائه بالتفوق الفكري وتعاليه، ولا أدل على ذلك من قول شيراك «إنني فهمت بعد مدة قصيرة من عملي معه أنه يضع نفسه في أعلى سلم القيم، وكل الآخرين يقعون في أسفله». جيسكار وزير المالية، الذي أصبح رئيس جمهورية مثل شيراك في وقت لاحق، أدخل منذ البداية في ذهن سكرتير الدولة للموازنة ألا وهو شيراك أن الفرق شاسع بين المنصبين، وحتى يهينه شخصيا فرض عليه الدخول إلى مكتبه من الباب الذي يدخل منه الزوار الظرفيون، ولم يقترح عليه في اجتماع عمل أن يتناول مشروبا ما بعد أن طلب فنجان شاي من المحضر. وحسب شيراك فإن إهانات جيسكار الموجهة إليه تدخل في إطار الحرب النفسية التي خطط لها ديستان بغرض إحباط معنويات عدوه المستقبلي على مستوى الصراع حول الظفر بكرسي الإليزيه. هذا الصراع الذي تناوله الرئيس شيراك في الجزء الأول من مذكرات كتابه الرائج حتى ساعة كتابة هذه السطور، تمثل في استحالة التواصل بينه كرئيس وزراء وبين ديستان كرئيس جمهورية، وانسداده نهائيا في نهاية الحقبة الرئاسية بسبب عدم قدرة شيراك على تفهم ردود فعله وسيكولوجيته على حد تعبيره، ناهيك عن خلافات مبدئية على أكثر من صعيد سياسي أدت إلى التصادم المباشر في نهاية المطاف بعد أن رفض الرئيس الامتثال إلى تحذير الحيوان السياسي الشرس شيراك الذي ذكر عدوه العاصي بمقولة العرب «لا يجب تجريح الحيوان، إما أن تقتله أو تلاطفه، ولا خيار بين النهجين». خلافا لديستان المتعجرف والمتعالي بشكل وقح، قال شيراك إن خلافاته مع الرئيس ميتران الذي هزم عدوه القديم كانت حضارية وآيديولوجية في كنف احترام وإعجاب متبادلين، الأمر الذي ضمن تعايشا نموذجيا استمر حتى النهاية. في نظر شيراك فميتران كان كائنا فريدا من نوعه بحكم ذكائه الخارق ودهائه وثقافته الأدبية الواسعة وفضوله الفكري العام والحضاري وحسه الفني وتقاسمهما حبا خاصا حيال الحضارة الآسيوية، وتجذره في الهوية الفرنسية والأوروبية، وعلى الرغم من التباين الآيديولوجي الذي يفصلهما، اعترف شيراك في كتاب مذكراته بأن سلبيات ميتران تتمثل في بعض بقع ظلاميته التاريخية وتعقد شخصيته وتصوره الكلاسيكي لتطوير فرنسا، على حد تعبيره. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |