قالت التقارير الواردة من تايلاند إن الجيش فتح النار اليوم الاثنين على المحتجين المناهضين للحكومة بالقرب من نصب النصر التذكاري في العاصمة بانكوك، كما استخدم أيضا القنابل المسيلة للدموع، الأمر الذي أسفر عن وقوع أكثر من 70 إصابة بين المتظاهرين، بعضهم في "حالة الخطر".
وقال مراسل بي بي سي في بانكوك إنه شاهد عند وقت الظهيرة بالتوقيت المحلي الجنود وهم يطلقون العيارات النارية لتفريق المتظاهرين الذين فروا هاربين أمام وابل الرصاص.
وأضاف المراسل قائلا إن هذا التطور جاء بعد ليل حافل بالتوتر بين قوات الجيش والمتظاهرين الذين أُرغموا على إخلاء تقاطع طرق قاموا بإغلاقه في وقت سابق.
وذكر المراسل أن المتظاهرين ردوا في وقت سابق على استخدام القوات الحكومية للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ضدهم بأن أهالوا الحجارة والقنابل الحارقة على عناصر الجيش والشرطة.
زجاجات حارقة
من جهته، قال مصور صحفي يعمل مع وكالة فرانس برس للأنباء إنه شاهد هو الآخر جنودا يطلقون عيارات نارية في الهواء لتفريق متظاهرين كانوا يرشقون عناصر الجيش بالحجارة ويلقون عليهم الزجاجات الحارقة في شارع دين داينغ في بانكوك.
وقد أكد المتحدث باسم الجيش، الكولونيل سونسيرن كاوكومنيرد، أن العسكريين استعملوا بالفعل القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قدر عددهم بنحو 300 شخص.
وقال كاوكومنيرد: "نبدأ باجراءات خفيفة، ثم ننتقل إلى الأكثر قسوة، لكننا نتحاشى إزهاق الأرواح كما أمرتنا الحكومة".
وأضاف قائلا: "إن الجنود ألقوا القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، إذ شارك في العملية أكثر من 400 جندي".
هجوم المتظاهرين
وأشار إلى أن المحتجين حاولوا الهجوم على الجنود بسيارة، لكن لم يؤكد أي مصدر مستقل هذا الأمر.
من جهته، نفى مسؤول في هيئات الإغاثة ما كانت قد ذكرته محطة إذاعة مقربة من المتظاهرين بأن الجنود قتلوا خمسة أو ستة من المتظاهرين الذين استخدمت قوات الجيش القوة ضدهم للمرة الأولى منذ إعلان حالة الطوارىء في العاصمة وضواحيها يوم أمس الأحد.
يُشار إلى أن إعلان حالة الطوارئ في بانكوك وضواحيها جاء في أعقاب نجاح المحتجين بإرغام السلطات على إلغاء القمة الآسيوية التي كان من المقرر أن تنطلق في منتجع باتايا الساحلي يوم السبت الماضي، وما تلا ذلك من حوادث خطيرة في البلاد.
دعوة شيناواترا
وكان رئيس وزراء تايلاند السابق، ثاكسين شيناواترا، قد دعا من منفاه إلى القيام بثورة في تايلاند وقال إنه قد يعود إلى البلاد لقيادة تلك الثورة.
وكان شيناواترا قد غادر تايلاند العام الماضي قبل أن يصدر حكم قضائي بحقه غيابيا باتهامات تتعلق بالفساد.
وقد استمرت المظاهرات المناهضة للحكومة في تايلاند رغم فرض حالة الطواريء. فقد قام المتظاهرون بإغلاق الطرقات وتحويل مسار الحافلات وإلقاء الأحجار وقطع الأثاث على أي سيارة يشتبهون بأنها تقل رئيس الوزراء الحالي أبيسيت فيجاجيفا.
"ليس انقلابا"
وقام الجيش على أثر ذلك بنشر القوات والمصفحات. إلا أن وكالة الأسوشييتدبرس للأنباء نقلت عن كايوكامنرد قوله إن نزول الجيش إلى شوارع بانكوك لا يُعدُّ مؤشرا على وقوع انقلاب وشيك، بل هو إجراء يرمي إلى استعادة الأمن والنظام في البلاد.
وكان أبيسيت قد قال في خطاب متلفز وجَّهه إلى الشعب التايلاندي في وقت سابق إن حملة الاحتجاجات الرامية إلى إزاحته عن منصبه قد دمرت نفسها بنفسها بسقوطها في "فخ اللاشرعية".
ووصف أبيسيت، الذي تطالبه المعارضة بالتنحي عن منصبه، المحتجين بقوله إنهم "أعداء تايلاند"، مؤكدا على أنه لن يتزحزح عن كرسي رئاسة الحكومة، محذرا المعارضة بالمساس بالأمن العام في البلاد. |